ميلانو ـ العرب اليوم
تولي قطر عملاق انتاج الغاز اهتماما أكبر لاتقان الممارسات التجارية فتستعين بتجار وتشارك في مناقصات لكسب عملاء جدد وتسعى بكل قواها للحفاظ على حصتها في السوق الآسيوية المهمة.
وقطر أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، وتمثل السوق في آسيا نحو 75 في المائة من السوق العالمية وتدفع أعلى الاسعار.
وقال نويل توماني رئيس أبحاث الغاز والغاز الطبيعي المسال في وود ماكينزي "كانت قطر تتبني في الماضي استراتيجية الحفاظ على السعر ولكنها ستتحول في المستقبل إلى الاهتمام بالاحتفاظ بحصتها في السوق".
وتحرص قطر على التعاون على نحو أوثق مع شركات التجارة التي تركز على الصفقات قصيرة الأجل غالبا في أسواق عالية المخاطر وفي نفس الوقت تقلص التوقعات الخاصة بالسعر.
وقال متعامل في شركة تجارة عالمية "في السابق لم تعر قطر أهمية للممارسات ولكنها توليها اهتماما أكثر الان وتتصرف بحنكة أكبر وتتعامل الآن مع التجار بشكل أكبر وشرعت في المشاركة في مناقصات".
وبمساعدة شركات التجارة تورد قطر الغاز الطبيعي المسال لعدد من احدث العملاء الذين دخلوا السوق مثل مصر والاردن وباكستان وتستورد هذه الدول كميات كبيرة من خلال مناقصات قصيرة الأجل.
وتعد اليابان وكوريا الجنوبية والهند أكبر عملاء لقطر. وتعتمد السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال على عقود ثنائية طويلة الأجل تمتد لسنوات غير ان توافر امدادات جديدة أدى لتزايد كميات فائضة غير مخصصة لعملاء مما قاد إلى اهتمام أكبر بالعقود "الفورية".
وقال تاجر في شركة نفط كبرى "تستطيع قطر كدولة مصدرة ان تفي بعقود طويلة الأجل بل ويتبقى لديها كميات من الغاز الطبيعي المسال تتيح لها دخول أسواق جديدة. أنها استراتيجية للتكيف مع الوضع الجديد".
وتكشف حركة التجارة هذه التغييرات. ويقدر اندي فلاور مستشار الغاز الطبيعي المسال المستقل ان صادرات قطر لآسيا في النصف الأول من العام انخفضت بنحو 2.7 مليون طن عنها قبل عام بينما زادت الصادرات لدول الشرق الأوسط ومن بينها الاردن ومصر بواقع 400 الف طن وأوروبا بنحو 2.5 مليون طن.
وتابع "هذا يشير لتحلي قطر بمرونة أكبر في التعامل مع التغيرات في السوق". وفي السابق كانت قطر تستطيع فرض علاوة باعتبارها موردا يحظى بقدر كبير من المصداقية إذ يصل انتاج شركتي قطر للغاز وراس غاز إلى نحو 77 مليون طن سنويا. وامتنعت الشركتان عن الرد على طلب التعقيب.
وأضاف مصدر في شركة جيل انديا المستوردة للغاز "لم تعد قطر للغاز وراس غاز ترفضان الحديث عن تعديل التعاقدات الحالية في ظل التغيير الشامل في حركة السوق".
أرسل تعليقك