شهران على تظاهرات السودان والجمود سيد الموقف
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

شهران على تظاهرات السودان والجمود سيد الموقف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - شهران على تظاهرات السودان والجمود سيد الموقف

متظاهر سوداني يرفع علامة النصر خلال تظاهرة مناهضة للحكومة في الخرطوم
الخرطوم- العرب اليوم

 يبدو عثمان سليمان، الشاب السوداني الذي يخرج إلى شوارع الخرطوم يوميا للمطالبة بإسقاط النظام منذ كانون الأول/ديسمبر، مصرا على عدم التراجع.

وأكد سليمان، وهو خريج كلية الهندسة وعاطل عن العمل منذ سنوات، لوكالة فرانس برس "علينا مواصلة معركتنا من أجل تأمين مستقبلنا ومستقبل بلادنا".

ومع دخول الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوداني عمر البشير الذي يحكم البلاد بيد من حديد منذ ثلاثة عقود شهرها الثالث الثلاثاء، يواصل المتظاهرون احتجاجاتهم رغم إصراره على البقاء في السلطة ورغم الحملة الأمنية الواسعة التي تنفذها السلطات.

ويقول مسؤولون إن 31 شخصا قتلوا في أعمال العنف التي رافقت الاحتجاجات حتى الآن، بينما أشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن حصيلة القتلى بلغت 51 بينهم أعضاء طواقم طبية وأطفال.

وفي هذه الأثناء، اعتقل جهاز الأمن والمخابرات الوطني مرهوب الجانب مئات المتظاهرين والمعارضين والناشطين والصحافيين.

ويرى المحلل لدى "مجموعة الأزمات الدولية" موريثي موتيغا أن "صمود المتظاهرين كان مذهلا للغاية".

وأضاف "مر شهران لكن زخم الحراك بقي على حاله بينما ازداد مستوى المشاركة جغرافيا وشمل كافة الطبقات الاجتماعية والاقتصادية".

ويوم الأحد، خرج العشرات في الخرطوم هاتفين بشعارهم الأبرز "حرية، سلام، عدالة" فيما ردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

واندلعت أولى التظاهرات في بلدة عطبرة الزراعية بتاريخ 19 كانون الأول/ديسمبر احتجاجا على قرار الحكومة رفع أسعار الخبز بثلاثة أضعاف.

لكن اتسعت رقعة الاحتجاجات لتتحول إلى أكبر تحد يواجه حكم البشير المديد بينما طالب المشاركون باستقالته.

وامتدت التظاهرات في أنحاء قرى وبلدات ومدن الدولة الإفريقية.

وجذبت إلى صفوفها شرائح عديدة من المجتمع بينهم مهنيون من الطبقة المتوسطة ومزارعون وشباب إضافة إلى معارضي البشير السياسيين، فخرجت مسيرات شارك فيها آلاف الرجال النساء في أنحاء البلاد.

لكن مناطق النزاع الثلاث -- دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان -- لم تشهد حتى الآن تظاهرات حاشدة.

- "الانتفاضة مستمرة" -

ويشير محمد يوسف، وهو متحدث باسم "تجمع المهنيين السودانيين" الذي تنضوي فيه مجموعة من النقابات التي قادت الحركة الاحتجاجية، إلى أنه "بالرغم من عنف النظام تجاه المتظاهرين، توسعت الاحتجاجات جغرافيا ونوعيا".

وأضاف "نحن نؤمن بأن هذه الانتفاضة مستمرة. هناك فئات جديدة تنضم إليها".

ودعم "حزب الأمة"، وهو أبرز أحزاب المعارضة السودانية الذي يقوده رئيس الوزراء السابق صادق المهدي، الحركة الاحتجاجية ودعا البشير إلى التنحي.

ووصل البشير إلى السلطة عبر انقلاب دعمه الإسلاميون في 1989 وأطاح بحكومة المهدي المنتخبة.

وحض "تجمع المهنيين السودانيين" الأحزاب السياسية للانضمام إلى تحركهم عبر التوقيع على "وثيقة الحرية والتغيير".

وتضع الوثيقة خطة لحقبة ما بعد البشير تشمل إعادة هيكلة النظام القضائي السوداني ووقف تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، الذي يعد سببا رئيسيا لاندلاع التظاهرات.

وشكلت الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها السودان سببا رئيسيا للغضب الشعبي قبل أن يتجسد على الأرض في أعقاب رفع أسعار الخبز.

وتراجع الاقتصاد السوداني جراء ازدياد نسب التضخم فيما تصاعدت حدة أزمة النقد الأجنبي منذ انفصال جنوب السودان في 2011 الذي تسبب بتقلص عائدات النفط بشكل كبير.

وحافظ منظمو الاحتجاجات على زخمها عبر الإعلان عن مسيرات لدعم رفاقهم المعتقلين أو لتكريم "الشهداء" الذين قتلوا أثناء التظاهرات.

وإن كانت قوات الأمن منعت المتظاهرين من الوصول إلى وسط الخرطوم، إلا أنهم خرجوا إلى الشوارع في الأحياء المحيطة، أحيانا ليلا.

وفي حين فشلت الدعوات للتظاهر بحشد المشاركين في بعض الأحيان، إلا أنها جذبت في أحيان أخرى حشودا من اساتذة الجامعات والمدارس والأطباء والمهندسين الذين هتفوا بشعارات مناهضة للبشير.

- حالة جمود -

بدوره، يصر "حزب المؤتمر الوطني" الحاكم أن الحركة الاحتجاجية بدأت بالتراجع بعد مرور شهرين على انطلاقها.

وقال المتحدث باسم الحزب إبراهيم الصدّيق "تراجعت الاحتجاجات لأنها تفتقد لسند شعبي".

ويؤكد محللون أن تواصل الدعم من قوات الأمن للنظام وإصرار البشير على تمسكه بالسلطة خلقا حالة جمود.

وأكد موتيغا في هذا السياق أن "الرئيس لا يزال متصلبا للغاية بينما لا يزال المتظاهرون عازمين" على مواصلة حراكهم.

وقال "ما لدينا الآن هو حالة جمود واضحة".

وواجه البشير التظاهرات بحشد أنصاره فيما دعا إلى التنمية الاقتصادية في البلاد ودعم السلام في مناطق النزاع.

وتجاهل الدعوات لاستقالته مصرا على أن التغيير لن يأت إلا عبر صناديق الاقتراع.

ويفكر الرئيس البالغ من العمر 75 عاما بالترشح لولاية ثالثة في الانتخابات المقبلة في 2020.

وفي الوقت الراهن، يؤكد المتظاهرون أنهم سيواصلون الضغط.

وأكدت آية عمر (28 عاما)، من سكان حي بري في شرق الخرطوم "ما من سبيل لنا سوى الاستمرار في الاحتجاج لتأمين مستقبلنا ومستقبل بلادنا. سنواصل التظاهر حتى نحقق هدفنا بإسقاط هذا النظام".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهران على تظاهرات السودان والجمود سيد الموقف شهران على تظاهرات السودان والجمود سيد الموقف



GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab