من الطبيعي أن المباريات الكبيرة تكشف لنا قضايا مهمة في العادة لم تكن واضحة بالشكل الكافي، وهذا ما سيحدث تماماً خلال كلاسيكو الأرض الذي سيجمع برشلونة وغريمه الأزلي ريال مدريد على ملعب الكامب نو في قمة الجولة 31 من الليجا، مباراة من المفترض أن تكشف لنا خيوط كثيرة وتجيب على بعض الأسئلة التي يرددها الجميع في الوقت الراهن.
مدى قدرة برشلونة على تكرير الثلاثية
لا داعي للحديث عن قوة برشلونة في الوقت الحالي والأجواء الرائعة التي يعيشها اللاعبين في غرفة خلع الملابس وبالذات بين ثلاثي المقدمة ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار، فيمكن تلخيص كل هذا بأن البرسا يعيش موسم استثنائي آخر بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
لكن شاهدنا الفريق لا يظهر بالشكل المعتاد في بعض المباريات خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك قد يكون نتيجة عوامل عديدة أهمها ضغط المباريات، لكنه دائماً ما يحقق الأهم وهو الفوز.
مباراة الكلاسيكو ستكون الحكم النهائي على مدى قدرة برشلونة على الفوز بثلاثية جديدة هذا الموسم، ولكي نكون أكثر دقة مدى قدرته على الفوز بلقب دوري الأبطال، فالليجا والكأس يبدو أنهما مضمونان بدرجة كبيرة، لكن الأمور في دوري الأبطال تبدو أكثر صعوبة في ظل وجود فرق قوية قادرة على مقارعته.
تحقيق برشلونة انتصار جديد على ريال مدريد وفي هذه الفترة من الموسم يعني أنه مستعد تماماً لتكرار الإنجاز، خصوصاً إن حقق نتيجة عريضة كما حدث في مباراة الذهاب، لكن خسارته قد تزرع الشك في نفوس اللاعبين والجماهير وقد يكون لها آثار وخيمة في المباريات القادمة.
هل ما زال رونالدو حاسماً؟
هذا السؤال طرحناه قبل مباريات عديدة لريال مدريد وكانت الإجابة سلبية في أغلب الأحيان، رونالدو لم يعد يظهر في المباريات الكبيرة باستثناء مباراة روما وبعض اللقاءات مؤخراً في الليجا، لكن لكي يثبت أنه ما زال من أفضل اللاعبين في العالم وأنه قادر على الفوز بالكرة الذهبية مرة أخرى يجب عليه صناعة الفارق في مباراة الغد، عدا ذلك ستكون نهاية الدون الحقيقة قد اقتربت.
زيدان ومشروع ريال مدريد الجديد
هذه المباراة ستلعب دوراً جوهرياً في مستقبل زيدان ومشروع النادي الملكي الجديد، خسارة المباراة غداً ستكون لها آثار وخيمة على المدرب الفرنسي وسيخسر الثقة التي حظي بها من الجميع، وربما يتم إقالته في نهاية الموسم خصوصاً إن كانت الهزيمة بطريقة مذلة، وعكس ذلك تماماً سوف يحدث إن تمكن ريال مدريد من تحقيق الفوز وتقديم مباراة مشرفة تبشر بالتفاؤل لما هو قادم.
برشلونة واللياقة البدنية
لاعبين مثل نيمار ولويس سواريز وليونيل ميسي خاضوا عدد لا يصدق من المباريات في الشهرين الأخيرين، ورغم ذلك يقدموا أداء مذهل في كل مباراة يخوضوها، لكن البعض تحدث عن تأثر مستواهم في بعض المباريات، والكلاسيكو سيوضح لنا قدرتهم على المواصلة بنفس الرتم، فسواريز وميسي لعبا مباراتين مع منتخبات بلادهم، ونيمار خاض مباراة أيضاً رفقة البرازيل.
مدى إيمان زيدان بكاسيميرو أو بفكرة “لاعب الارتكاز”
في البداية لم يكن زيدان مقتنع بفكرة الاعتماد على لاعب في خط الوسط تكون وظيفته مساندة الفريق دفاعياً فقط، لكن بعد الانتكاسات التي تعرض لها في بعض المباريات قرر الرضوخ لمطالب الجماهير والصحف وأصبح يعتمد على كاسيميرو في خط الملعب، وكانت النتائج جيدة إلى حد كبير.
اعتماد زيدان غداً على كاسيميرو يؤكد أنه أصبح يثق تماماً بقدرات اللاعب ويؤمن بضرورة وجود لاعب ارتكاز يحمي لاعبي خط الوسط، لكن إن ظل النجم البرازيلي على دكة البدلاء فذلك يعني أن زيزو كان يجري بعض التجارب فقط، أو أنه يتعرض للضغط من قبل رئيس النادي فلورنتينو بيريز بخصوص التشكيلة الأساسية.
أرسل تعليقك