أبو ظبي - محمود عيسي
أنقذ مدير المنتخب الوطني مترف الشامسي، وطبيب الفريق جلال الغالي، طفلاً مشجعاً للأبيض، تعرض لحالة إغماء أثناء مباراة الإمارات مع السعودية التي أقيمت ليلة الثلاثاء، وانتهت بالتعادل 1-1 على ملعب محمد بن زايد في أبوظبي، ضمن الجولة الختامية للتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018.
وقعت الحادثة عندما سقط الطفل هاشم خوري (11 عاماً ــ بالصف السادس الابتدائي) على الأرض خلال وجوده في المدرجات، ليهرع أصدقاؤه إلى الجهاز الفني للمنتخب داخل الملعب في الجهة المقابلة لمدرجات الدرجة الثانية، حيث أسرع الشامسي ومعه الدكتور جلال غالي لعمل الإسعافات الأولية له حتى أفاق من غيبوبته.
وروى والد المشجع أحمد خوري إلى وسائل الإعلام ما حدث لابنه قبل المباراة، قائلاً: «خرج هاشم من المنزل بصحبة ثلاثة من أصدقائه دون تناول أي وجبة طعام منذ الصباح، ووصل إلى ملعب محمد بن زايد في الثالثة عصراً، وظل ينتظر فتح الأبواب بعدها بساعة كاملة، وكان متحمساً للغاية للذهاب إلى الملعب من أجل تشجيع لاعبي المنتخب، وحمل معه (وشاح) علم الدولة، ووضعه على رقبته، وكان حريصاً على الوصول المبكر إلى الملعب، حتى يحصل على مكان مناسب مع الجماهير بصحبة أصدقائه».
وقال «مع قرب الساعة السادسة مساء، شعر هاشم بالتعب الشديد، وأصابته نوبة إغماء حادة، وقع على أثرها أرضاً، والتفت حوله مجموعة كبيرة من المشجعين لاستطلاع الأمر ومحاولة إسعافه، وأسرع بعضهم إلى مكان وجود الجهاز الفني في الجهة المقابلة، ونادوا على الجهاز الطبي للفريق الذي أسرع رجاله، برفقة مدير المنتخب مترف الشامسي، بالتوجه إليه، وقام بحمله إلى داخل الملعب، وتم عمل الفحوص اللازمة له بأقصى سرعة، ومنحه طبيب المنتخب جلال الغالي بعض الحلويات، خوفاً من أن تكون نسبة السكر في الدم قد هبطت إلى معدل يتسبب في وقوع ضرر بالغ عليه».
وأضاف «قام مدير المنتخب الوطني مترف الشامسي بالاتصال بي، بعد أن حصل على رقم هاتفي من هاشم، إذ تمت إفاقته من الغيبوبة السريعة، وطمأنني على حالته، وأبلغني بأن هاشم لا يريد العودة إلى المنزل كما نصحه الطبيب، ويصر على البقاء في المدرجات لمواصلة مهمته في تشجيع اللاعبين،
كما قام أحد ضباط الشرطة برتبة رائد بالاتصال بي، وطلب معرفة موقفي من بقائه في الملعب بعد إفاقته، مع صعوبة استمراره في المدرجات، خصوصاً أن الجماهير كانت تتوافد على الملعب بأعداد ضخمة، وقد يتعرض للاختناق أو عدم الحصول على مقعد له في المدرجات، وبالفعل أبلغت مدير المنتخب وضابط الشرطة بموافقتي على ذلك، وقلت لهم إن هاشم ينتظر هذه المباراة منذ زمن، ولن يترك الملعب بسهولة، وهو سيدبر أمره في الحصول على مقعد بين أصدقائه، وعاد هاشم إلى المدرجات، وأكمل مشاهدة المباراة، وواصل تشجيعه للاعبين مع أصدقائه حتى نهاية المباراة التي كان يتمنى فوز الأبيض بها».
ووجه أحمد درويش خوري، والد المشجع، شكره إلى مدير وطبيب المنتخب الوطني، اللذين قاما بعمل كبير لإسعاف هاشم، ووجه شكره أيضاً إلى حارس مرمى المنتخب السعودي البديل عساف القرني، الذي قام بالذهاب إلى مكان هاشم للاطمئنان عليه، وإلى أصدقائه الذين حرصوا على البقاء معه حتى قاموا بإعادته إلى المنزل بعد نهاية المباراة.
وحظيت المباراة باهتمام جماهيري إماراتي كثيف، إذ أعلن أحد المشجعين، المقدم في وزارة الداخلية، ناصر صالح بن حمودش، عبر «الإمارات اليوم» أن 21 شخصاً من عائلته سيحضرون المباراة التي سجلت حضوراً قياسياً بلغ أكثر من 32 ألف متفرج، نظراً لأهميتها في تحديد مصير الأبيض.
وتأهلت الإمارات إلى جانب السعودية إلى الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم، حيث ستُجرى قرعة يوم 12 الشهر الجاري لتوزيع المنتخبات إلى مجموعتين، تتنافس على أربعة مقاعد ونصف في مونديال
أرسل تعليقك