أكد مدير مصنع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة أن عملية إحلال السواعد الوطنية الشابة تتوالى بحسب مخرجات المعاهد المهنية، مشيراً إلى أن نسبة الحرفيين السعوديين وصلت إلى 90% من الدماء الشابة.
وأوضح الدكتور محمد باجودة إبرام الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عقود شراكة مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لإعداد الحرفيين على حقيبة التطريز والخياطة لمدة تصل إلى تسعة أشهر ينتقل بعدها الشاب إلى تدريب عملي داخل أروقة مصنع كسوة الكعبة المشرفة لمدة عام ثم يثبت على وظيفة فني تطريز وخياطة بمصنع الكسوة.
وأشار باجودة إلى 90 حقيبة تدريبية يتلقاها المتدرب خلال فترة التدريب تشمل الخياطة والتطريز وأعمال القبقبة، مضيفاً "ثم ينتقل لمرحلة التدريب الميداني لمدة عام كامل حتى يتشرب الشاب الحرفة بالشكل المطلوب؛ للمشاركة في صناعة ثوب الكعبة المشرفة، كما أن مهنة تطريز ثوب الكعبة تعتبر من المهن النادرة والمعقدة، مبيناً أن الآلات الحديثة المتطورة لم تستطع محاكاة العمل اليدوي في جمال وروعة العمل الحرفي".
وأوضح أن المصنع زوّد ثوب الكعبة المشرفة بالقنديل الخامس كإضافة للقناديل السابقة وميزاب الكعبة، لافتاً إلى أن فكرة إضافة المزخرفات الجمالية المضافة للثوب تخضع لدراسات عدة تبدأ من الرئاسة العامة ثم الرفع للمقام السامي لاعتمادها وإضافتها.
وقال إن هناك وحدة للعناية بالثوب تقوم بأعمالها على مدار الساعة لصيانة كسوة الكعبة، وما يطرأ عليه من تنميش أو تمزيق أطراف الثوب بسبب الازدحام الشديد حول منطقة الحجر الأسود أو الحلقات الطرفية للثوب، مشيراً إلى أن هناك فريقاً فنياً متواجدا بالمسجد الحرام يتولى أعمال الرتق والصيانة مكونا من ثلاثة فنيين وأربعة إداريين كلما اقتضت الحاجة لصيانة الثوب الشريف.
وأكد تغيير "الكينار" (لفافة القماش المبروم المحيط بالحجر الأسود) كل أسبوع نظراً لتعرضه للشد والتمزيق من قبل الحجاج والمعتمرين بسبب الزحام الشديد كل أسبوع، ما يجعله أكثر أجزاء ثوب الكعبة تغييراً على مدى العام. وأضاف "هناك عناية خاصة توليها إدارة المصنع مع ثوب الكعبة المشرفة بحسب التقلبات المناخية التي تشهدها مكة المكرمة وتأثيرات درجات الحرارة العالية في فصل الصيف وشدة البرودة في فصل الشتاء في عملية ارتخاء الثوب أو الحاجة لشد القماش الحريري في الأجواء الباردة".
واستعرض باجودة مشاركات مصنع الكسوة المشرفة في ترميم ستارة الكعبة في "الأمم المتحدة"، وصيانة برقع الكعبة المشرفة في الصالة الملكية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي، إضافة إلى ترميم القطعة المعروضة بمقر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
وعن عدد الحرفيين في المصنع، أكد باجودة وجود 200 فني وحرفي يتولون صناعة أغلى ثوب في العالم تصل نسبتهم 100% سعوديين. ولا يخفي باجودة إعجابه من تحول المصنع إلى قاعة بحث وفصول دراسية للكثير من طلاب العلم، مشيراً إلى أن هناك أعمالا ميدانية تجريها وزارة التعليم حالياً لإعداد منهج دراسي للتعليم العام عن تاريخ صناعة الكبعة المشرفة والمراحل التي تمر بها حياكة الثوب من بداية نسج الحرير حتى اكتمال الثوب في آخر مراحله.
وأضاف "أن هناك طالبة سعودية لمرحلة الدكتوراه من جامعة المؤسس تعكف حاليا على دراسة النسيج الحريري والزخارف الإسلامية، وكذلك طالبة أخرى في مرحلة الماجستير تعمل على دراسة أعمال الصباغة الحريرية".
وأشار إلى وجود طلاب من قسم الهندسة بجامعة أم القرى يعملون على دراسة الهندسة الميكانيكية لمكائن النسيج الآلي، وكذلك طلاب الهندسة المعمارية، وحول استخدام المكائن المتطورة حديثاً في أعمال النسيج أوضح باجودة "تم توريد مكائن كاجيما اليابانية أخيراً وهي مختصة بأعمال حشو الحروف والتطريز للمذهبات والزخارف منذ عامين، حيث تم عمل مجموعة من القناديل والزخارف الإسلامية، وهي بلا شك تساعد على توفير الوقت والجهد، مبينا أن أعمال التطريز والحزام وستارة الكعبة والنصوص القرآنية لا تغني عن العمل اليدوي لأنها تحتاج للحرفية والمهارة الدقيقة".
ويشار إلى أن الكعبة المشرفة تستهلك 670 كيلو من الحرير الطبيعي الخام، و120 كيلو من خيط الذهب و100 كيلو من خيط الفضة، ويقوم على صناعة الكسوة المشرفة (200) عامل وحرفي منهم (70) حرفي لأعمال تطريز الحزام فقط.
وتبدأ أعمال صناعة الكسوة المشرفة من شهر محرم من كل عام وتنتهي في منتصف شهر ذي القعدة، وتستغرق صناعة الكسوة المشرفة 14 ألف ساعة عمل على مدار العام. فيما يتولى (140) عاملا تبديل ثوب الكعبة المشرفة صبيحة يوم التاسع من ذي الحجة وتستغرق عملية التبديل ثلاث ساعات و40 دقيقة، وهذا يعتبر وقتا قياسيا مقارنة بالأعوام السابقة.
أرسل تعليقك