أشاد نجم الكرة الإنجليزية السابق ديفيد بيكهام بالطبيعة متقاربة المسافات التي تميز كأس العالم في قطر، والأثر الإيجابي الذي سيعود على أداء اللاعبين، وانعكاس ذلك على المشجعين.
وأشار بيكهام إلى أن قرب الملاعب سيتيح للمشجعين فرصة لن تتكرر لحضور أكثر من مباراة في يوم واحد خلال منافسات الأدوار الأولى من البطولة.
وأعرب بيكهام في حوار مع موقع (Qatar2022.qa)، قبيل إجراء القرعة النهائية لمونديال قطر 2022، عن تطلعه إلى حضور حفل سحب القرعة النهائية، والذي يستضيفه مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات يوم الجمعة المقبل، وانطلاق أول نسخة من كأس العالم لكرة القدم في الشرق الأوسط والعالم العربي.
ونوه قائد منتخب إنجلترا السابق إلى أن منافسات كأس العالم 2022 تقام في توقيت مثالي للمنتخبات المشاركة، أي في منتصف الموسم في معظم دوريات كرة القدم بالعالم، واللاعبين في قمة الأداء واللياقة البدنية، كما تحدث عن توقعاته لأداء المنتخب الإنجليزي الذي تأهل رسميا للمشاركة في البطولة، وعن مرشحيه للمنافسة على اللقب.
القرعة النهائية لكأس العالم 2022
وعن مشاعره حول قرب إقامة القرعة النهائية لكاس العالم قطر 2022، أكد بيكهام أن هذا الحدث يحمل أهمية خاصة لمجتمع كرة القدم بأسره، حيث يشير إلى قرب انطلاق البطولة، لافتاً إلى تطلع اللاعبين والمشجعين إلى هذا الحدث بكثير من الشغف والفضول لمعرفة المجموعات التي ستجمع المنتخبات المتنافسة في البطولة.
وأضاف: "لا شك أن اللاعبين يترقبون القرعة النهائية لمعرفة تفاصيل المواجهات المرتقبة لكل منتخب، ومشواره نحو لقب المونديال، وبناء على ذلك يبدأ كل منتخب في وضع خطة الإعداد المناسبة لخوص منافسات البطولة."
وتابع: " لا شك أن إجراء القرعة يمثل لحظة في غاية الأهمية للاعبين والمشجعين، والتي تؤشر على قرب انطلاق البطولة التاريخية، حيث يتزايد الحماس والإثارة كلما اقتربنا أكثر من صافرة البداية للحدث المرتقب."
قرب المسافات ينعكس إيجاباً على اللاعبين والمشجعين
وأضاف بيكهام أن تقارب المسافات في قطر، وقرب الملاعب من بعضها سينعكس بشكل إيجابي على أداء اللاعبين، كما سيعود بكثير من المزايا على المشجعين، ويضمن للجميع مشاركة ممتعة على كافة المستويات.
وتابع: "المسافات القريبة بين الاستادات تنطوي على فائدة كبيرة للاعبين، حيث لا تتجاوز أقصى مدة للتنقل بين استادات المونديال ساعة واحدة بالحافلة، مقارنة بنسخ كأس العالم التي شاركت فيها، حيث كنا نحتاج من يومين أو ثلاثة أيام للتعافي من الإجهاد بعد خوض المباريات، ومن الإرهاق الناتج عن السفر بين المدن التي تحتضن استادات البطولة".
وأشار إلى أن قطر تزخر بأفضل المرافق والتسهيلات للاعبين والمنتخبات المشاركة، بما يضمن لهم تقديم مستويات أفضل مع توفر الوقت الكافي للحصول على الراحة بعد كل مباراة.
ودعا بيكهام اللاعبين الذين سيخوضون مباريات كأس العالم لأول مرة أن يستمتعوا بالبطولة، منوها إلى أن مونديال كرة القدم أهم بطولة رياضية على الإطلاق، كما أن المشاركة فيها تعني أن اللاعب تمكن من تحقيق أفضل مستوى ممكن.
وأوضح أسطورة الكرة الإنجليزية: "تكتسب بطولة كأس العالم أهمية خاصة للاعبين ولعشاق كرة القدم، وأدعو اللاعبين إلى اغتنام الفرصة والاستمتاع بالبطولة التي قد تكون الوحيدة في مسيرتهم الكروية."
وقال بيكهام إن المشجعين الذين سيحضرون مباريات مونديال قطر 2022 سيحظون بتجربة رائعة خلال نسخة فريدة من كأس العالم، مشيراً إلى أن المشجعين في النسخ السابقة من البطولة كان يتعين عليهم السفر لمسافات طويلة وتكبد مزيد من النفقات، إلا أن الأمر مختلف هنا في قطر، مع الطبيعة متقاربة المسافات للبطولة، والتي تتيح لهم الإقامة في نفس المكان وحضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد، كما سيحظون بإقامة رائعة مع طيب الترحاب الذي يميز المجتمع في قطر، والتعرف على أكثر على قطر وثقافتها وشعبها المضياف، وما تزخر به من معالم سياحية، إلى جانب الاستمتاع بتشكيلة متنوعة من المأكولات العالمية.
موعد مثالي للمونديال في منتصف الموسم الكروي
وأكد بيكهام أن إقامة مونديال قطر 2022 في توقيت مثالي خلال شهري نوفمبر وديسمبر يعني أن منافسات البطولة تقام في منتصف الموسم الكروي لأبرز دوريات كرة القدم في العالم، وهي الفترة التي تشهد ذروة الأداء للاعبي المنتخبات المشاركة، واستعدادهم التام للبطولة العالمية.
وأضاف: "شاركت مع منتخب إنجلترا في كأس العالم عقب موسم شاق في الدوري الإنجليزي الممتاز، والذي يعد واحداً من أقوى دوريات كرة القدم في العالم وأكثرها تنافسية، وفي نهاية الموسم عادة ما يشعر اللاعبون بالإرهاق والتعب، ويستغرق التعافي بعض الوقت قد يصل لأكثر من عدة أسابيع".
وتابع: "من حسن حظ اللاعبين أن منافسات هذه النسخة من كأس العالم تقام في منتصف المواسم الكروية، وهو ما يشكل فترة مثالية للاعبي المنتخب الإنجليزي وغيرهم من لاعبي المنتخبات المشاركة في البطولة، بعد حصولهم على وقت كاف من الراحة والاستعداد للمنافسة في البطولة التي تمثل فرصة لتقديم أداء استثنائي".
وقال بيكهام إن المنتخبات تضع نصب أعينها تقديم أفضل أداء ممكن خلال بطولات كأس العالم. وأضاف: "سيسهم انطلاق البطولة في منتصف الموسم، في رفع سقف التوقعات تجاه أداء المنتخبات، كما أن الاستادات والمرافق عالمية المستوى، إضافة إلى المناخ المعتدل في هذا الوقت من العام في قطر، سيضمن للاعبين والمشجعين قضاء أوقات لا تضاهى في نسخة مميزة من البطولة".
مرحلة حاسمة وملهمة في قطر والمنطقة
وعن أهمية إقامة البطولة للمرة الأولى في الشرق الأوسط والعالم العربي، قال بيكهام أن استضافة الحدث العالمي في هذا الجزء من العالم يشير لمرحلة حاسمة وملهمة للجميع في قطر، مع الأخذ بالاعتبار الإرث المستدام الذي سيتركه مونديال 2022، والذي سيحدث تحولا في المشهد الرياضي والمجتمعي في البلاد، ويمتد أثره ليشمل المنطقة ودول العالم.
وأكد بيكهام على دور مونديال 2022 باعتباره البطولة الأبرز على الساحة الرياضية العالمية في تعريف العالم بدولة قطر وتاريخها وثقافتها. وقال: "ستعود استضافة كأس العالم بالعديد من الفوائد على قطر، وستكون هذه النسخة من البطولة بمثابة نافذة البلاد على العالم من حولها، لإبراز الشغف والحماس لكرة القدم في قطر، كما تتيح البطولة لشعوب العالم استكشاف التاريخ العريق والثقافة العربية الأصيلة للبلاد، كما أن اجتماع عدد من أشهر نجوم كرة القدم في هذه الاحتفالية الكروية، سيشكل حدثاً هاماً في تاريخ الدولة والمنطقة ككل".
وعن توقعاته لمنتخب إنجلترا في مونديال قطر 2022، قال النجم ديفيد بيكهام، إنه دائما يتوقع أفضل أداء للمنتخب الإنجليزي، وهو ما يتوقعه المشجعون، مشيراً إلى أن مدرب منتخب إنجلترا، غاريث ساوثغيت، الذي بذل مجهودا رائعا، كان له دور فاعل في تأهل المنتخب لكأس العالم.
وأضاف بيكهام: "خاض المنتخب العديد من المباريات على مدى سنوات، ولا يمكن اعتباره الآن فريقا شابا، ولكن يضم بين صفوفه عدداً من اللاعبين صغار السن، كما يوجد في الفريق عدد من اللاعبين من أصحاب الخبرات الطويلة مثل هاري كين".
وتابع: "الفرصة مواتية لنا الآن للمشاركة في البطولة ونحن نتمتع بمعنويات عالية ولياقة بدنية جيدة، ويتعين علينا المحافظة على استعدادنا وتقديم أداء يلبي التوقعات".
وعن رأيه بأفضل لاعب في منتخب إنجلترا، أوضح أن هاري كين هو اللاعب الرئيسي للمنتخب الإنجليزي، فهو قائد الفريق وهدافه، ولاعب مهم جدا بالنسبة لمنتخب إنجلترا، حيث يقدم أداء وفق أعلى المستويات داخل المستطيل الأخضر.
وحول توقعاته بشأن المنتخبات المنافسة لمنتخب بلاده في كأس العالم 2022، قال بيكهام: "عندما تفكر في كأس العالم فإنك تتحدث تلقائيا عن منتخبات البرازيل والأرجنتين وفرنسا، باعتبارها منتخبات رائعة في كرة القدم، وفازت بالعديد من البطولات. كما أتحمس لمشاهدة أداء منتخب الدنمارك. وأعتقد أن هذه المنتخبات ستقدم مفاجآت في البطولة، حيث قدمت عروضا استثنائية أهلتها للمشاركة في كأس العالم، ودائما يقدمون أداء مميزا في البطولات الكبرى".
وأكد نجم منتخب إنجلترا السابق، أنه يتطلع أيضا إلى رؤية أداء منتخب قطر، وقال إنه يضم لاعبين شباب، ويتمتع بمسيرة حافلة في كرة القدم، ويعتبر فريقا منسجما ومتكاملا، كما أن خوض المباريات على أرضه وبين مشجعيه سيعزز مستوى أدائه خلال البطولة.
وفي ختام حديثه قال بيكهام إنه يشعر برغبة قوية للعودة من جديد لممارسة كرة القدم عندما يدخل إلى الاستادات، وأن ما زال بإمكانه اللعب في الدوري الإنجليزي أو الإسباني، أو ضمن صفوف منتخب إنجلترا.
يذكر ان ديفيد بيكهام البالغ من العمر 46 عاما، شارك في 115 مباراة بقميص منتخب بلاده، ولعب ضمن صفوف منتخب "الأسود الثلاثة" في ثلاث نسخ متتالية من كأس العالم أعوام 1998 و2002 و2006، وسجل خلالها عددا من الأهداف.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك