موسكو - العرب اليوم
أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إحراز تقدم في جهود تسوية النزاعات المسلحة في كل من ليبيا واليمن وسوريا.وجاء ذلك على لسان لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء في موسكو مع وزير الخارجية في حكومة الوفاق الليبية محمد طاهر سيالة، ردا على سؤال عن سبب الإخفاقات في جهود التسوية السياسية في اليمن وسوريا وليبيا وماهي الأطراف التي تقف وراء بقاء الشرق الأوسط منطقة معلقة بين الحرب والسلام.
وأشار لافروف إلى أن جذور الأوضاع الإقليمية المعقدة حاليا تكمن في احتمالات مرتفعة لنشوب النزاعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لافتا إلى أن المنطقة، نتيجة لـ"تجارب جيوسياسية" دبرها الغرب في محاولة لاستغلال عمليات "الربيع العربي"، تراجعت إلى الوراء بعقود وشرعت في توليد مخاطر إرهابية تمتد بشكل واسع إلى خارج حدودها، بالإضافة إلى اندلاع أزمة الهجرة وتقويض الركائز الاقتصادية للعديد من دول المنطقة.
في الوقت نفسه، لفت لافروف إلى أن المجتمع الدولي يحاول مساعدة شعوب المنطقة في احتواء أزماتها وإيجاد اتفاقات وتجاوز عواقب "سياسات الناتو وحلفائه المتهورة".
وتابع: "لا أعتقد أننا نرى، كما ذكرت، (فشلا) للحلول السياسية في المنطقة، وفي كل من اليمن وسوريا وليبيا.. لا تزال الأوضاع معقدة لكن تتبلور هناك نزعة واضحة لرفع مستوى إدراك أهمية الحلول السياسية".
وأوضح الوزير أن جميع أطراف النزاعات في تلك الدول تعترف بدور الأمم المتحدة المتقدم والمنسق في جهود التسوية، مضيفا: "نرى تقدما في الملف اليمني، ولا تزال الاتصالات مستمرة بين التحالف السعودي والحوثيين، كما ثمة تطورات إيجابية في الاتصالات مع المجلس الانتقالي الجنوبي".
وذكر لافروف أن الأمم المتحدة بمساعدة الدول الضامنة في مفاوضات أستانا (روسيا وتركيا وإيران) نجحت في إطلاق عملية سياسية مستدامة في سوريا، مضيفا أن النزعة نفسها تتبلور في التسوية الليبية حيث تتخذ الأطراف الداخلية والخارجية خطوات مكثفة كي يصبح ملتقى الحوار الليبي مستداما ويتمخض عن اتفاقات محددة بشأن مستقبل هذا البلد.
وأشار لافروف إلى أن الوضع أسوأ بكثير في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، محذرا من أن خطر إخفاق الحلول السياسية هناك بات أكثر مما كان في أي وقت مضى.
وأبدى الوزير قناعة روسيا بضرورة أن تضطلع الأمم المتحدة بدور متقدم ومسؤول بهدف استئناف اتصالات مباشرة بين طرفي النزاع بدعم الرباعية الدولية والدول العربية، مشددا على أن موسكو تتوقع خطوات حازمة ونشطة في هذا السبيل من مبعوث الأمم المتحدة الخاصة بشأن هذا النزاع تور فينيسلاند والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نفسه.
أرسل تعليقك