الهلال السوداني والترجي التونسي خسارة كارثية ومباراة لن تُمحى من ذاكرة الجماهير
آخر تحديث GMT09:38:08
 العرب اليوم -

"الهلال" السوداني و"الترجي" التونسي خسارة كارثية ومباراة لن تُمحى من ذاكرة الجماهير

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الهلال" السوداني و"الترجي" التونسي خسارة كارثية ومباراة لن تُمحى من ذاكرة الجماهير

لاعبي الترجي التونسي
تونس - العرب اليوم

نستعرض في هذه السطور، كواليس مباراة الهلال السوداني والترجي التونسي في دوري أبطال إفريقيا في العام 1999، ضمن سلسلة "مباريات لا تنسى"، حيث تعتبر المباراة التي جرت باستاد الهلال في فبراير/شباط 1999، من المباريات التي لا تنسى ولن تمحى من ذاكرة الجماهير السودانية، حيث ارتبطت هذه المباراة التاريخية بمواقف ومفاجآت كبيرة من رئيس مجلس إدارة نادي الهلال وقتها الراحل الطيب عبد الله، في تلك الفترة التي لعبت فيها، حيث اتخذ قرارا غير مسار المباراة تماما.

مناسبة المباراة

المباراة كانت ضمن جولة الإياب من الدور الثاني لدوري أبطال إفريقيا 1999 في أم درمان، وكان الهلال قد قد تخطى في الدور الأول فريق شانجا رينجرز الزامبي، بالفوز عليه بمجموع المباراتين (2-1)، بينما تم إعفاء الترجي من المرحلة الأولى، وخسر الهلال من الترجي في الذهاب بملعب رادس بنتيجة تاريخية وفادحة بلغت (5-0)، وقد زلزت النتيجة الكبيرة أركان الهلال من مجلس إدارة وجماهير وإعلام، حيث ولدت الخسارة الكارثية من الترجي، فكرة الانسحاب من المباراة الثانية حتى لا تتكرر الخسارة مرة أخرى في عقر دار الهلال وبين جماهيره.

تدخل الرئيس

رئيس مجلس إدارة الهلال السوداني وقتها الطيب عبد الله، وهو من أساطير نادي الهلال ويعتبر أحد أهم 3 رؤساء في تاريخه، رفض فكرة الانسحاب، وقرر خوض المباراة الثانية، لا ليفوز لأنه يعلم أن المهمة أشبه بالمستحيلة لأن الهلال بحاجة لإحراز 6 أهداف نظيفة ليقصي الترجي، بل سيخوضها لرد الاعتبار فقط.

واعتاد الهلال كغيره من الأندية السودانية الكبيرة، خوض مبارياته ليلا منذ بداية سبعينات القرن الماضي، لسبب واحد هو أن طقس السودان الحار، يشكل خطورة كبيرة على سلامة الجماهير، لكن رئيس نادي الهلال قرر الاستفادة من كل الظروف المتاحة لرد اعتباره بعد الهزيمة بخماسية من الترجي، فأصدر قرارا بلعب المباراة نهارا بدلا عن الليل.

وصدم هذا القرار السلطات السودانية، فولاية الخرطوم وحاكمها وقتها الراحل مجذوب الخليفة، كانت متوجسة من الإعلان الرسمي لتفشي وباء السحائي نتيجة ارتفاع شديد في درجة الحرارة لم يقل عن 45 درجة.

صراع سلطات

حدثت المواجهة بين رئيس الهلال الطيب عبد الله ووالي الخرطوم مجذوب الخليفة في اجتماع رسمي دعا له الوالي بمكتبه، وذلك لإثناء الطيب عبد الله عن قرار خوض المباراة نهارا، حيث كان إعلان تفشي السحائي بصورة رسمية من الولاية قد يجعل الترجي يطالب بخوض المباراة بأرض محايدة.

وخلال الاجتماع طلب والي الخرطوم من رئيس الهلال خوض المباراة أمام الترجي ليلا، لكن رئيس الهلال قال له: "هذه المباراة تخص نادي الهلال، وأنا رئيسه وأقرر متى نريد خوض المباراة، وأنا ألعب وفقا للائحة البطولة، والأمر الثاني أنت من جانبك أعلن أن الخرطوم بؤرة لوباء السحائي وسوف أخوض المباراة ليلا".

وانتهى الاجتماع بانتصار رئيس نادي الهلال لقراره، وهذه النقطة أراد منها استغلال الظروف المواتية لرد اعتبار فريقه من الترجي، ليتحدى بذلك رئيس الهلال السلطات والسحائي، وأرسل نادي الهلال قراره للاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" وحدد موعد المباراة بالواحدة ظهرا بستاد الهلال، وكانت لائحة البطولة تمنح الهلال ذلك الحق.

وأجبرت سلطات ولاية الخرطوم وقتها على مسايرة الهلال والخضوع لقرار رئيسه، فبدأت حملة مكثفة لحماية الجماهير بالملعب، برش ما حول الملعب بالمياه يوم المباراة والتوجيه بحمل الشمسيات بالمدرجات.

الترجي يأخذ حذره

وصل الترجي إلى السودان قبل يومين من مباراة الإياب، وسئل مديره الفني وقتها يوسف الزواوي، من وسائل الإعلام السودانية بمطار الخرطوم عن رأيه في خوض المباراة نهارا، فرد: "تحديد زمن المباراة شأن يخص الهلال السوداني"، مشيرا بوضوح إلى أن فريقه لا يهمه توقيت المباراة.

وتحوط الترجي لحماية لاعبيه من طقس السودان الساخن، باستجلاب كريمات مرطبة للبشرة، تقيهم شر الحر، وفي اليوم الموعود حضرت جماهير الهلال بكثافة قبل ساعات مبكرة من المباراة، واحتشدت بستاد الهلال لمعايشة مباراة نهارية لأول مرة وحين انتصف النهار كانت درجة الحرارة حوالي 45 درجة.

وكانت المفاجأة أنه قبل لحظات من بداية المباراة، اقتحم رئيس نادي الهلال الطيب عبد الله الملعب، وجلس على مقاعد البدلاء إلى جانب لاعبيه، حيث كانت هذه المفاجأة رسالة من رئيس النادي للاعبين، مفادها أنه قائدهم وسيكون أمامهم في معركة رد الاعتبار، وأنه يتحمل معهم وزر قرار خوض المباراة منتصف النهار، وجلس حتى نهاية المباراة.

معركة النجوم

في تلك الفترة كان أبرز نجوم الهلال المدافع صلاح دوشكا، حمد كمال، هيثم كمال، خالد بخيت والمهاجم الأسطوري السوداني والي الدين محمد عبد الله، أما أبرز نجوم الترجي فكان الحارس التاريخي شكري الواعر، المدافع العملاق خالد بدرة، وصانع الألعاب الكبير ماهر الكنزاري.

وشهدت المباراة واحدة من أمتع المباريات الكروية في تاريخ دوري الأبطال، حيث انتهت بالتعادل (3-3)، وفاز الترجي بمجموع المباراتين (8-3) ليبلغ دور المجموعات، حيث واصل الترجي مسيرته مرورا بمرحلة المجموعات ووصولا للنهائي أمام الرجاء المغربي وخسر بركلات الترجيح (3-4)، بعد انتهاء المباراتين بالتعادل السلبي.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

"طاس" تحدد موعدًا جديدا للحسم في خلاف الوداد والترجي

حمدو الهوني يُشارك في حملة "الخير" ويتحدى نجوم ليبيا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهلال السوداني والترجي التونسي خسارة كارثية ومباراة لن تُمحى من ذاكرة الجماهير الهلال السوداني والترجي التونسي خسارة كارثية ومباراة لن تُمحى من ذاكرة الجماهير



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:14 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا
 العرب اليوم - المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس
 العرب اليوم - فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف
 العرب اليوم - حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 12:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 06:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يستهدفون سفينة في البحر الأحمر دون إصابات

GMT 11:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رصد "أول حالة انقراض معروف للطيور من أوروبا"

GMT 09:59 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من وفاة شقيقه

GMT 23:53 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لتنسيق اللون الأسود في ديكور منزلك

GMT 14:20 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتنسيق الأحذية مع الأزياء المختلفة

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 12:25 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 19:31 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تتحدث عن صعوبات تجربتها الإخراجية وسبب بكائها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab