لندن ـ العرب اليوم
تستخدم عيادة ألمانية حيوانات الألبكة، المشهورة بفروها، كعلاج نفسي لمرضاها، وكوسيلة لإعادة دمج الجانحين المصابين باضطرابات نفسية في المجتمع.وتوفر عيادة ماينكوفن في مقاطعة بافاريا لعدد من مرضاها منذ نحو عشر سنوات إطاراً غير مـألوف لتنفيس انفعالاتهم، هو عبارة عن مزرعة تقع في العقار التابع للعيادة، وتحوي عدداً من حيوانات الألبكة.
ويتولى المرضى الذين يتابعون هذا البرنامج عدداً من المهمات اليومية، بينها إطعام الحيوانات الموجودة في هذه المزرعة، وتنزيهها، وتمشيط فروها، وتضميد جروحها وتنظيف حظائرها.
ويقول إروين ميلر، وهو اسم مستعار لأحد المرضى: «أحب هذا الأمر كثيراً (...) فالعمل مع الحيوانات ممتع. وثمة ما ينبغي أن يقوم به المرء كل يوم».
وتمكّن إروين بمساعدة «أصدقائه» الجدد من كبح جماح غضبه. ويقول في هذا الصدد: «كنت في السابق انفعالياً وأغضب بسرعة كبيرة، لكنّ الأمر تحسّن بفضل حيوانات الألبكة، فإذا غضبت، غضبت هي أيضاً، وكلما كنت هادئاً، كانت هي الأخرى هادئة».
ورغم كونه مفتوحاً لجميع مرضى المستشفى، يتوجه البرنامج بصورة خاصة إلى الجانحين المصابين باضطرابات نفسية.
وتشكّل حيوانات الألبكة تالياً نوعاً من متنفس لهؤلاء المرضى الذين لا يُسمَح لهم، في الأوقات العادية، بمغادرة مبنى المستشفى. لكنّ القواعد صارمة. فإذا تغيَّبَ المرضى طويلاً أو تجاوزوا الوقت المسموح به لهم، يخسرون الإذن المعطى لهم بتمضية الوقت مع هذه الحيوانات.
وتقول المسؤولة عن هذا البرنامج الرائد في ألمانيا ومالكة حيوانات الألبكة سيلكه ليديربوغن: «عادة، لا يسمح للمرضى في المستشفى بأي تواصل مع أشخاص (طبيعيين)». لكنها تضيف: «بما أنهم يذهبون مثلاً للتنزه مع حيوانات الألبكة على أرض المستشفى، ويتحدثون مع الزوار ومع مرضى آخرين ومع الأطباء أو الممرضين، يضطرون إلى الإجابة عن أسئلة»، مثل «هل تبصق حيوانات الألبكة» و«هل يمكنني مداعبتها» و«من أين تأتي» و«ماذا تأكل». وأضافت: «يمكن المرض أن يجيبوا عن هذه الأسئلة بطريقة جيدة».
أرسل تعليقك