في 2008 وبالتحديد خلال شهر أبريل سافر تشيكي بيجيريستين المدير الرياضي لنادي برشلونة في ذلك الوقت لمشاهدة موهبة ليون الفذة اللاعب الشاب كريم بنزيمة، الفريق الكتالوني كان مهتما للغاية بضمه.
برشلونة كان يبحث عن مهاجم شاب متميز بإمكانه أن يكتب التاريخ بجانب جيل جديد يدربه جوسيب غوارديولا مدرب الفريق في ذلك الوقت.
سأل برشلونة حسب تقرير في صحيفة "ليكيب" في ذلك الوقت ورد جيان ميشيل أولاس رئيس النادي على الفريق الكتالوني أن سعره يقدر بـ30 مليون يورو.
كتبت صحيفة "آس" في مايو 2008 أن كل من برشلونة وليون قد توصلا إلى اتفاق بموجبه ينتقل بنزيمة إلى الفريق الكتالوني بعد الاتفاق على السعر وبنود الصفقة.
وصرح بنزيمة لصحيفة "موندو ديبورتيفو" في ذلك الوقت :"أتمنى أن ألعب لبرشلونة يوما ما".
بعد ذلك وقبل أيام من إتمام الصفقة قالت صحيفة "آس" تراجع برشلونة عن فكرة ضم بنزيمة خوفا من تكرار ما حدث مع ريال مدريد ومواطنه نيكولاس أنيلكا في موسم 1999-2000، وما ساهم أكثر في صرف الفريق الكتالوني نظره عن اللاعب هم أصدقائه والذين ورطوه فيما بعد في قضية ابتزاز.
أنيلكا لعب موسما وحيدا لريال مدريد بعد أن ضمه الملكي بمبلغ 22.3 مليون جنيه إسترليني، وفشل في تسجيل أي هدف في أول 5 أشهر له في النادي ليعود إلى باريس سان جيرمان مرة أخرى.
مضى عام وحيد واهتم ريال مدريد بضم اللاعب، سرعان ما قام فلورينتينو بيريز رئيس النادي الملكي بضم اللاعب بمبلغ 35 مليون يورو من ليون أكثر بـ5 ملايين من برشلونة.
أموال ريال مدريد لم تذهب سدى، فالنجم الفرنسي سجل 172 هدفا في 337 مباراة لعبها حتى الآن مع الملكي وصنع 97 هدفا أخرين، مع ليون بنزيما سجل 59 هدفا في 140 مباراة وصنع 26 أخرين.
داخل الملعب بنزيمة يمتلك الإمكانيات ولكن خارجه المشاكل تطارده لا شك في ذلك، ومشكلته دائما في تفكيره.
أحد جيرانه صرح في وقت سابق لصحيفة "ليكيب" :"عقل بنزيمة في قدمه وليس في رأسه داخل الملعب فقط لكن خارجه لا عقل".
وأضاف "بنزيمة يفكر في نفسه فقط ولا يفعل أي شيء من أجل رفاقه القدامى ومجتمعه الذي عاش به، إنه شخص أناني".
كتب الكاتب لوكا كايولي في كتابه عن بنزيمة "إن كريم واحد من 9 أطفال، وكطفل لم يتوقف أبدا عن لعب كرة القدم حتى في منزله، انضم لنادي برون حينما كان في الثامنة من عمره".
روبرت فاليتي مدربه في الفريق الرديف قال عنه "لقد كان بنزيمة شابا يفتقر للثقة وخجولا، كان من الممكن وبكل سهولة أن يختفي، إنه لم يسلط الضوء على نفسه أبدا، يظل في المجموعة ودائما أحبوه ولم يخلق مشاكل معهم، المشكلة دائما كانت بعيدا عن الملعب حينما يختلط بأصدقائه".
بخصوص المشاكل خارج الملعب، فبنزيمة صديق وفي للغاية، يمتلك صديقا يدعى زيناتي دائما ما يورطه في المشاكل خارج الملعب إلى أن تم حبسه ثم تمكن بنزيمة مجددا من إنقاذه وجلب وظيفة له يتقاضى بموجبها 4000 يورو في الشهر ليعمل في شركة تحمي حقوق صورة بنزيمة تم تأسيسها في 2008.
لم يمنع ذلك زيناتي من توريط بنزيمة في المشاكل وفي يوليو 2015 ورطه في قضية ابتزاز ماثيو فالبوينا الشهيرة، ولكنه نفى تلك التهمة.
وصرح نويل لو جرايت رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم عن تلك الحادثة قائلا "فالبوينا شخص استثنائي، وهناك بنزيمة، ولد في منطقة صعبة ولم يغير أصدقائه أبدا وتلك مشكلة، وبكل وضوح إنه يحتفظ بأصدقائه القدامى السيئين".
المشاكل طاردت بنزيمة وبكل تأكيد ما يحدث خارج الملعب أصدائه ستدخل المستطيل الأخضر وتؤثر على أدائك خاصة وأنه من الواضح أن وكيل اللاعب لا يقدم له النصح المطلوب وهذا ما أبرزته صحيفة "ليكيب" أكثر من مرة مستشهدة بنموذج خورخي مينديز وكريستيانو رونالدو.
ما يجعل كلمات الصحيفة الفرنسية أقرب للصدق هي الحادثة الشهيرة في كأس العالم 2014 بعد خروج فرنسا أمام ألمانيا في ربع نهائي البطولة، إذ أن هناك 3 صحفيين هددوا وتم الاعتداء عليهم بواسطة وكيل بنزيمة وصديق للاعب، وذلك لأنهم كتبوا تقارير عن سوء مستوى الدولي الفرنسي في البطولة.
تتوالى المشاكل دوما كريم بنزيمة يتصدر عناوين الصحف مرتين، مرة من أجل تألقه إن حدث في لحظات تجلي بعيدة عن المشاكل، لكن إن تورط مع أصدقاء السوء فلن نشاهد أي شيء منه مثلما حدث له في بطولة يورو 2016 وتم استبعاده بسببهم.
أرسل تعليقك