يتعرض عبد الله المسفر، المدير الفني للمنتخب الأردني، للعديد من الانتقادات منذ بداية مهمته، خاصة وأن خبرته التدريبية تبدو محدودة وفقًا لبعض خبراء الكرة الأردنية الذين يرون أن التعاقد معه لم يكن موفقًا منذ البداية.
وجاء تعاقد الاتحاد الأردني مع المسفر باعتبار أنه وجد فيه المدرب القادر على السير بالمنتخب نحو الأمام، لكن الواقع أثبت أنه يسير إلى الخلف.
كان الاتحاد الأردني عبر سنوات مضت تعاقد مع مدربين معروفين كالمرحوم محمود الجوهري والبرتغالي فينجادا والعراقي عدنان حمد والمصري حسام حسن والبلجيكي بول بوت والإنجليزيين ويلكينز وهاري ريدناب، لكنه خرج فجأة عن تلك المواصفات وتعاقد مع مدرب مجهول بالنسبة لجماهير الكرة الأردنية.
ويؤكد المسفر باستمرار أنه يسعى إلى بناء منتخب قوي، يكون قادرًا على المنافسة في نهائيات كأس أمم آسيا، لكن المسفر لم ينجح في تقديم منتخب قوي، وهو يقترب من نهاية مشواره مع المنتخب بالتصفيات الآسيوية.
ولم يكمل المسفر على ما فعله المدرب السابق للمنتخب عبد الله أبو زمع، بل بدأ من نقطة الصفر، ويبدو أنه لا يزال يتوقف عندها لتبقى الكرة الأردنية تدور في دائرة مفرغة. وقاد المسفر منتخب الأردن في أربع مواجهات بالتصفيات، لم يستطع فيها أن يقدم منتخبًا مقنعًا من حيث الأداء والخطط، رغم المعسكرات والمباريات الودية التي وفرها له الاتحاد الأردني.
ولم تنظر جماهير كرة القدم الأردنية للنتائج بقدر ما كانت تنتظر الأداء المقنع، فهي في قرارة نفسها تدرك مليًا بأن تأهل منتخبها إلى نهائيات آسيا هو بمثابة مسألة وقت ليس إلا، لسبب بسيط يعود إلى محدودية قدرات المنتخبات التي سيواجهها في المجموعة الثالثة وهي كمبوديا وفيتنام وأفغانستان.
واستهل منتخب الأردن مشواره بالتصفيات باستضافة كمبوديا وحقق فوزًا كبيراً و بسباعية نظيفة، لكن النتيجة لم تعكس واقع الأداء الذي جاء باهتًا، ثم تعادل سلبيًا مع مضيفه منتخب فيتنام، قبل الفوز على أفغانستان بعد ذلك 4-1، لكنه لم يقدم المستوى المأمول.
وخاض منتخب الأردن، الثلاثاء مباراته الثانية أمام افغانستان، ورغم المعسكر الطويل في الإمارات وايقاف بطولة دوري المحترفين لمدة أسبوعين وخوض مباراة ودية أمام عُمان، إلا أن افغانستان كانت الأقرب لتحقيق الفوز، قبل أن ينجح مهند خير الله في إحراز هدف التعادل (3-3) قبل نهاية المباراة.
ولم تتقبل جماهير كرة القدم الأردنية نتيجة التعادل مع أفغانستان، وطالبت بالبحث عن مدير فني جديد، في ظل عدم قدرة المنتخب على بناء هجمة منظمة، والأهداف تأتي عن طريق الحلول الفردية.
وحقق بالتالي منتخب الأردن في التصفيات فوزين وتعادلين ليرفع رصيده إلى 8 نقاط ليحافظ على الصدارة لكن هذه المرة بفارق الأهداف عن فيتنام.
وانتظرت جماهير الكرة الأردنية بعد مباراة أفغانستان الأخيرة، تصريحات المسفر، لكن موقع الاتحاد الأردني وعلى غير العادة لم يقم ولأول مرة بنشر تصريحاته، وذلك قد يحمل أكثر من تساؤل، هل حضر المسفر المؤتمر الصحفي بعد المباراة؟، هل قدم استقالته؟، أم أن هناك من وجد بأن عدم نشر تصريحاته وتبريراته بات غير مجد ومقنع؟
ولن يحصل لاعبو منتخب الأردن على أي مكافآت في حال التأهل لنهائيات آسيا، نظرًا لأن المكافآت كانت مشروطة بحصول الأردن على العلامة الكاملة في التصفيات من خلال تحقيق الفوز في كافة المباريات.
ويبدو أن الاتحاد الأردني بات على قناعة تامة بأن التعاقد مع المسفر كان خطأ فادحًا منذ البداية، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل يتخلى الاتحاد عنه في هذه الفترة، أم سيجدد الثقة بقدراته حتى نهاية التصفيات وخاصة أن تأهل النشامى أصبح مسألة وقت.
أرسل تعليقك