سعودية تستعيد جنسيتها بعد 35 عامًا من الخطف في باكستان
آخر تحديث GMT20:05:40
 العرب اليوم -

سعودية تستعيد جنسيتها بعد 35 عامًا من الخطف في باكستان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - سعودية تستعيد جنسيتها بعد 35 عامًا من الخطف في باكستان

سعودية
الرياض - العرب اليوم

بعد أكثر من ثلاثة عقود على خطفها بواسطة أمها البرماوية، ونسبتها إلى زوج أمها الباكستاني؛ عادت شابة سعودية إلى المملكة، لتتمكن من خلال فحص الحمض النووي من العثور على أبيها، واستعادة جنسيتها السعودية.

بدأت مأساة الشابة السعودية قبل 35 عامًا، عندما تزوج أبوها السعودي بأمها البرماوية التي تحمل جوازًا باكستانيًّا، بطريقة غير رسمية، لينجب منها طفلة صغيرة، بيد أن الزواج لم يعش طويلا، لتسافر الزوجة إلى خارج البلاد في ظروف غامضة وتأخذ الطفلة معها دون تسجيلها بأوراق ثبوتية.

وبسفر الزوجة كتبت فصول جديدة لمعاناة الطفلة التي ستعود إلى السعودية بإقامة باكستانية ومنسوبة لغير أبيها (زوج أمها الثاني)، وسط تعتيم للحقيقة من والدتها.

ومنذ وطئت أقدام الشابة أرض المملكة سعت جاهدة لإقناع الجهات الرسمية بفحص حمضها النووي لتؤكد انتسابها لوالدها السعودي، ولتحصل على حق مواطنتها وأوراقها الرسمية، وبعد أن عقد جلسة قضائية في محكمة الأحوال الشخصية بمكة المكرمة، خرجت الشابة بما تريد، "صك يؤكد انتسابها لوالدها السعودي عقب تطابق الحمض النووي".
وروت الشابة التي أكملت ربيعها الـ35 قبل أيام كيف أنها حرمت من العيش مع والدها السبعيني، وظلت حبيسة ما وصفته بـ"الكذبة" حول حقيقة والدها، إذ ظلت أمها تؤكد لها أن والدها هو زوجها الباكستاني، كما حرمت من المكوث في وطنها بشكل رسمي، إذ ظلت مجهولة الهوية بجواز سفر لا يمثلها إلا أنه يعينها على تدبير تفاصيل حياتها الدقيقة.

ووصفت الشابة كيف أنها عاشت طفولتها (قبل ذهابها إلى باكستان مع زوج أمها) تتستر ببيوت متهالكة في الحواري العشوائية بمكة المكرمة، تتنقل برفقة والدتها البرماوية وزوجها الباكستاني من مسكن إلى آخر، كحال المخالفين لنظام الإقامة، لتقضي أكثر من عشرة أعوام من عمرها على هذا الحال، ثم لتبدأ فصول جديدة من حياتها في باكستان بعد أن قبضت الجوازات على والدتها ومجموعة من أهلها، وتم ترحيلهم، بحسب روايتها.

وأضافت الشابة أن حياتها في باكستان كانت عبارة عن مشهد مليء بنظرات المتطفلين، حيث "الكل ينظر لي باستغراب، هم يرون في ملامحي حقيقة لم تحك لهم، إني لا أشبههم، حتى أن أحدهم قال لي إن ملامحي كملامح سكان الجزيرة العربية، كنت لا أشبههم بشيء سوى اللغة".

وتابعت الشابة: "مرت الأعوام وأنا أظن أن الرجل الذي أعيش معه هو والدي، حتى عدنا إلى المملكة مرة أخرى، عندها قد تجاوزت الـ20 عامًا، وتزوجت من مقيم باكستاني وأمضيت معه عدة أعوام؛ ليحين الوقت الذي أكتشف أن الرجل الذي عشت معه طفولتي والذي أحمل اسمه ليس والدي بل كان زوج أمي، كانت صدمة كبيرة على فتاة أصبحت للتو زوجة، وتنظر إلى الحياة بتطلع وتفاؤل كبيرين".

وعادت الشابة بذاكرتها إلى عقود مضت، مستعينة بشهادات الجيران والأقارب، لتخرج بنتيجة تؤكد أن والدتها خطفتها عندما كانت ابنة الشهر بعدما تطلقت من والدها، وهربت بها من المنزل وتوارت عن الأنظار، وتزوجت من شخص آخر (باكستاني) ونُسبت إليه، وبقي السر سرًّا، واستمر التهرب من الإجابات على أسئلتها عن سبب تنكّر الناس في باكستان لها، وعدم تقبلهم لها، حتى تمكن عمها ووالدها السبعيني من الوصول إلى خالها، والتحدث إليه بشأنها، ومن ثم التقت به وعرفت تفاصيل الحقيقة التي كانت تخفيها والدتها.

وتضيف الشابة: "والدي الذي حُرمت منه طيلة الـ35 عامًا الماضية هو الآن رجل سبعيني بالكاد يتحرك ويعيش ظروفًا مادية صعبة جدًّا، فقد حصل مؤخرًا على صك من محكمة الأحوال الشخصية بمكة يقضي بثبوت نسبي له، وتطابق تحليل البصمة الوراثية لإصدار هوية وطنية لي من الأحوال المدنية؛ إلا أنني تفاجأت بأن الأمر ليس بهذه السهولة، وقد يتطلب وقتًا طويلا لاستخراج هويتي وكافة الوثائق الرسمية".

وأشارت الشابة (والدة لطفلين أحدهما يبلغ 6 أعوام، والآخر لم يكمل العامين)، إلى أن تأخر الحسم في أوراقها الثبوتية يحول بينها وبين طلب المساعدة المالية والاجتماعية من الجهات الرسمية، "لأنني لا أمتلك أوراقا رسمية، أنا مجهولة في بلدي".

ومن منزلها الواقع في أحد الأحياء العشوائية بمكة المكرمة، تشير مريم إلى أنها تتشاطر السكن مع زوجها وطفليها، مع الحشرات بـ«حوش» صغير لا يقيهم حرارة الأجواء المعروفة ببطحاء مكة.

وتأمل الشابة السعودية أن ينتهي فصل معاناتها وتخرج أوراقها الثبوتية لتستطيع العمل واستخراج أوراق ثبوتية لطفليها حتى يتمكنوا من التعليم. واللافت أن السيدة التي تنتظر أوراقها الثبوتية شديدة الحرص على مستقبل طفليها؛ إذ تحلم بأن يكونوا متعلمين ويتجنبون المعاناة والألم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سعودية تستعيد جنسيتها بعد 35 عامًا من الخطف في باكستان سعودية تستعيد جنسيتها بعد 35 عامًا من الخطف في باكستان



GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab