يشكل اجتماع القمة الاولمبية غدا الثلاثاء في لوزان الفرصة الاخيرة لمنتخب روسيا لألعاب القوى للمشاركة في دورة الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو من 5 الى 21 آب/أغسطس المقبل, علمًا أنَّ الاجتماع الاولمبي يأتي بعد ايام قليلة من قرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى بإبقاء عقوبة الايقاف على الرياضيين الروس في البطولات الدولية بسبب انتهاك روسيا للقوانين الدولية لمكافحة المنشطات.
وأوقف الاتحاد الروسي لألعاب القوى دوليا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عقب تقرير للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) والذي اتهم روسيا بتطبيق نظام للتنشط استفاد منه العديد من الرياضيين الروس ,في حين نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذه الاتهامات مؤكدا انه "ليس هناك ولا يمكن ان يكون هناك اي دعم على مستوى الحكومة للخروقات في الرياضة، خصوصا في ما يتعلق بالتنشط".
ورحبت اللجنة الاولمبية الأولمبية الدولية عقب قرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى بالموقف القوي ضد المنشطات، لكنها اكدت انها ستدرس امكانية السماح بمشاركة رياضيين غير متورطين بفضيحة المنشطات, وجاء في بيان اللجنة الاولمبية الدولية السبت الماضي انها "ترحب وتدعم موقف الاتحاد الدولي لألعاب القوى ضد المنشطات"، مضيفة "يتماشى ذلك مع سياسة عدم التسامح التي تعتمدها اللجنة منذ فترة طويلة".
وأقرت اللجنة الاولمبية الدولية بأن "اهلية الرياضيين في أي بطولة دولية ومنها الالعاب الاولمبية هي من مسؤولية الاتحادات الرياضية الدولية المعنية", وترك الاتحاد الدولي لالعاب القوى في قراره الباب مفتوحا امام مشاركة الرياضيين "النظيفين" في ريو بالتوافق مع اللجنة الدولية الاولمبية.
وهناك رياضيون روس يتدربون خارج بلادهم وغير متورطين في فضائح المنشطات، ما قد يتيح الفرصة لبعضهم للمشاركة في الالعاب، ومنهم يوليا ستيبانوفا (سباق 800 م) مفجرة فضيحة التنشط المنظم في روسيا، وايضا داريا كليتشينا (الوثب الطويل) التي تتدرب في الولايات المتحدة منذ 2014, لكن الالعاب الاولمبية ستفتقد في المقابل عددا من النجوم الذين يتدربون داخل روسيا، ومنهم يلينا ايسينباييفا البطلة الاولمبية مرتين في القفز بالزانة، وسيرغي تشوبنكوف بطل العالم في 110 م حواجز وايفان يوخوف البطل اولمبياد لندن 2012 في الوثب العالي.
وتهدف القمة الاولمبية، وهي الاولى منذ تشرين الاول/اكتوبر 2015، الى "تنسيق ومواءمة نهج الاتحادات الدولية، التي يعود لها القرار الاول بشأن أهلية الرياضيين", وقالت اللجنة الاولمبية الدولية السبت انها ستنظر في حالة البلدان التي تم الإعلان ان وكالاتها الوطنية لمكافحة المنشطات لا تتطابق مع معايير الوكالة الدولية (وادا)، من دون ان تسمي روسيا.
وسيكون على الحركة الاولمبية تحديد ما هي الشروط التي تسمح لهؤلاء الرياضيين "النظيفين" بالمشاركة في ريو. هل سيسيرون تحت العلم الاولمبي، كما سيفعل فريق من 10 رياضيين يمثل اللاجئين للمرة الاولى في التاريخ، وربما الرياضيين الكويتيين ايضا لان اللجنة الاولمبية الكويتية ما تزال موقوفة؟، ام سيسيرون بصفة مستقلة، كما حصل مع رياضيي يوغوسلافيا في 1992 حين كانت بلادهم معاقبة من الامم المتحدة؟.
وتتشدد اللجنة الدولية ايضا بموضوع مكافحة المنشطات واشترطت اجراء فحصين قبل انطلاق الالعاب، كما انها طلبت اعادة فحص عدد من العينات التي اخذت في العاب بكين 2008 ولندن 2012 بعد اعتماد طرق علمية حديثة، ما ادى الى اكتشاف العشرات من الحالات الايجابية.
وأوضحت اللجنة الاولمبية الدولية انه الى جانب رئيسها الالماني توماس باخ، سيناقش 14 عضوا في اللجنة التنفيذية ومنهم المغربية نوال المتوكل البطلة الاولمبية في سباق 400 م حواجز عام 1984 واسطورة القفز بالزانة الاوكراني سيرغي بوبكا "القرار الصعب بين المسؤولية الجماعية والعدالة الفردية", وسيحضر الاجتماع ايضا رؤساء الاتحادات الرياضية الدولية الكبيرة ومنهم طبعا رئيس الاتحاد الدولي لالعاب القوى البريطاني سيباستيان كو, ولن يحضر السويسري جاني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الاجتماع، لكن البوروندية ليديا نسيكيرا المكلفة بملف الالعاب الاولمبية ستمثل الفيفا.
ويشمل قرار الحرمان من الالعاب الاولمبية رياضيين آخرين في روسيا وليس منتخب العاب القوى فقط حسب ما هدد رئيس الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات البريطاني كريغ ريدي اليوم الاثنين حين اكد ان وادا مستعدة لاتخاذ "اجراءات جديدة" ضد روسيا, ولكن وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو كان اوضح بعد الابقاء على عقوبة الايقاف انه لا يرى اي فرصة لمشاركة عدائي بلاده بقوله "بالنظر الى تصريحات اللجنة الاولمبية الدولية، فان رياضيينا لا يملكون اي فرصة" للمشاركة في الالعاب، مضيفا "ولكننا سنواصل (القتال) بكل الاحوال. موقفنا واضح: المسؤولية يجب ان تكون فردية وليس جماعية".
أرسل تعليقك