صور تجسد فن الموت من الوشوم القبلية في غرب أفريقيا
آخر تحديث GMT08:30:42
 العرب اليوم -

صور تجسد "فن الموت" من الوشوم القبلية في غرب أفريقيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - صور تجسد "فن الموت" من الوشوم القبلية في غرب أفريقيا

صور تجسد "فن الموت" من الوشوم القبلية فى غرب أفريقيا
باريس - مارينا منصف

تعتبر الوشوم والندبات المحفورة في الجلد نوع من الفن الجسدي بالنسبة للقبائل التي تعيش في القرى النائية في غرب أفريقيا، حيث يعتقد أن قطع الجلد وعمل ندبة من وسائل طرد الأرواح الشريرة من الجسم، والتقط المصور الفرنسي "إريك افورج" سلسلة من الصور التي تكشف عن التقاليد والمعتقدات وراء الوشم في منطقة "بنين".
وذكر إريك " إنه فن الموت ويتم فقط في القرى الريفية مثل هولى وسومبا وفولانى و فون والتي تحظى بندوب ووشم مثير للإعجاب"، وسافر أريك إلى هذه القرى وعلم أن الناس هناك تفتخر باتباع التقاليد والمعتقدات المتعلقة بفن وشم الجسم.

ويتخذ الوشم في كثير من الأحيان أنماط هندسية وتصاميم معقدة، ويكشف الوشم عن القبيلة التي ينتمي إليها الشخص ويرمز للقوة والجمال، وأضاف إريك " كل رجل أو إمرأة في جميع أنحاء بنين يتبع نمط معين من الندبات في وجهه لتحديد القبيلة التي ينتمي إليها، وقديمًا عندما كانت القبائل المختلفة في المنطقة في حالة حرب فكانت الندبات تساعد المحاربين في تحديد من هو الصديق ومن هو العدو".
وأوضح إريك أن أحد الرجال أخبره أن هذه الندبات ساعدت في تحديد موتى كل قبيلة وخاصة بعد انتهاء المعارف فكان يسهل على الأجداد التعرف على المحاربين القتلى وإقامة الجنازات وفقًا لتقاليد القبيلة.

ويتم قطع جلد الأطفال في حالة مرضهم أو رفض تناول الطعام بغرض تخليصهم من الأرواح الشريرة، وعند ولادة طفل دون مشاكل فيتم قطع جلده وعمل خط أفقي صغير في وسط خده الأيسر.
ولفت إريك إلى أن عمل قطع لخلق ندبة لدى الطفل يعتبر كرسالة للطفل ذاته لتعليمه أن العالم الذي سيعيش فيه صعبًا، ويجب عليه أن يستعد للمعاناة، كما يعتقد الكثير من الناس أن الندوب توفر لهم الحماية، وهو اعتقاد له جذور جزئية نابعة من تجارة الرقيق، حيث يفضل تجار الرقيق الأوربيون شراء الناس أصحاب الوجوه غير المخدوشة، كما يُنظر إلى الوجه الطبيعي باعتباره دليلًا على العيش في صحة جيدة، ولا تزال القبائل تعتقد حتى الآن أن هذه العلامات يمكنها جلب الحظ الجيد والحماية.

وتنتشر الندبات في بطون السيدات في منطقة "هولى" كدليل على الجمال والاعتقاد بأن المزيد من الندوب تشير إلى ميلاد العديد من الأطفال، وتستغرق بعض التصاميم المعقدة ثلاثة أيام لعملها وتعتبر دليل على قوة المرأة، وعندما يكتمل تصميم الندبات تصبح المرأة مستعدة للزواج.
وينطبق نفس الشيء على قبيلة "أوتمارى" وتحظى النساء هناك بمزيد من الندبات على ظهورهن في حالة الحمل حتى تجلب لهم الحظ الجيد والصحة، وتعتبر الندبات بالنسبة لرجال القبيلة في وجوههم وأجسامهم علامة على قوتهم وتجعلهم أكثر جاذبية.

وبيّن إريك أنه يعتقد أن هذه الندوب مقدسة، ويتم تصميمها عن طريق رمي المحار على الأرض ومشاهدة شكلهم على الأرض والذي يعتبر مصدر الإلهام لتصميم الندبات، وتعتبر أفضل أشكال الندبات التي تتغير وفقًا للضوء.
وتصنع هذه الجروح باستخدام أداة يعتقد أن لها قوى سحرية، ويوضع على الأداة مزيج من الفحو وزيت النخيل يسمى " chocho'" لعمل الوشم الدائم، ونظرًا للطريقة المؤلمة التي يصنع بها الوشم واحتمالية الإصابة بالأمراض نتيجة قطع جلود الجميع بنفس الأداة منعت هذه الممارسات في المدن الكبرى مثل كوتونو وتعتبر غير قانونية أيضًا، ولا تزال هذه الندبات من الطقوس في قبيلة أوتمارى وخاصة الأطفال من عمر 10 أعوام.

ولفت إريك إلى أن الأمر مؤلم جدًا حتى أن بعض الأطفال يرفضون إتباع هذه التقاليد، ونتيجة لذلك يقحمهم الآباء في الاحتفال من دون توقعهم، مضيفًا أنه عادة لا يعلم الأطفال في اوتمارى باللحظة التي سيتم فيها جرح جلدهم، حيث يقود الطفل إلى الاحتفال شخص لا يعرفه جيدًا لتجنب رفضه إذا ما اقتاده  أحد والديه، وبدلًا من ذلك يشعر الطفل بالضيق من شخص غريب لا يعرفه وربما لن يراه مجددًا"، وفى هولى اتخذ الآباء نهجًا أكثر ليونة ويعتقد الكثيرون هناك أنه تقليد وحشي ولا يفضلون القيام به مع أطفالهم.

وأفاد إريك أن الأطفال الذين ينتمون إلى أسر متعلمة أقل عرضة للوشم مضيفًا أن قليل من الأطفال لديهم ندبات كثيرة في قبيلة هولى لأنهم يذهبون إلى المدرسة ويختلطون مع أجناس أخرى ولا يريد الأطفال أن يكونوا عرضة للسخرية من زملائهم.
ولا يزال وشم الجسم من الأمور المنتشرة بين الشباب ويختار بعضهم تصاميم أصغر حجمًا عن تلك الموجودة على وجوه أمهاتهم وأجدادهم، وتضع الشابات الصغيرات مسحوقًا أسودًا على الندبات بحيث تبدو عصرية مثل طريقة مكياج النساء الغربيات، وأوضحت امرأة لإريك من قبيلة هولى أن هذه العلامات تعطيها شعورًا بالانتماء والاعتزاز مضيفة أنها عندما تذهب إلى السوق مع أختها يعرفها الناس من خلال العلامة في وجهها وربما تكون من نفس العائلة وأنها فخورة بذلك.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صور تجسد فن الموت من الوشوم القبلية في غرب أفريقيا صور تجسد فن الموت من الوشوم القبلية في غرب أفريقيا



GMT 12:22 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

مدير منظمة الصحة العالمية ينجو من استهداف مطار صنعاء

GMT 07:55 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي يودي بحياة 9 فلسطينيين بينهم 3 أطفال في غزة

فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة
 العرب اليوم - كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 02:31 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال قوي يضرب جزر الكوريل الروسية ولا أنباء عن خسائر

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 05:53 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أكبر معمرة في إيطاليا عمرها 114 عاما

GMT 08:49 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

جنوب لبنان... اتفاق غير آمن

GMT 05:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

محكمة روسية تصادر ممتلكات شركة لتجارة الحبوب

GMT 07:55 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي يودي بحياة 9 فلسطينيين بينهم 3 أطفال في غزة

GMT 05:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار جسر في البرازيل لـ10 قتلى

GMT 12:22 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

مدير منظمة الصحة العالمية ينجو من استهداف مطار صنعاء

GMT 02:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب الفلبين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab