طهران _ العرب اليوم
وتحطمت طائرة «بوينغ» تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية بعيد إقلاعها من طهران متجهة إلى كييف في الثامن من يناير 2020، ما أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها. وأقرت القوات المسلحة بعد ثلاثة أيام، بأن الطائرة أسقطت عن طريق «الخطأ» في ليلة توتر عسكري بين طهران وواشنطن.
ونشرت المنظمة الإيرانية للطيران المدني اليوم تقريرها النهائي بشأن الحادث باللغتين الفارسية والإنجليزية. ووردت في النسخة الإنجليزية التي تألفت من 145 صفحة، فقرتان عن «أسباب الحادث والعوامل التي ساهمت به».
وتضمنت الفقرة الأولى معطيات سبق نشرها، وهي أن أنظمة «الدفاع الجوي» أطلقت صاروخين نحو الطائرة، ما أدى لـ«تحطمها وانفجارها الفوري على الأرض».
وأفادت الثانية بأن «الإجراءات التخفيفية ومستويات الدفاع في إدارة المخاطر أثبتت عدم فعاليتها بسبب وقوع خطأ غير متوقع في تحديد التهديد، وفشلت في نهاية المطاف في حماية سلامة الرحلة ضد الأخطار التي تسببت بها حالة الإنذار لقوات الدفاع».
وأشار التقرير إلى أن «مشغّل نظام الدفاع الجوي» لحظ وجود «هدف» في الجو، مضيفا «من دون تلقي رد (أمر) من مركز التنسيق، خلص المشغّل إلى أن الهدف المرصود يشكل تهديدا، وأطلق صاروخا في اتجاهه».
وفي تلك الليلة، كانت الدفاعات الجوية في حال تأهب خشية وقوع ضربة أميركية ردا على هجوم صاروخي نفذته طهران قبل ساعات من ذلك، واستهدف قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق حيث يوجد جنود أميركيون. وأتى الاستهداف الإيراني للقاعدة ردا على اغتيال اللواء في «الحرس الثوري» قاسم سليماني بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد في الثالث من يناير 2020.
وفي تعليق على التقرير، انتقد وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا عدم أخذ طهران في الاعتبار «أكثر من 90 صفحة من الملاحظات والاقتراحات» التي قدمها الجانب الأوكراني. وأضاف «ما نراه منشورا اليوم ليس سوى محاولة مبيتة من أجل إخفاء الأسباب الحقيقية لإسقاط طائرتنا المدنية».
وكان تقرير لمنظمة الطيران المدني الإيرانية صدر في يوليو (تموز) من العام الماضي، اعتبر أن «العامل الرئيسي» خلف تحطم الطائرة كان «خطأ بشريا» في التحكّم برادار، تسبب بأوجه خلل أخرى في عمله. وأثار الحادث جدلا وانتقادات واسعة في إيران، لا سيما أن إقرار القوات المسلحة بإسقاط الطائرة عن طريق «الخطأ»، صدر بعد ثلاثة أيام من الحادث.
أرسل تعليقك