دمشق _ سانا
رغم خروج منتخب سورية الوطني للناشئين من الدور الأول لبطولة كأس العالم في نسختها السادسة عشرة المقامة حاليا في تشيلي إلا أن الفائدة التي تحققت له كانت كبيرة حيث اطلع اللاعبون ومعهم الجهاز الفني على أساليب اللعب المختلفة من الفرق التي قابلوها أو حضروا مبارياتها على أرض الملاعب.
منتخبنا الوطني استهل مشاركته في البطولة بالخسارة 1-4 أمام منتخب الباراغواي أحد أقوى منتخبات أمريكا الجنوبية على الرغم من تقديمه عرضا قويا بشهادة الصحافة التشيلية التي أشادت بالمستويات الفنية للاعبي منتخبنا وفي مباراته الثانية أضاع منتخبنا نقطتين ثمينتين بتعادله السلبي مع منتخب نيوزيلندا ولو فاز في هذه المباراة لاختلفت الحسابات حيث كان فوزه سيشكل حافزا في المباراة الثالثة أمام المنتخب الفرنسي بطل أوروبا لكن عدم تمكن لاعبينا من تحقيق النقاط الثلاث أمام نيوزيلندا أثر سلبا على أدائهم أمام منتخب فرنسا لأنهم دخلوا المباراة بفرصة وحيدة هي الفوز لبلوغ الدور الثاني إلا أن المنتخب الفرنسي خاض المباراة وكأنها نهائي مبكر لضمان صدارة المجموعة السادسة ومواجهة فرق أضعف في دور الستة عشر حيث ألقى بكل ثقله ليسيطر على مجريات المباراة التي أنهاها لمصلحته بأربعة أهداف دون رد.
مدرب المنتخب محمد العطار أكد أن الكلمة العليا في المونديال كانت للفوارق الفنية الكبيرة بين المنتخبات لكنه شدد على أن التجربة المونديالية كانت رائعة واستفدنا الكثير من هذه التجربة الغنية وخاصة في ظل مواجهة منافسين جيدين من مختلف المدارس الكروية كما اطلعنا على أساليب اللعب المختلفة التي شاهدناها من الفرق التي قابلناها.
واستحوذت مشاركة منتخبنا في النهائيات على اهتمام الصحافة التشيلية ولم يكن الحديث كرويا فقط أو عن نتائج المنتخب بل تعداه ليصبح سياسيا حيث وجهت أسئلة عديدة إلى أفراد المنتخب حول كيفية تأهلهم وكيف استعدوا للمونديا ل في ظل الحرب على سورية حيث ابدى احد الصحفيين استغرابه من ان اللاعبين كانوا يتدربون في سورية وظن أنهم تجمعوا خارجها وتدربوا واستعدوا للمونديال.
هذه القضية شكلت حالة جدلية في تشيلي ليكون حضور منتخب سورية في المونديال رسالة للعالم اجمع توءكد حيوية الشعب السوري رغم ظروف الحرب الإرهابية وأنه مهما كانت النتائج التي حققها المنتخب فرفع العلم السوري وعزف نشيد الوطن في سماء تشيلي وفي المحفل العالمي الأكبر هو بحد ذاته إنجاز كبير.
وسائل الإعلام التشيلية غطت مشاركة منتخبنا بشكل لافت فصحيفة لاترسرا الأوسع انتشارا أفردت في ملحقها الرياضي موضوعا كبيرا عن منتخبنا قالت فيه إنه رغم ظروف الحرب فقد تجاوز منتخب سورية للناشئين المصاعب ووصل الى نهائيات كأس العالم.
أما صحيفة ليانكويهو التي تصدر في مدينة بويرتو فأوضحت انه رغم خروج منتخب سورية من الدور الأول لبطولة العالم إلا أن لاعبيه اثبتوا صلابة وقوة وارادة مع مرور اكثر من اربع سنوات على الحرب التي تشن على بلادهم.
ونشرت الصحيفة نفسها في عدد آخر لقاء مع جاك موسى وهو رجل أعمال من الجالية السورية في تشيلي قال فيه ان وجود منتخب سورية في المونديال يحمل معاني كبيرة لأنه يمثل روح السلام وقيم الرياضة مشيرا الى ان سورية كانت موئلا للجميع فهي تتمتع بحرية الاديان والمعتقدات وهي تحارب الآن الإرهابيين
والمتطرفين الذين عاثوا فيها خرابا وفسادا.
يشار إلى أن مشاركة سورية في نهائيات كأس العالم للناشئين هي الثانية بعد نسخة 2007 التي أقيمت في كوريا الجنوبية وفيها فاز منتخبنا في الدور الأول على نظيره الهندوراسي 2-صفر وتعادل مع المنتخب الأرجنتيني صفر-صفر وخسر أمام نظيره الإسباني 1-2 ليبلغ دور الستة عشر للبطولة لكنه اصطدم بالمنتخب الإنكليزي القوي وخسر أمامه 1-3.
أرسل تعليقك