كشف استطلاع ميداني حديث أن 75% من اللاعبين، لا يستطيعون تدبير شؤونهم المالية، وجرى الاستطلاع الذي قامت به شركة التطوير الرياضي، التي يشرف عليها اللاعب الدولي السابق خميس الزهراني.
ووجه فريق الاستطلاع أكثر من 32 ألف استمارة استقصائية داخل المملكة ومثلت الغالبية الكبرى بنسبة تجاوزت الـ85%، إضافة إلى مشاركة لاعبين من بعض الدول الخليجية، جاء ذلك خلال ورشة عمل أقيمت أمس بجدة حملت عنوان "دراسة اللاعب المحترف"، العديد من الاتجاهات المتعلقة بصناعة لعبة كرة القدم، وبخاصة في جانب العنصر البشري، والمعني به في مضمون أصحاب الدارسة بـ"اللاعب المحترف".
فأكثر من 89% من اللاعبين يؤكدون أن تصرفاتهم وسلوكياتهم تحمل تأثيرا على ردة فعل الجماهير، داخل وخارج المستطيل الأخضر، وأقرت عينة اللاعبين المبحوثة في الاستطلاع المسحي على تأثير سلوكياتهم على نتائج الفريق وتركيز زملائهم، وتأثر الأداء العام لفريقهم في البطولات المحلية وغير المحلية.
وحدد أكثر من 90% من اللاعبين أن قرارات الحكام تؤدي إلى خروجهم عن السلوك الرياضي، ما تؤثر عكسيا على دورهم في الملعب. وأكدت الورشة الرياضية بناء على توصيات اللاعبين على ضرورة التأهيل النفسي قبل المباريات بشكل مستمر، مؤكدين على أهمية تنوع ذلك التأهيل وعدم اقتصاره على أسلوب واحد.
ومن ضمن أنواع التأهيل التي وردت في الورشة، وجود أخصائي نفسي، وأخصائي تعديل سلوك، مشددين على الدور الأكبر الذي يمكن أن يلعبه إداري وقائد الفريق في تهيئة البنية النفسية والاجتماعية للاعبين، إضافة إلى إخضاع اللاعبين لدورات مختلفة ومتنوعة في التأهيل النفسي.
وكشفت ورشة "دارسة اللاعب المحترف"عن سبعة عوامل لعبت دورا بنسب مختلفة في خلق أجواء من الضغوط المؤثرة على اللاعبين وهي: هتافات الجماهير، والأداء التحكيمي، والتعامل مع بعض أفراد الفريق المنافس، إضافة إلى ألوان قمصان الفريق المنافس، فيما العامل الخامس الذي حددته الورشة كان في تصرفات بعض زملائهم في الفريق، وشكل ضغط المباريات عامل التأثير السادس على اللاعبين، وكان العامل الأخير في خلق أجواء الضغوط ممثلاً في الحماس من بعض المباريات.
كما أفصحت الورشة أن الشهرة حازت على نسبة 100%، من تأكيدات اللاعبين، كهدف استراتيجي لممارسة لعبة القدم.
بحسب القائمين على الورشة، فإن الورشة تهدف إلى دراسة الاحتياج التدريبي لتنمية لاعب كرة القدم في الأندية، لتنمية شخصيته الاحترافية، بناء تكامليا وشاملا، من النواحي السلوكية والفكرية والحياتية، بما ينعكس إيجابا على صناعة كرة القدم والمجتمع على حد سواء.
وأكدت عينة الدراسة من الإداريين أن اللاعب يتحمل بنسبة 98% مسؤولية إثارة الجماهير الرياضية بسبب تصرفاته داخل الملعب، بينما يتحمل الإعلام 72% فقط من تأجيج مشاعر التعصب لدى الجمهور.
كما أكد 73% من العينة أن برنامج صدى الملاعب الذي يقدمه الإعلامي مصطفى الأغا على "قناة إم بي سي 1" هو أكثر البرامج التلفزيونية حيادية ومتابعة من الجنسين، فيما أدلى 52% من أفراد العينة أن الإعلامي وليد الفراج الذي يقدم برنامج أكشن يا دوري هو الشخصية الأكثر تأثيرا على الجماهير الرياضية في السعودية.
وأوضحت الورشة وجود فرق بين التعصب الرياضي والشغب الجماهيري رغم وجود علاقة طردية بينهما، وأنه إذا بقي الأمر في إطار وحدود التعصب الرياضي فهذا أمر طبيعي، وكل الخوف من تطور حالة التعصب الرياضي إلى شغب جماهيري، مضيفا أن الإعلام يقوم بدوره المهني في نقل الحدث وقد يساهم بشكل بسيط في تغذية التعصب الرياضي بما لا يزيد عن 27% بناء على رأي العينة، بينما تصرفات وسلوك اللاعب داخل الملعب تثير الشغب بين 60 ألف متفرج في لحظة، وقد تحدث بسببها كارثة، مؤكدة أن 89.9% من أفراد العينة أكدت دور تصرفات وسلوكيات اللاعب في إثارة الشغب بين الجماهير.
وأجمع الإداريون المشاركون في العينة على حاجة اللاعبين للبرامج التدريبية لمعالجة ضعف الحنكة المالية لدى اللاعب، مؤكدين على قوة تأثير الأصدقاء على سلوك اللاعب، وغياب دور ولي الأمر بالشكل المطلوب، وحاجة اللاعبين للإلمام بمهارة التعامل مع الآخرين.
وشددت الدراسة على أهمية تأهيل الفئات السنية من خلال كفاءات التنمية الذاتية والسلوكية والفكرية والاجتماعية وثم القيادية. وأوصت بضرورة تنفيذ البرامج التدريبية للاعبين بسبب قدرتهم على التأثير في شريحة كبيرة من المجتمع، وعلى فتح ملف خاص بالسيرة السلوكية لكل لاعب يتم من خلالها تحديد مكامن القوة والضعف وتحديد المهارات اللازم تعزيزها.
أرسل تعليقك