القاهرة – العرب اليوم
سافر المنتخب المصري لكرة القدم إلى بوركينا فاسو لخوض فعاليات بطولة كأس الأمم الإفريقية 1998 وسط توقعات بخروج مبكر ومهين للفريق من الدور الأول للبطولة.
ولكن المنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) فجر المفاجأة وقتها، وشقّ طريقه ببراعة إلى المباراة النهائية للبطولة قبل أن يسقط المنتخب الجنوب إفريقي حامل اللقب آنذاك ليتوج الفراعنة بلقبهم الرابع في البطولة القارية.
ومع تأهل المنتخب المصري إلى المربع الذهبي للبطولة الإفريقية في نسختها الحالية المقامة بالغابون، ظهر العديد من الملامح المشتركة بين مشاركة الفريق في نسخة 1998 ومشاركته الحالية، ولكن سمة واحدة تظل هي العامل المشترك الأكبر بين المشاركتين حتى الآن وهي الواقعية في الأداء والتعامل مع المباريات خطوة بخطوة.
وفي عام 1998، أثار المدرب الأسطورة الراحل محمود الجوهري المدير الفني للمنتخب المصري آنذاك موجة من الجدل عندما أشار إلى أن فرصة الفريق في المنافسة على اللقب تبدو هزيلة وأنه قد يحتل المركز الثالث عشر وربما الأخير من بين 16 منتخبا شاركت في البطولة.
ولكن الجوهري قاد الفريق من مباراة لأخرى بمنتهى الواقعية في التعامل مع المباريات من منظور إمكانيات الفريق، حيث اجتاز الدور الأول عبر مجموعة ضمت معه منتخبات المغرب وزامبيا وموزمبيق بالفوز على موزمبيق 2 - صفر ثم على زامبيا 4 - صفر قبل الهزيمة من المغرب صفر - 1 .
كما تغلب المنتخب على المنتخب الإيفواري 5 - 4 بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في دور الثمانية ثم أكمل الفراعنة طريقهم إلى منصة التتويج باللقب عبر الفوز 2 - صفر على بوركينا فاسو في المربع الذهبي و2 - صفر أيضا على جنوب أفريقيا في النهائي.
والآن، يبدو المنتخب المصري قريبا من تكرار نفس السيناريو بعدما اجتهد المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر في استغلال إمكانيات فريقه بشكل رائع في مواجهة فرق قد تتفوق على الفراعنة من حيث الإمكانيات الفنية والبدنية.
واستهل المنتخب المصري البطولة بتعادل سلبي ثمين مع منتخب مالي ثم حقق فوزا متأخرا 1 - صفر على المنتخب الأوغندي العنيد قبل أن يحجز الفريق صدارة المجموعة بفوز رائع على منتخب غانا 1 - صفر.
وفي دور الثمانية، تغلب الفريق على النقص في صفوفه لإصابة حارس مرماه أحمد الشناوي منذ بداية البطولة وغياب محمد النني نجم أرسنال للإصابة ومحمد عبد الشافي الظهير الأيسر للفريق للإصابة أيضا وحقق الفوز الأحد على نظيره المغربي 1 - صفر رغم خروج المهاجم المصري الأساسي مروان محسن مصاباً أيضا في وسط المباراة.
وعلى مدار المباريات الثلاث التي خاضها المنتخب المصري في الدور الأول للبطولة، أحرز الفريق هدفين فقط ثم سجل الفريق هدفا آخر في مباراة الأمس ليصل الفريق المربع الذهبي بثلاثة أهداف فقط.
ولكن شباك الفريق لم تهتز بأي هدف حتى الآن مما يؤكد أن الفريق إلى جانب تمتعه بخبرة الحارس المخضرم عصام الحضري يتمتع أيضا بأداء خططي متميز بقيادة كوبر.
وما يؤكد الأداء الخططي المتميز والواقعي للفريق بقيادة كوبر أن ثلاثا من المباريات الأربع كانت أمام منتخبات تتميز بخط هجومي متميز وهي مالي وغانا والمغرب.
والآن، سيصبح الفريق في أمس الحاجة إلى هذه الواقعية وهذا الأداء الخططي والصلابة الدفاعية عندما يلتقي منتخب بوركينا فاسو بعد غد الأربعاء في المربع الذهبي للبطولة.
أرسل تعليقك