مع انطلاق فعاليات الموسم الجديد للدوري المصري لكرة القدم الثلاثاء، ينتظر أن تشهد المسابقة كثيرا من الإثارة منذ جولتها الأولى وأن يشتعل الصراع منذ اللحظة الأولى ليس فقط على المراكز الأولى وإنما أيضا على الهروب بعيدا عن مراكز المؤخرة في جدول المسابقة.
وتقلص عدد الأندية المشاركة في البطولة هذا الموسم إلى 18 بدلا من 20 في الموسم الماضي، حيث هبطت فرق الجونة والرجاء والنصر والأسيوطي وألعاب دمنهور وصعدت أندية غزل المحلة وأسوان والانتاج الحربي.
وتحظى الأندية الثلاثة العائدة لدوري الأضواء بخبرة سابقة كبيرة في المسابقة مما يعني أنها ستكون موجودة في دائرة المنافسة مع باقي فرق المسابقة بشكل يفوق ما قدمته فرق مثل الأسيوطي وألعاب دمنهور والرجاء والنصر في الموسم الماضي.
ورغم هذا، يبقى الصراع الأبرز الذي يترقبه الجميع مع انطلاق المنافسة هو السباق بين القطبين الكبيرين الأهلي والزمالك خاصة مع التوقعات بأن يغرد الفريقان وحدهما على القمة في الموسم الحالي في ظل تدعيم كل منهما لصفوفه بشكل كبير مما يعني أن المنافسة التي أظهرتها فرق مثل إنبي وسموحة ومصر المقاصة في الموسمين الماضيين لن تكون بنفس القوة في الموسم الجديد.
في نفس الوقت لا يرجح المتابعون للمسابقة أن يكون الإسماعيلي منافسا قويا للقطبين في الموسم الجديد في ظل الفارق بين صفوف كل منهما ونظيرتها في فريق الإسماعيلي صاحب لقب "الدراويش".
ولجأ الأهلي لموجة تغييرات هائلة في صفوف الفريق، حيث تعاقد النادي مع ما يقرب من فريق كامل كلف خزانة النادي عشرات الملايين من الجنيهات أملا في استعادة لقب الدوري هذا الموسم والمنافسة مجددا على لقب دوري أبطال أفريقيا للعودة إلى بطولة كأس العالم للأندية.
وكان من أبرز اللاعبين المنضمين لصفوف الفريق كل من المهاجمين الأفريقيين الغاني جون أنطوي والغابوني ماليك إيفونا بخلاف استعادة اللاعبين رامي ربيعة من سبورتنج لشبونة البرتغالي وأحمد فتحي من أم صلال القطري بالإضافة للتعاقد مع عدد آخر من اللاعبين مثل أحمد الشيخ من المقاصة وصالح جمعة من إنبي وأحمد حجازي من فيورنتينا الإيطالي.
وفي المقابل، دعم الزمالك صفوف فريقه بلاعبين بارزين مثل محمود عبد المنعم (كهربا) من إنبي وإبراهيم عبد الخالق من سموحة وأحمد حمودي من بازل السويسري وشريف علاء من المقاولون ومحمد عادل جمعة من الاتحاد السكندري وأحمد حسن مكي من حرس الحدود ومحمد سالم من المقاولون كما استعاد محمد إبراهيم من ماريتيمو البرتغالي.
ورغم كل هذه الإضافات لصفوف كل من الفريقين في فترة الانتقالات الصيفية هذا العام ، يبدأ القطبان الكبيران مسيرتهما في البطولة هذا الموسم وسط ضغوط هائلة عليهما لا يمكن التوقع بمدى تأثيرها السلبي أو الإيجابي عليهما.
وتوج الأهلي بلقب السوبر المحلي بعد فوزه على الزمالك 3 - 2 في المباراة التي أقيمت بينهما بالإمارات الخميس الماضي لكنه أحرز اللقب تحت قيادة جهاز فني مؤقت بقيادة عبد العزيز عبد الشافي (زيزو) الذي أنهى مهمته مع الفريق بعد المباراة ليبدأ المدرب الجديد البرتغالي جوزيه بيسيرو مهمته مع الأهلي الأحد.
ويمثل بيسيرو المحور الأساسي للضغوط الواقعة على الفريق حيث تعرض اسم هذا المدرب لموجة من الانتقادات والرفض الجماهيري بمجرد الإعلان عن هويته وسط مطالبات جماهيرية هائلة بإعادة مواطنه مانويل جوزيه إلى قيادة الفريق خشية تكرار تجربة الإسباني خوان كارلوس جاريدو الذي لعب دورا أساسيا في انهيار الفريق بالموسم الماضي وضياع لقب الدوري وخروج الفريق صفر اليدين من دوري أبطال أفريقيا قبل أن يكمل الفريق مسيرة التراجع بضياع بطولتي كأس مص وكأس الكونفيدرالية تحت قيادة المدرب الوطني فتحي مبروك.
ولذلك، سيكون الأهلي ومديره الفني الجديد تحت مقصلة الانتقادات الجماهيرية لاسيما وأن أنصار الفريق لا يعتبرون لقب السوبر المحلي تعويضا مناسبا عن خروج الفريق صفر اليدين من جميع بطولات الموسم الماضي.
وبهذا، سيكون بيسيرو مطالبا بقيادة الفريق إلى بداية قوية في رحلة استعادة اللقب لأن الجماهير لن تقبل بأي هفوة لهذا المدرب أو لكتيبة اللاعبين الذين كلفوا النادي عشرات الملايين علما بأن الفريق سيستهل مسيرته في الدوري بلقاء صعب للغاية في مواجهة طلائع الجيش الخميس المقبل.
وفي المقابل، لا يبدو الوضع مختلفا كثيرا بالنسبة للزمالك، حيث وضعت هزيمة السوبر المدرب البرتغالي جوزوالدو فيريرا تحت ضغوط هائلة رغم فوزه بلقبي الدوري والكأس في الموسم الماضي.
ولم يشفع اللقبان للمدرب فيريرا لدى المستشار مرتضى منصور رئيس النادي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من إقالة فيريرا بعد مباراة السوبر لكنه تمهل في قرار الإقالة نظرا لضيق الوقت قبل مباراة وادي دجلة التي يخوضها الفريق بعد غد الأربعاء في بداية رحلة الدفاع عن اللقب علما بأن قرار الإقالة لا يزال مطروحا في حال أخفق فيريرا في الفوز على دجلة.
ولهذا، يخوض الزمالك بداية الموسم تحت ضغوط كبيرة بسبب خسارته في السوبر فيما يخوض مدرب الأهلي الجديد بداية الدوري بضغوط كبيرة لاسيما وأنه تسلم فريقا يستطيع المنافسة على الألقاب.
أرسل تعليقك