يفتخر حارس النصر في ثمانينيات القرن الهجري الماضي محمد بن نفيسة، بأنه أوّل حارس مرمى يرتدي شعار "فارس نجد" في أول نهائي لكأس الملك يخوضه في تاريخه قبل أكثر من نصف قرن.
كما يعتز "ابن نفيسه" بارتدائه قبل ذلك بأعوام، شعار الغريم التقليدي "الهلال" في بداية مشوارة الكروي 1380هـ ثم ترك الهلال ليستقر في صفوف النصر فكان أول حارس يرتدي شعار قطبي الكرة السعودية.
بين الظهيرة والعطايف
وُلد محمد بن نفيسه في حي الظهيرة وسط مدينة الرياض في نفس العام الذي تأسس فيه نادي الشباب 1367هـ، وبدأ في مزاولة الكرة مع أترابه بحي العطايف ثم في فريق نمور الهلال مع سعد الجوهر وشقيقه ناصر ومجموعة أخرى من الأشبال أواخر السبعينات الهجرية وشجعه شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد على الالتحاق بأشبال الهلال واستمر معهم نحو ستة أشهر.
باعوا بيتي وأمهلوني 3 أشهر لإخلائه
لكن ابن عمه ناصر بن نفيسة أحد مؤسسي نادي النصر كان له رأي آخر حين نقل محمد لـ"فارس نجد" بحيله عندما زاره في منزله وطلب منه مرافقته لمشاهدة فيلم سينمائي في مقر نادي النصر القديم بالظهيرة قبالة أول مقر لنادي الهلال في ذلك الحي العتيق وطلب منه أيضا التوقيع في كشف يتيح له مشاهدة السينما يوميا بصورة مجانية فوافق ابن نفيسه الصغير، ولم يدرك أن ذلك يعني توقيعه في كشوفات النصر الرسمية وحين خرج من مقر النصر قابله مؤسس الهلال وبادره بالسؤال: وقّعت أو وقَعت؟
معاناتي مع السرطان وجلطة قلبية أقعدتني طريح الفراش
وعن هذا الموقف يقول محمد بن نفيسة: "وجدت نفسي في موقف لا أحسد عليه أمام هذه القامة العملاقة ذلك إنني تدربت مع الهلال ستة أشهر كنت خلالها أحظى باهتمامه وتشجيعه وتزامن ذلك مع أول موسم للنصر بعد تسجيله رسميا لدى رعاية الشباب عام 1380هـ وكان يرأس النادي آنذاك عبدالله مختار الذي كان واحدا من أفضل الرؤساء الذين مروا على فارس نجد".
الحقيقة بين "ابن حوبان" وأمان
بفضل الله وتوفيقه نجحت في ترسيخ أقدامي مع الفريق النصراوي الأول وتألقت في مرماه وكان أحد أندية الدرجة الثانية آنذاك وتمسكت بمركز الحراسة طوال مشواري في تصفيات دوري أندية الدرجة الثانية التي انتهت بتتويجنا أبطالا للمملكة في موسم 1383هـ عقب فوزنا على فريق شباب مكة 1/0 في ساحة إسلام بمكة المكرمة بهدف أحرزه نجمنا عبدالرحمن بن حوبان الذي كان يقف في حائط الصد الشبابي وتصدى نجمنا ميزر أمان لتنفيذ الفاول على رأس الـ18 فضربت الكرة رأس ابن حوبان وتغير اتجاهها إلى داخل مرمى الخصم هدفا لا ينسى توج النصر بأول بطولة في تاريخه.
جوهر ومبروك حارسان عملاقان
وأخذ مستوى فريقنا في التصاعد وتفوق على أندية المنطقة الوسطى في تلك الحقبة وأكد تفوقه ببلوغه أول نهائي لكأس الملك في تاريخه عام 1387هـ أمام الاتحاد وخسرنا اللقب بنتيجة 5/3، واستمررت في تمثيل النصر حتى نهاية موسم 1390هـ اعتزلت الكرة بعدها تاركا المرمى الأصفر للحارسين العملاقين جوهر مرزوق ومبروك التركي.
حملوني خسارة أول كأس
هناك من يلومني ويحملني مسؤولية خسارة النصر كأس الملك موسم 1387هـ، وهذا اتهام باطل ذلك أنني كنت في قمة مستواي بدليل اختياري لمنتخب المملكة مع حارس "أهلي الرياض" جوهر السعيد، وتم اختياري لمنتخب الوسطى وكنت رافضا خوض ذلك النهائي لأسباب خاصة غير أن مدرب الفريق السوداني ترنة وكابتن النصر سعد الجوهر أقنعاني بضرورة اللعب فوافقت على مضض!
سر أكشفه لأول مرة
تسألني ما هي تلك الأسباب فأجيبك وهذا سر أكشفه لأول مرة عبر جريدة الرياض إذ تقدمت لإدارة النصر قبل موعد المباراة بنحو أسبوع طالبا مساعدة مالية لزواجي بمبلغ عشرة آلاف ريال فتمت الموافقة ومنحت شيكا على أحد البنوك لصرف المبلغ من حساب النادي وكان أمين صندوق النصر آنذاك العم سعيد باحاذق يعمل في ذلك البنك فتوجهت إليه وقدمت له الشيك فاعتذر لي عن صرفه نتيجة مكالمة هاتفية تلقاها من إدارة النادي بإيقاف صرف شيك المساعدة وقد تأثرت كثيرا لهذا الموقف السلبي، وهو ما دفعني للاعتذار عن خوض ذلك النهائي لا سيما أن إيقاف مساعدتي المادية جاء في آخر لحظة قبل التمرين الأخير، فضلا عن قرب موعد حفل زواجي الذي أقيم في الأسبوع التالي لمباراة الكأس.
انتظر لمسة إنسانية من "أبوناصر"
وانتقل حارس النصر السابق محمد بن نفيسه بدفه حديثه إلى جانب آخر إذ يعاني من ظروف صحية ومادية قاسية في الوقت الراهن قائلا: "لا أخفيك أن ظروفي الصحية والمادية تزداد سوءا هذه الأيام وعشمي بعد الله كبير في رئيس هيئة الرياضة معالي المستشار تركي آل الشيخ أن يقف معي بمساعدتي في التغلب على معاناتي إذ أعاني من مرض السرطان وأجريت ثلاث عمليات إضافة إلى تعرضي لجلطة في القلب ألزمتني الفراش وتكالبت علي الظروف المادية فأنا متقاعد من العمل في شؤون عوائد البادية بالديوان وتقاعدت قبل ثمانية أعوام وأعول أسرة مكونة من 14 فردا ولدي اثنين من أبنائي من ذوي الاحتياجات الخاصة".
باعوا منزلي وأمهلوني 3 أشهر
وامتدت معاناتي إلى قيام شركة تقسيط ببيع منزلي لعدم قدرتي على دفع أقساطه الشهرية "7000 ريال شهريا" وقاموا ببيعه الشهر الماضي دون الرجوع إلي وأمهلوني ثلاثة أشهر لمغادرته.
وكلي أمل ورجاء أن أحظى بلفته إنسانية من الشهم "أبوناصر" الذي وقف بسخاء مع قدامى الرياضيين في معاناتهم المرضية والمادية ولا يستغرب منه ذلك.
أرسل تعليقك