ساوثغيت يعيد للمنتخب الإنجليزي حب الجماهير بعد طول غياب
آخر تحديث GMT23:02:06
 العرب اليوم -

ساوثغيت يعيد للمنتخب الإنجليزي حب الجماهير بعد طول غياب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ساوثغيت يعيد للمنتخب الإنجليزي حب الجماهير بعد طول غياب

المنتخب الإنجليزي
لندن- العرب اليوم

من وجهة نظر هذه العيون، على الأقل، فإن النقطة الأدنى التي هبط إليها المنتخب الإنجليزي في السنوات الأخيرة لم تأت داخل أحد الاستادات، ولم تكن عندما استقال كيفين كيغان داخل غرفة الاستحمام باستاد ويمبلي عام 2000، ولا عندما وقف ستيف مكلارين يشاهد وعليه أمارات العجز وقلة الحيلة من خلف مظلة كرواتيا وهي تحرم فريقه من مكان في نهائيات بطولة «يورو 2008»، ولا حتى السقوط المدوي أمام آيسلندا في نيس منذ ثلاثة أعوام في ظل قيادة روي هودجسون - وإنما جاءت تلك النقطة الأدنى على الإطلاق في مسيرة المنتخب بعد ظهيرة أحد الأيام في منتصف فترة السنوات الأربع التي قاد خلالها فابيو كابيلو المنتخب، وذلك في إطار مختلف للغاية عن شارع تسوق في لندن.

وبناءً على توجيهات من قسم العلاقات العامة في اتحاد الكرة، دعا كابيلو الذي تتسم شخصيته بقدر بالغ من العجرفة والتكبر مجموعة كبيرة من الكتاب الرياضيين من صحف وطنية لمأدبة غداء. وكان ذلك هدفاً نادر الحدوث، زادت جاذبيته بفضل الموقع المتميز: سان لورنزو، المطعم الإيطالي الشهير الذي فضلته شخصيات بارزة مثل الأميرة ديانا وجاك نيكلسون وجوان كولينز ومشاهير آخرين كان وجودهم ضمانة لوجود الباباراتزي (مصوري المشاهير المتطفلين) باستمرار حول المكان.

وأقيمت مأدبة الغداء تبعاً لقاعدة أن لا شيء يقال في الداخل سيجري تكراره في الخارج. وكان الطعام جيداً ومرت ساعتان على نحو لطيف للغاية. إلا أنه لم يجر الكشف عن أي أسرار خلال اللقاء. ولم يفصح كابيلو عن أي شيء بخصوص التكتيكات التي يتبعها ولم يكشف تفاصيل عن استعدادات واين روني قبل المباراة. ورغم الحفاوة التي استقبل بها المدرب الإيطالي الضيوف، فإنه لم يبد عليه اهتمام بما يجري. وفي أول لحظة مناسبة للمغادرة، رحل كابيلو برفقة مساعده، فرانكو بالديني، أحد رفاقه الذين جرى تعيينهم لمعاونته على تحويل المنتخب الإنجليزي من الفريق الذي وصل إلى دور ربع النهائي في ظل قيادة سفين غوران إلى فريق يقتنص البطولة.

بعد دقيقتين، وأثناء خروجه من المطعم ولدى الانعطاف إلى شارع تعج فيه أماكن انتظار السيارات الفارهة مثل لامبرغيني وبنتلي تخص أشخاصا فاحشي الثراء، ويعرض الوكلاء العقاريون فيه عقارات تقدر قيمتها بعشرات الملايين، كان من السهل رؤية كابيلو يقف مع بالديني جنباً إلى جنب ويخوضان نقاشاً حميماً. وكانا يتفحصان باهتمام شديد واجهة عرض متجر مجوهرات فاخر، وربما كانا يفكران في كيفية إنفاق دفعة الأموال الضخمة التي أغدقها عليهما اتحاد الكرة.

من المنظور الكروي، كان المشهد معبراً عن حالة ترد خالصة، صورة رمزية للتغييرات التي طرأت على كرة القدم والاعتقاد بأن المال هو الحل لكل شيء. ومثلما علمنا لاحقاً، فإن منح مدرب ما 6 ملايين جنيه إسترليني سنوياً وإطلاق يده في تعيين أقرانه مساعدين له، لا يشكلان ضمانا لتحقيق أي إنجاز. عام 2012، رحل كابيلو فجأة عن المنتخب، مخلفاً وراءه فريقاً يتعرض لانتقادات واسعة باعتباره يتقاضى أجوراً مبالغاً فيها في الوقت الذي يقدم أداءً رديئاً، وذلك قبل أن تقنعنا بطولة الألعاب الأوليمبية في لندن أننا نعيش في بلد ما يزال للتسامح الاجتماعي والإبداع الفني والتفوق الرياضي مكانة كبيرة فيه. واليوم، وبعد مرور سبع سنوات يبدو أن المنتخب الإنجليزي أصبح هو حامل لواء التنوير في مواجهة الفوضى التي تعصف ببلد ساقط في مستنقع عام، وتعصف به جدالات محمومة تبدو دونما نهاية.

ويكمن إنجاز المدرب الحالي غاريث ساوثغيت ليس فقط في سنوات خبرته بمجال كرة القدم، وإنما كذلك في سماته الطبيعية المتمثلة في اللياقة والتواضع واليقظة والاستعداد للتعلم. وفي خضم ذلك، نجح ساوثغيت في جعل المنتخب الإنجليزي محبوباً ربما للمرة الأولى منذ الفترة الرائعة التي تولى خلالها جو ميرسير تدريب الفريق ما بين طرد ألف رامزي ووصول دون ريفي منذ 45 عاماً ماضية.

ومع ذلك، نجد أن لاعبيه واجهوا مشقة كبيرة في خضم مساعيهم للوصول إلى التناغم والاتزان في بعض المباريات. ويأتي النصف الأول من مواجهتهم أمام كوسوفو كأس الأمم الأوروبية أحد الأمثلة على ذلك. بدا الكسل والاسترخاء مسيطرين على جميع عناصر الفريق، وجاءت التمريرات إما رديئة التوقيت أو التنفيذ على نحو كان ليفسح المجال أمام خصوم أقوى للتقدم في النتيجة. كانت تلك صورة المنتخب الإنجليزي المألوفة على مدار أجيال: فريق منغمس في تصوره الذاتي عن تفوقه ويبدو مؤهلاً تماماً للانقضاض عليه.

في خط الدفاع على وجه التحديد، ذكرنا هذا المنتخب بأن الحرية المالية التي تتمتع بها أندية الدوري الممتاز في استيراد فيرجيل فان دايك أو نيغولو كونتي أينما اقتضت الضرورة، قوضت جهود تنمية لاعبين مهرة في فنون الدفاع من أبناء الوطن. وربما نجحت كرة جنوب لندن في تقديم جيل مبهر من المهارات الهجومية، لكنها أخفقت في إمداد ساوثغيت بمهارات مكافئة في خط الدفاع.

الآن، أمامه عدة شهور لمتابعة البطولات والتفكير فيما إذا كان جو غوميز أو فيكايو توموري سيتفوقان على جون ستونز وتيرون مينغز في المنافسة على توفير شريك مثالي لهاري مغواير، الذي يبدو هو ذاته غير معصوم من الوقوع في الأخطاء، وما إذا كانت مهارات ترنت ألكسندر أرنولد ستتفوق على لحظات الإهمال الدفاعي التي يقع فيها من وقت لآخر، وما إذا كان ديكلان رايس وميسون ماونت بمقدورهما النضج بسرعة كافية لأن يبررا ضمهما إلى التشكيل الأساسي للمنتخب. على الأقل، بإمكان ساوثغيت التحلي بالصبر تجاه جادون سانشو وكالوم هودسون أودوي، فرغم أنهما لم يبلغا كامل تألقهما بعد، فإنه كان من الحكمة منحهما فرصة الانضمام إلى المنتخب وخلق شعور الانتماء إلى الفريق بداخلهما. عندما جرى تعيين ساوثغيت منذ ثلاثة أعوام كان يتقاضى أقل من ثلث راتب كابيلو. ومنذ بلوغه دور نصف النهائي لكأس العالم 2018، ارتفع راتبه إلى 3 ملايين جنيه إسترليني سنوياً. ورغم أن هذا يظل مبلغاً كبيراً فإنه لم يعد يبدو في غير مكانه المستحق.

قد يهمك ايضـــًا :

إنتر ميلان يخسر جهود روبرتو جاجليارديني أمام روما للإصابة

ثنائية مارتينيز تقود إنتر لصدارة الدوري الإيطالي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساوثغيت يعيد للمنتخب الإنجليزي حب الجماهير بعد طول غياب ساوثغيت يعيد للمنتخب الإنجليزي حب الجماهير بعد طول غياب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab