البحرين - العرب اليوم
افتتح الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا وزير شؤون الكهرباء والماء صباح امس ندوة المعهد الدولي للسلام حول الدبلوماسية الوقائية حول المياه والتي ينظمها المعهد بالتعاون مع عدد من الجهات المختصة ومن ضمنها جمعية علوم وتكنولوجيا المياه WSTA وبحضور السيد نجيب فريجي مدير المعهد الدولي للسلام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وعدد غفير من السفراء والدبلوماسيين والأكاديميين وممثلي المجتمع المدني.
وقد قدم الوزير ميرزا كلمة رئيسية في هذه الندوة رحب فيها بعقد هذه الندوة الهامة في مملكة البحرين وتحدث عن اهتمامات حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم بقضية المياه، ومن أجل ذلك تم انشاء مجلس الموارد المائية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة وعضوية عدد من الوزراء المعنيين للعمل على أعلى المستويات الإدارية فيما يخص استدامة موارد المياه، ويأتي ذلك انطلاقاً من الاهتمامات العليا السامية من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تطوير استراتيجية موحدة للمياه للسنوات الممتدة الى عام 2035م، وهذه الاستراتيجية تهدف الى التعامل مع مشكلة ندرة المياه في المنطقة والسعي الى توفير موارد المياه بشكل آمن ومستدام على المدى الطويل، كما أن الاستراتيجية الموحدة للمياه هي مثال بارز للتعاون الاقليمي بين الأشقاء دول مجلس التعاون في مواجهة تحديات ندرة المياه.
كما تحدث الوزير في كلمته ايضاً عن مشكلة ندرة المياه بأنها أصبحت سبباً في تفاقم التوترات وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي العديد من المناطق الأخرى الشحيحة في العالم، خاصة في ظل عدم وجود اتفاقات ملزمة بين بعض البلدان، وبالرغم من ذلك فقد أظهرت النتائج والتحليلات بأن المياه يمكن أن يكون لها أيضاً مساراً مثمراً لبناء الثقة والتعاون ومنع الصراعات، حيث تشير بعض الاحصائيات بأن مسارات التعاون الدولية في قطاع المياه ساهمت في منع تلك النزاعات السياسية، كما أثبت التعاون في إدارة ندرة المياه والتعامل معها بنجاح أنه يحقق فوائد كبرى تفوق بكثير الصراع السياسي.
وفي ختام كلمته أكد الوزير على التزام مملكة البحرين بدعم مبادرة أمن واستدامة المياه دعماً كاملاً متمثلاً في مشاركة الاشقاء دول مجلس التعاون في استراتيجية موحدة للمياه وانشاء الأطر اللازمة لتأمين مستقبل مضمون لموارد المياه وتعزيز ثقافة السلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وشكر الوزير المنظمين لهذه الندوة وعلى رأسهم مدير المعهد الدولي للسلام السيد نجيب فريجي وشكر المتحدثين والمشاركين.
وقد تحدث في الندوة ايضاً مدير المعهد الدولي للسلام نجيب فريجي حيث شكر الوزير ميرزا على دعمه واهتمامه ورعايته لهذه الندوة الهامة من منطلق رفع الوعي بقضية المياه، وشدد فريجي على أنه في وقت تتزايد فيه ندرة المياه وارتفاع الطلب عليها أصبح تأمين التعاون الإقليمي والعالمي في مجال المياه أداة ضرورية للسلام، وآلية شاملة للاستقرار والتنمية المستدامة، وأردف قائلاً بأن الحوار وبناء القدرات لهما صلة كبيرة بتنمية التعاون في مجال المياه العابرة للحدود، وكذلك لهما صلة على الوظيفة الوقائية للقانون الدولي للمياه. ومن خلال ذلك، تخدم الدبلوماسية الوقائية للمياه القضية الكبرى المتعلقة بالسلام العالمي. واختتم فريجي بدعوته الى المجتمع الدولي لتعزيز الأطر القائمة لتطوير حلول مستدامة لحل الانقسامات المتعلقة بالمياه وبناء جسر نحو الأمن والسلام.
كما تحدث في الندوة كذلك عدد من الخبراء والمختصين في مجالات المياه وهم السيدة لينا سلامة اخصائية مجال المياه والدبلوماسية والتنمية، والدكتور وليد زباري مدير برنامج ادارة الموارد المائية بجامعة الخليج العربي.
من جانب آخر عبر مدير المعهد الدولي للسلام والمنظمون لهذه الندوة عن بالغ شكرهم وامتنانهم لوزير شئون الكهرباء والماء على تجاوبه الإيجابي وموافقته على رعاية هذا الحدث الهام والقاء كلمة رئيسية تضمنت عدداً من النقاط الهامة في موضوع دبلوماسية المياه، متمنيين لسعادته التوفيق والسداد ولمملكة البحرين المزيد من التطور والازدهار.
وتأتي ندوة الدبلوماسية الوقائية للمياه لتبحث التدابير الوقائية الكفيلة بضمان التوزيع المستدام لموارد المياه في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وتعتبر هي الحلقة الأولى في سلسلة أنشطة مبادرات تعزيز وتشجيع دبلوماسية المياه في المنطقة بهدف تعزيز الحوار متعدد الأطراف والشامل حول الموارد المائية المشتركة، وكذلك لدعم القدرة الجماعية فيما يتعلق بالدبلوماسية الوقائية حول المياه لتعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
أرسل تعليقك