رفع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) رايته على قلعة تدمر أحد المواقع الأثرية السورية في وسط البلاد، في وقت أفيد بتسليم عناصر من قوات النظام في ريف إدلب أنفسهم لمقاتلي المعارضة بعد سيطرة «جيش الفتح» على مستشفى جسر الشغور وبثه صور وجثث عناصر النظام. وقتل 15 بغارة شنتها مقاتلات النظام على دير الزور في شمال شرقي البلاد.
وأظهرت صور نشرها أنصار تنظيم «داعش» على الإنترنت، أن عناصره رفعوا أعلام التنظيم فوق قلعة تاريخية في مدينة تدمر الأثرية التي سيطر عليها «داعش» الأربعاء، وحملت إحدى الصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جملة «قلعة تدمر تحت سلطان الخلافة». وفي صورة أخرى ظهر عنصر وهو يبتسم ويحمل العلم الأسود ويقف على إحدى جدران القلعة. ولم يتسن التحقق من صحة الصور.
وأعلن التنظيم المتشدد «الخلافة» على الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسورية في حزيران (يونيو) الماضي. ودمر التنظيم آثاراً ومعالم تاريخية يعتبرها وثنية في مدن أخرى، وهناك مخاوف من أنه قد يعمد الآن إلى تدمير تدمر، التي تضم بعضاً من أهم الأطلال الرومانية، بما في ذلك معابد محفوظة بعناية وأعمدة ومسرح.
ونشر أنصار التنظيم أيضا مقاطع فيديو يقولون إنها تظهر عناصر «داعش» يجوبون غرف مبان حكومية في تدمر بحثاً عن جنود الحكومة وينزعون صور الرئيس السوري بشار الأسد ووالده.
وقال بعض النشطاء إن أكثر من 200 جندي سوري قتلوا في المعركة من أجل المدينة.
وفتحت سيطرة التنظيم على مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص (وسط)، طريقه نحو البادية وصولاً الى الحدود العراقية حيث معبر تنف. وتمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة. وقال «المرصد» في بريد إلكتروني الجمعة إن «تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على محطة (ت 3) الواقعة في ريف تدمر، عقب انسحاب قوات النظام والمسلحين الموالين لها منها».
ويستخدم فوج من حرس الحدود هذه المحطة المخصصة أساساً لضخ النفط على خط كركوك في شمال العراق إلى بانياس غرب سورية، كمقر عسكري، وفق «المرصد» الذي أفاد بسيطرة التنظيم على حقل جزل للغاز بالقرب من حقل شاعر في ريف حمص الشرقي، ذلك بعد اشتباكات استمرت ثلاثة أيام وتسببت بمقتل 48 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين.
ويشكل حقل جزل امتداداً لحقل شاعر الخاضع لسيطرة قوات النظام. وبات التنظيم يسيطر على الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سوريا، فيما تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على حقول رميلان في ريف الحسكة.
وأكدت الحكومة الموقتة المعارضة أن النظام «لم يعد يسيطر إلا على مساحة لا تتعدى ربع مساحة الأراضي الحيوية في سورية». ووفق مدير مركز «آي إتش أس جاينز» للبحوث حول الإرهاب وحركات التمرد ماثيو هنمان، يمكن «داعش» أن يستخدم مدينة تدمر «لشن هجمات باتجاه حمص ودمشق» اللتين تعدان من أبرز معاقل النظام في عمق سورية.
في شمال غربي البلاد، قال نشطاء معارضون إن 15 عنصراً من قوات النظام سلموا أنفسهم لمقاتلي المعارضة في حاجز القيسات بين جسر الشغور وأريحا الخاضعة لسيطرة النظام، وذلك بعد يوم على سيطرة المعارضة على مستشفى جسر الشغور. وبث مقاتلو المعارضة صوراً لجثث وأسرى من الجيش النظامي كانوا محاصرين في مستشفى جسر الشغور. وقال «المرصد» إن «العشرات من المحاصرين تمكنوا من الفرار، بينما قتل عدد من عناصر قوات النظام داخل المستشفى وخارجه، وتم أسر غيرهم، ولم يعرف مصير الآخرين».
ونقل التلفزيون السوري من جهته عن مصدر عسكري قوله إن جنوده تمكنوا من «فك الطوق» عن المستشفى. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) مساء الجمعة، أن الرئيس السوري بشار الأسد أجرى اتصالاً بـ «قائد أبطال مشفى جسر الشغور»، ونقلت قوله: «صمدتم وقاومتم لأنكم لا تعرفون الهزيمة ولا الاستسلام». وأضاف: «ثقتكم بالله وبرفاقكم في الجيش العربي السوري بأنهم قادمون لفك الحصار عنكم تدل على ماهية هذا الجيش وعقيدته».
وفي الساحل غرب جسر الشغور، قال «المرصد» إن «قوات النظام شنت حملة دهم لمنازل مواطنين في مدينة بانياس وقرية البيضا وبساتينهما، حيث أسفرت المداهمات عن اعتقال نحو 100 مواطن، لتقوم بعدها بالإفراج عن غالبيتهم»، فيما أكدت مصادر أن «قوات النظام أبقت على المطلوبين لخدمة الاحتياط في صفوفها، وعلى النازحين من محافظة إدلب».
في شمال البلاد، قال «المرصد» إن «اشتباكات دارت بين قوات النظام مدعمة بكتائب البعث من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة أخرى في محيط حي بني زيد شمال حلب وفي محيط مسجد الرسول الأعظم وبمحيط مبنى المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء غرب حلب، في حين استشهد ناشط إعلامي متأثراً بجراح أصيب بها جراء قصف جوي على مناطق في حي الشعار بمدينة حلب منذ عدة أيام، واستشهدت سيدة أيضاً متأثرة بجروح أصيبت بها جراء قصف من قبل الطيران المروحي ببرميلين متفجرين على مناطق في بلدة عندان بريف حلب الشمالي».
في شمال شرقي البلاد، دارت اشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين (سري كانيه)، وسط تحليق لطائرات التحالف العربي- الدولي، وتنفيذها عدة ضربات استهدفت تمركزات التنظيم بالريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين و «انباء عن خسائر بشرية في صفوف التنظيم»، وفق «المرصد» الذي أشار الى مقتل «25 عنصراً من داعش غالبيتهم من جنسيات أجنبية، نتيجةَ قصف طائرات التحالف العربي– الدولي واشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة عين العرب (كوباني)» شمال سورية.
وفي دير الزور شرق البلاد، قال «المرصد» إنه «ارتفع إلى 15 على الأقل بينهم 4 مواطنين من عائلة واحدة و6 أطفال من عائلة أخرى، عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي لمناطق في حي الحميدية بمدينة دير الزور، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة».
وقال «المرصد» إن «اشتباكات دارت بين مقاتلي الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من جهة وعناصر حزب الله اللبناني مدعمين بقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة ثانية في جرود القلمون، وسط معلومات أولية عن تقدم الأخير».
أرسل تعليقك