الغزواني من بطل منتخب المغرب إلى ارحموا عزيز قوم ذل
آخر تحديث GMT13:33:32
 العرب اليوم -

أوضح لـ"العرب اليوم" المعاناة التي لاقاها من الساحرة المستديرة

الغزواني من بطل منتخب المغرب إلى "ارحموا عزيز قوم ذل"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الغزواني من بطل منتخب المغرب إلى "ارحموا عزيز قوم ذل"

النجم موهوب الغزواني
الرباط - بشرى بلال

لن يصدق من يتوجه إلى محطة وقوف سيارات الأجرة "تاكسي كبير" في عين السبع في مدينة الدار البيضاء أن أحد سائقيها كان أقوى جناح أيسر بين لاعبي المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، بل وأول من أهداه هدفًا رائعًا سجّله في شباك منتخب بلغاريا في مونديال ميكسيكو سنة 1970.

تتعلق المأساة بالنجم موهوب الغزواني، اللاعب الدولي السابق الذي صال وجال في ملاعب الساحرة المستديرة في سبعينات القرن الماضي، حاملًا القميص الوطني في أكثر من 70 مباراة دولية، سجل خلالها 25 هدفًا كانت وراء تأهل المنتخب المغربي في مناسبات عديدة، وهي إنجازات لم يعد يتذكرها هذا الجيل بعد أن فضل الرجل الانزواء منذ اعتزاله بعيدًا عن الأضواء.

التقاه موقع "المغرب اليوم"  ليروي له عن حكايات معاناته مع النسيان، وكيف عصفت به الرياح بعد مغادرته عالم الساحرة المستديرة.

 نشأ موهوب الغزواني من مواليد سنة 1946، وترعرع في الحي المحمدي وبالضبط في درب حي مولاي شريف في البيضاء، حيث تفتقت موهبته من خلال ملاعب الأحياء.. كان مولعًا بكرة القدم،عاشقًا للتحدي مع الفقر والظروف الصعبة التي مر بها.وامتلك مؤهلات كروية عالية في وقت لم يكن يتعدى 14 ربيعًا.و يحكي موهوب أن أصدقاءه اللاعبين اتفقوا آنذاك على الالتحاق بالفئات الصغرى لفريق الاتحاد البيضاوي "الطاس" لكرة القدم، إلا أنه أبى خوفًا من عقاب والديه الذين كانا يرفضان ذلك..

وشاء القدر أن يواصل طموحه في عالم الساحرة المستديرة بفضل تشجيعات الفنان "بوجميع" عن الفرقة الغنائية "ناس الغيوان"، والذي حثه على الالتحاق بفريق "الثبات" ضمن القسم الوطني الثالث، حيث استهل الغزواني مشواره الكروي باللعب مع فئة الصغار والفتيان، قبل أن تترصده أعين المدرب الراحل والأب الروحي لفريق "الطاس" العربي الزاولي، الذي صقل موهبته إلى أن أصبح من أعمدة فريقه وأقوى جناح أيسر بين لاعبيه.

 ودفع علو كعب الرجل الموهوب، المدرب الفرنسي كليزو إلى استدعائه على عجل ليعزز صفوف منتخب الأسود، فلبى الغزواني نداء الوطن، وشارك رفقة منتخب الأسود في مونديال ميكسيكو 1970، وهناك صنع أجمل الأهداف.

وشارك موهوب الغزواني مع المنتخب المغربي في 70 مقابلة رسمية، من بينها إقصائيات الألعاب الأولمبية سنة 1968، وإقصائيات كأس العالم سنة 1970 بميكسيكو، يليها إقصائيات كأس أفريقيا سنة 1970 في السودان، وإقصائيات منافسات الألعاب الأولمبية سنة 1972، ثم إقصائيات كأس أفريقيا في إثيوبيا 1976 وغيرها.

ويحكي موهوب الغزواني أنه تلقى عرضًا من فريق مارسيل الفرنسي، إلا أن إدارة نادي الجيش الملكي رفضت العرض، فقرر مقاطعتها احتجاجًا على ذلك، وهو قرار قال إنه دفع ثمنه غاليًا بعد أن اتخذ في حقه الفريق العسكري عقوبة التجنيد الإجباري عقابا على هذا القرار.

ويقصّ الغزواني أنه بعد اعتزاله الكرة سنة 1983، اضطر إلى العمل كسائق لدى شركة "سانطراليتيير" بعد أن وجد نفسه متخلى عنه، ويتذكر اللاعب بحسرة وهو يقول " حين كنت نجمًا داخل المنتخب، اعتقدت أن الكرة المغربية ستنصفني ولن تتخلى عني.. كرست حياتي من أجلها، ومثلتها أحسن تمثيل في الملتقيات الدولية، اعتقدت أن بعد اعتزالي سأجد عملًا يناسب قيمتي وتاريخي الكروي.. إلا أني صُدمت بواقع آخر، اضطررت خلاله إلى العمل سائقًا في شركة منتوج الحليب "سانطراليتيير" لمدة 14 سنة، إلا أنني حوربت وطردت من العمل بسبب كرة القدم، فالذي اتخذ هذا القرار كان هو الحاج عبد اللطيف العسكي المسير السابق لفريق الرجاء، مع أنني انتدبت لاعبي فريق شركة "الحليب". 

وتوقف الغزواني فجأة والدموع تنهمر على خديه، ليضيف قائلًا "حين طًردت من العمل، اشتغلت سائقًا لسيارة أجرة "تاكسي كبير"، "ماعندي لا كونجي، لا صيف، لا شتا، لا تعويض"، تعرضت لوعكة صحية خطيرة، بسبب الانهيار النفسي والمعنوي الذي حل بي بعد الاعتزال، كنت طريح الفراش لمدة طويلة بسبب إصابتي بمرض سرطان الدم، لولا الالتفاتة الرمزية التي قامت بها مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين. الآن أنا عاطل عن العمل بعد أن سحب مني صاحب سيارة الأجرة الرخصة بسبب حادث سير تعرضت له.

واستطرد الغزواني قائلًا " كرهت كرة القدم، وأطالب باللجوء الرياضي، فالمجال الذي كرست حياتي من أجله، أهملني بل والأكثر من ذلك أن الجامعة الملكية لم تعد تتذكر لاعبًا اسمه موهوب الغزواني، وسأرفع ضدها دعوى لدى المحكمة الرياضية إن تمادت في تجاهلي".

وختم اللاعب الدولي السابق موهوب الغزواني كلامه بنبرة مؤثرة، وهو يرثي حاله ومصيره الذي مايزال مجهولًا.. فالرجل الذي حمل القميص الوطني في أكثر من مناسبة، يبحث الآن عن لقمة عيش يسد بها رمقه وهو في خريف العمر.

الغزواني الذي تلاعب بالخصوم تلعب به الأيام، ومن يتنكر لرجال الماضي الجميل يصنع حاضرا بلا نكهة، والغزواني الذي يعد جزءًا من ماضي كروي مشرق، لسان حاله يقول، يامن ترون وتسمعون ، ارحموا عزيز قوم ذل".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغزواني من بطل منتخب المغرب إلى ارحموا عزيز قوم ذل الغزواني من بطل منتخب المغرب إلى ارحموا عزيز قوم ذل



صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - اكتشاف تمثال يكشف الوجه الحقيقي لكليوباترا في معبد تابوزيريس

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب
 العرب اليوم - تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 11:32 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

منة فضالي تعلق على تكريمها بمهرجان the best
 العرب اليوم - منة فضالي تعلق على تكريمها بمهرجان the best

GMT 04:44 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا
 العرب اليوم - بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة
 العرب اليوم - روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 12:09 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

نقص فيتامين د وتأثيره على الصحة النفسية في فصل الشتاء

GMT 10:38 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

دينا الشربيني تكشف موقفها من الانتقادات

GMT 09:27 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

سوريا.. هل قفزت إلى المجهول؟

GMT 19:15 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

انفجارات في مطار القامشلي شرقي سوريا

GMT 16:32 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 11 مدنيا جراء استهداف مسيرة تركية منزلا شمالي الرقة

GMT 17:57 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

أليسون يعود لدوري أبطال أوروبا بعد غياب طويل

GMT 17:52 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إنهاء عمل الحكم ديفيد كوت بسبب ليفربول

GMT 07:12 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

صعود البيتكوين يدفع أسهم شركات التشفير للارتفاع

GMT 01:43 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتقال راكب حاول إجبار طائرة مكسيكية على السفر إلى أميركا

GMT 09:14 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

ما بعد بشار الأسد

GMT 16:20 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ثلاثة من جنوده في شمال قطاع غزة

GMT 06:16 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... وماذا الآن؟

GMT 01:27 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يرد على شائعات انفصاله عن زوجته ميغان ماركل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab