سيرتبط موسم ريال مدريد الناجح في الدوري الإسباني بتألق مهاجمه الفرنسي كريم بنزيمة الذي سجل 26 هدفاً في 30 مباراة، ليحسم فريقه لقبه الـ35، معززاً رقمه القياسي قبل أربع مباريات من النهاية.وبفضل بنزيمة، أنهى ريال مدريد الموسم بالتتويج باللقب بهيمنة تامة رغم التعثر في البداية واحتياجه إلى أشهر للصعود للقمة. وحسم الريال لقبه قبل شهر تقريباً من نهاية الموسم عقب فوزه بملعبه 4 - صفر على إسبانيول السبت، وبات يتطلع لإنجاز آخر بالتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا للمرة 17 إذا تفوق على مانشستر سيتي الإنجليزي الأربعاء.
وربما يكون هذا الموسم هو الأكثر روعة لبنزيمة البالغ عمره 34 عاماً، الذي احتاج بعض الوقت حتى أصبح قائداً لا غنى عنه وأكثر لاعب مؤثر في الفريق الذي بحث عن أيقونة بعد رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو قبل أربع سنوات.
وتحول بنزيمة إلى هداف لا يرحم أمام المرمى دون أن يفقد قدرته على الرجوع للخلف والمساعدة في بناء الهجمات من مناطق أعمق. وسجل بنزيمة 35 في المائة من أهداف الريال (73 في الدوري هذا الموسم)، كما قدم 11 تمريرة حاسمة، مواصلاً التطور والتحسن خلال آخر ثلاث سنوات.
ومن دون رونالدو، أصبح بنزيمة هداف الريال بجميع المسابقات برصيد 30 هدفاً بجانب 11 تمريرة حاسمة في موسم 2018 - 2019، ثم أحرز 27 هدفاً وقدم 11 تمريرة حاسمة في 2019 - 2020، ثم سجل 30 هدفاً بجانب تسع تمريرات حاسمة بموسم 2020 - 2021 الذي لم ينتهِ بعد. وفجر بنزيمة كل طاقاته هذا الموسم، الأفضل في مسيرته، إذ أحرز 42 هدفاً في 42 مباراة بجميع المسابقات، أي أكثر من ضعفي ما سجله أي لاعب آخر بالدرجة الأولى في إسبانيا. وفي الدوري الإسباني، أحرز بنزيمة أهدافاً مؤثرة في 18 مباراة وساعد الريال في حصد 43 نقطة من إجمالي 81؛ سواء بافتتاح التسجيل أو بتأكيد الانتصارات.
وكان بنزيمة قد تخطى الأسطورة ألفريدو دي ستيفانو (308 أهداف) في وقت سابق هذا الموسم في قائمة الهدافين التاريخيين للنادي، ويحتاج الآن إلى ثلاثة أهداف لاجتياز راؤول غونزاليس (323 هدفاً) بالمركز الثاني، فيما يحتل رونالدو الصدارة (450 هدفاً).
وخاض بنزيمة رحلة طويلة مع الريال تمتد 13 موسماً توج فيها بدوري أبطال أوروبا أربع مرات، وبالدوري الإسباني أربع مرات وبكأس العالم للأندية أربع مرات، بجانب ثلاثة ألقاب لكأس السوبر الأوروبية وكأس الملك مرتين وكأس السوبر الإسبانية أربع مرات، رغم الانتقادات التي طالته في بداية الرحلة سواء لعدم ثبات المستوى أو لقلة الالتزام.
وبالعودة إلى 2010، استخدم مدرب الريال آنذاك البرتغالي جوزيه مورينيو استعارة للتعبير عن شعوره إزاء بنزيمة، قائلاً: «سأذهب للصيد بقط لأنني لا أملك كلباً». وارتبط لقب «القط» ببنزيمة الذي يتوهج الآن مع الريال ومنتخب فرنسا أيضاً الذي عاد إليه العام الماضي بعد غياب ست سنوات.
وبعد فضيحة ابتزاز وتعليق بشأن رضوخ ديدييه ديشامب مدرب فرنسا «أمام ضغط الجانب العنصري من فرنسا» حين استبعد المهاجم، المسلم من جذور جزائرية، من تشكيلة بطولة أوروبا 2016، تعرض للإقصاء من الساحة الدولية.
وعاد بنزيمة للتسجيل مع منتخب بلاده كما يفعل في النادي، وسيكون من الصعب جداً تجنب التصويت له لنيل جائزة أفضل لاعب في العالم أخيراً. وربما يدين الريال كثيراً بالفضل لبنزيمة في قلب الأمور لصالحه خلال مباريات صعبة ومصيرية، كما كان الحال عندما أحرز ثلاثية قادت فريقه لانتفاضة أمام باريس سان جيرمان، ليحول التأخر بهدف إلى فوز 3 - 1 ليتأهل لدور الثمانية بدوري أبطال أوروبا عقب التفوق 3 - 2 في النتيجة الإجمالية.
وبعدها تألق في الدور التالي وسجل ثلاثية أخرى أمام تشيلسي الإنجليزي في معقل الأخير بملعب «ستامفورد بريدج»، وعاد وسجل الهدف الحاسم في ليلة حبست الأنفاس بملعب برنابيو إياباً، ليقود الفريق المدريدي إلى المربع الذهبي.وعقب ثنائية في ذهاب قبل النهائي أمام مانشستر سيتي، تخطى بنزيمة البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ في قائمة هدافي دوري الأبطال هذا الموسم برصيد 14 هدفاً في عشر مباريات، وما زال موسمه لم ينتهِ بعد.
وفي عام عانى خلاله برشلونة وحامل اللقب أتلتيكو مدريد من عدم الاستقرار، كانت أكبر مميزات فريق المدرب كارلو أنشيلوتي (المدرب الوحيد الذي يحقق لقب البطولات الأوروبية الخمس الكبرى) أنه تعامل ببساطة واعتمد على المهارات الفردية ومتسلحاً بالمثابرة والإصرار.
وقال أنشيلوتي في الملعب عقب التتويج: «كان لدينا كثير من المشاعر ونحن نخوض هذا التحدي، الموسم كان مذهلاً. كثير من التماسك. يجب أن أشكر اللاعبين على عملهم وسلوكهم. يملأني الفخر بالفوز بألقاب الدوريات الخمسة الكبرى الأوروبية. يمكنني أن أقول إنني أحب ما أفعله. أريد الاستمرار في التتويج بالألقاب مع الريال».
واحتاج المدرب الإيطالي إلى صبر للتعامل مع غرفة ملابس مليئة بلاعبين مخضرمين بدا أنهم فقدوا بريقهم وبمواهب صاعدة لم تصل بعد إلى النضج. وبعد بداية بطيئة للموسم، اكتسب الفريق الزخم بمرور الوقت وبنى أنشيلوتي فريقاً دفاعياً يطمح لاستغلال الهجمات المرتدة بسلاح المتألق بنزيمة والجناح البرازيلي الخارق فينيسيوس جونيور (21 عاماً)، ومن خلفهم قائد خط الوسط الكرواتي المخضرم لوكا مودريتش (36 عاماً)، الذي قاوم سنه ولعب دوراً مؤثراً في ترجيح كفة فريقه هذا الموسم. كما كان للحارس البلجيكي العملاق تيبو كورتوا دور كبير في التتويج بصموده في المواعيد الكبرى وإنقاذ فرص خطيرة كانت من الممكن أن تقلب الأمور.
ولا يمكن أيضاً نكران دور المدافع المخضرم والقائد البرازيلي مارسيلو الذي بات أكثر اللاعبين تتويجاً بألقاب في النادي الملكي الذي يمتد تاريخه 120 عاماً بإحرازه لقبه الـ24 مع الريال ليتخطى الأسطورة خينتو.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بنزيمة ينهي أحلام باريس ونجومه ويمنح ريال مدريد التأهل
بنزيمة يحقّق فوز ريال مدريد على تشيلسي بضربة رأس في الوقت الإضافي
أرسل تعليقك