الرياض ـ العرب اليوم
لا تزال بعض الأندية السعودية رهينة لاعضاء الشرف الذين يعتبرونها املاكهم الخاصة، مستغلين اعتمادها شبه الكلي عليهم من الناحية المادية، بسبب حجم المصروفات المالية مقارنة بالموارد وضعفها، ما جعل بعض الإدارات تبقى تحت رحمة بعض الشرفيين من أجل تأمين المادة، ولو كان الرؤساء مقتدرين ماديًا واعضاء مجلس ادارة على استعداد للدفع من أجل كسب المنصب لتغير الحال واصبحت كل ادارة بإمكانها ان تدير امورها من دون تدخل أحد، لكن مانراه في معظم الاندية ان من يديرها "موظفين" سواءً الرئيس او نائبه او حتى اعضاء مجلس ادارته، بل ان بعضهم يتقاضون رواتب من النادي، في الوقت الذي يفترض أن يدفعون للنادي سنويًا مقابل عضوية مجلس الإدارة، لأنه بهذا الحال والوضع بإمكان اي مشجع ان يرأس ناديه بحجة حبه له ووفاءه ورغبته في خدمته، فضلا عن استغلال بعض الشرفيين حاجة الأندية لهم، بفرض ارائهم على الإدارة سواءً فيما يخص القرارات الإدارية او حتى بعض القناعات الفنية بإشراك لاعب معين او الاستغناء عن آخر، وهذا واقع لا يمكن لأحد في وسطنا الرياضي ان ينكره، وقد يكون مقبولًا عندما يقدم الشرفي عشرات الملايين، لكن الأدهى والأمر أن فيهم من يدفع مبلغا قليلا بل مضحك وعلى الرغم من ذلك يريد ان تكون له كلمته في النادي، وهناك آخرون لم يسددوا حتى عضويتهم الشرفية منذ أعوام طويلة، ويديرون النادي عن بعد نظرًا لأنه "كان" شرفيا يدعم بالقليل في فترات ماضية.
منظومة الأندية لدينا فيها خلل واضح، فإداراتها لا تجد من يحاسبها، والمقياس في بقائها او رحيلها هو رضا ما يسمى "الداعم" عنها أو غضبه عليها، على الرغم من أن الأنظمة واللوائح أوجدت الجمعية العمومية التي من شأنها أن تسقط أي مجلس إدارة ضعيف، لكن للأسف الجمعية العمومية معطلة ولا تجتمع ابدًا ووجودها مثل عدمه، ودورها لا يتعدى الاجتماعات العادية "الروتينية" التي تعقد لاعتماد تقرير معين او المصادقة على قرار ادارة النادي، على الرغم من الأخطاء الفادحة التي ترتكبها بعض الإدارات وتتسبب في انهيار النادي، ولم نسمع يومًا أن الجمعية العمومية اجتمعت واسقطت الإدارة، على الرغم من أنها تُنتخب ادارة النادي، والمؤسف ان اعضاءها والمرشحين لها وحتى الناخبين لا يعرفوا مهامهم ولا صلاحياتهم ولا مالهم وماعليهم، لذلك اصبحت مهمة اعضاء الجمعية العمومية "الترزز" في وسائل الاعلام وال"شو"، وبعض الاعضاء نجده ينتقد الادارة في الاعلام ليل نهار وكأنه لا يعرف بأن الجمعية التي فاز في انتخاباتها بإمكانها ان تسقط الإدارة اذا ما ارادت وطبقت النظام المغيب، والجمعية العمومية لمن لا يعرف سواء من الجماهير او حتى اعضاء الجمعية ذاتها لها مهام عدة ابرزها اعتماد اللوائح الداخلية للنادي وتعديلها ورفعها للرئاسة العامة لرعاية الشباب، ورسم السياسة العامة للنادي، واعتماد الخطط السنوية الكفيلة بتحقيق اهداف النادي، واعتماد التقارير المالية والفنية والإدارية لمجلس الإدارة، ومناقشة الإدارة عن ادائها، وانتخاب الرئيس واعضاء مجلس ادارته، وتحديد رسوم العضوية، وتعليق او اسقاط العضوية، والشرفيون الذين يتعاملون مع الأندية على انها ملك خاص وسبقوا قرار "الخصخصة" بذلك، يقفزون على كل لوائح رعاية الشباب التي تمتلك الأندية فعلًا، فتجد احد اعضاء الشرف يختار شخص معين لرئاسة النادي، ويوصله بطريقته لكرسي الرئاسة من دون النظر في الخطوات النظامية، وهذا موجود ومعمول به في لدينا وعلى مرأى من مسؤولي رعاية الشباب الذين قبلوا بالوضع، والمضحك أكثر عندما يخرج شرفي أو اثنان أو حتى ثلاثة بالإعلان عن تشكيل مجلس تنفيذي أو لجان ثلاثية ورباعية وخماسية وسداسية لتسيير الأعمال وكأن النادي في معزل عن رعاية الشباب والجمعية العمومية وبقية اعضاء الشرف "أن كان هناك بالفعل اعضاء شرف" ويعطون ايحاء للجماهير المغلوبة على أمرها أن كل الحلول المالية والإدارية لديهم، وفجأة تغيب هذه اللجان عن الانظار.. لماذا؟.. لأنهم وصلوا إلى مربط الفرس وهو ضرورة الدعم المادي، حينها ينفضون ويهربون عن الواجهة فيضعون النادي في ورطة جديدة، وسط فرجة رعاية الشباب المعنية بفرض النظام ورعاية الأندية عند استقالة الرئيس والإدارات وعدم اتاحة الفرصة لكل من هب ودب التحكم في مصيرها ودفعها إلى المزيد من الضياع.
أرسل تعليقك