لندن - كاتيا حداد
نقل اثنان من الأشخاص الذين ذهبوا إلى بعض المناطق التي يسيطر عليها "داعش" في مهمة صحافية، أحاديث حول ذعر المقاتلين المتشددين عندما حلقت طائرات دون طيار في سماء العراق، وأشارا إلى أن رئيس السيافين في "داعش" المتشدد جون، أو كما يعرف بـ"محمد اموازي" وهو بريطاني الجنسية، شل من خوف تعرضه للقتل بهجوم من الطائرات دون طيار واختبأ بين المدنيين ظنا منه أنها لن تستهدفهم.
ورافق الشخصان مجهولا الهوية "داعش" أثناء وجودهما في الموصل العام الماضي، ووصفا كيف هرب اموازي إلى ملعب لكرة القدم، حيث احتشد حشد من المدنيين في محاولة يائسة لتفادي هجوم طائرة دون طيار.
وتأتي هذه القصة بعد يوم واحد من إعلان عن أن اموازي يحتل المركز الأول في "قائمة القتل" والتي تتضمن عشرات المتطرفين البريطانيين ممن يرغب الوزراء البريطانيون بقتلهم باستخدام غارات لطائرات دون طيار، وأعلن في وقت سابق هذا الأسبوع أن ثلاث مواطنين بريطانيين قتلوا في غارات بطائرات أميركية و بريطانية دون طيار في أب/أغسطس.
وكشف رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون الأحد الماضي، أن مسلحا من مواليد كارديف ويدعى رياض خان (21 عامًا) قتل في غارة لطائرة دون طيار تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، بالإضافة إلى مقتل مقاتل أخر يدعى روهول أمين في الرقة في 21 من أب/أغسطس، وقتلت طائرة أميركية دون طيار مقاتلًا بريطانيًا ثالثًا يدعى جنيد حسن بعد ثلاثة أيام.
وتؤدي هذه الحالات إلى تعزيز خوف اموازي من التعرض للقتل في هجوم لطائرة دون طيار، وروى الرجلان، وهما غير سوريين ، قصة رحلتهما مع "داعش" في الموصل، أنهما فوجئا عند اكتشافهما أن أحد الرجلين الملثمين اللذين يقودا السيارة التي تواجدا فيها هو الجهادي جون، واستطاعا التعرف عليه من عينيه وأنفه المعقوف ولهجته اللندنية.
ويشرح أحد الرجلين " تأكدنا من أن أحد الرجلين اللذان رافقنا في السيارة هو اموازي بعد أن شتم باللغة الانجليزية جراء تعرضنا لحادث صغير في الطريق، لكنه أنكر ذلك وادعى أنه من نيويورك، إلا أن أحدنا كان قد عاش في لندن لفترة واستطاع تمييز لهجته"
ويضيف أحد الرجلين "كنت قد سألته سؤالًا باللغة الانجليزية في وقت سابق، لكنه ادعى عدم الفهم، ولكن عندما تعرضنا للحادث الصغير نطق بانجليزية لندنية شاتما، فرددت على الفور لديك لهجة بريطانية، لكنه نفى ذلك بالعربية وادعى أنه من نيويورك"
ولاحظ الرجلان أن اموزاي لديه شعر مجعد طويل يصل إلى الكتف، وهو أمر نادر لدى أفراد "داعش"، وأكدا انه وبالرغم من ارتداءه للقناع فقد كانا متأكدين أنه هو نفسه الرجل الذي يظهر في أشرطة الفيديو التي تبثها الجماعة المتطرفة بفضل عيونه الكبيرة الناعسة.
ووصف الاثنان وحشية وعدوانية هذا القاتل الذي لم يسبق أن أظهر أي مشاعر إلا عندما خاف على نفسه من القتل، حيث تعامل معهما بمنتهى الوحشية والفظاظة وكأنهما سجينين لا صحافيين في مهمة، ففي لحظة ما أمرهما اموازي بالبقاء في الغرفة، فظنا عندها أنه سيقتلهما وعندما سألاه "لماذا؟ هل نحن سجناء؟"، رد عليهم "لا لستم سجناء، فالسجناء لا يحظون بالفطور"، وعندما أخبره أحدهم أنهم لم يتفقوا على هذا، رد عليه البريطاني بقسوة "لا يهمني إن كان هذا ما اتفقتم عليه أم لا، فأنا من يضع القوانين هنا"
وفي وقت لاحق ، صادر اموازي كمبيوتري الزائرين الصحافيين ليتأكد من أنهما لا يعملان كجاسوسين، وعندما جادلاه في الأمر قائلين أن هذا التصرف يعتبر خرقًا للاتفاق، أخربهما أن الأمر غير خاضع للنقاش، ولاحظ الصحافيان أن اموازي كان لديه معرفة متطورة في استخدام التكنولوجيا، فقد استخدم تقنية حديثة لتدمير عدد من الصور على أجهزتهما.
ومضى أحد الرواة قائلا أن تحليق الطائرات دون طيار منعهم من الذهاب إلى الموصل في اليوم السابق بعد شعور المقاتلين بالقلق والخوف الشديدين من التحليق المكثف لها، ظانين أنها تتبعهم لتستهدفهم.
وكشف في وقت سابق هذا الأسبوع أن الحكومة البريطانية وضعت قائمة لقتل عشرات المتعصبين الإسلاميين البريطانيين في صفوف "داعش"، وتعهد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، الذي أمر القوات الجوية بقتل رياض خان، أنه سيفعل ذلك مرة أخرى إذا تبين أن أحد المتشددين في مرمى طياري سلاح الجو البريطاني.
الصور:
أرسل تعليقك