انتهى الموسم الأوروبي لفريق ليفربول الإنجليزي مبكراً، بعدما كان يُبشر بأن يكون واحداً من أعظم المواسم على الإطلاق لأي نادٍ في تاريخ كرة القدم.
لكن من كان يظن أن ينتهي موسم ليفربول بهذه الطريقة؟
لقد ودع ليفربول دوري أبطال أوروبا من دور الستة عشر، بعد الخسارة على ملعبه (آنفيلد) أمام أتلتيكو مدريد بـ3 أهداف مقابل هدفين، وكان قد خسر في مباراة الذهاب على ملعب «واندا ميترو بوليتانو» في العاصمة الإسبانية بهدف دون رد.
كان ليفربول متقدماً بهدفين دون رد، وهو ما يعني تأهله لدور الثمانية، لكن حارس مرماه (أدريان) ارتكب خطأ قاتلاً عندما شتت الكرة بطريقة خاطئة، لتصل للاعبي أتلتيكو مدريد الذين سجلوا الهدف الأول، وهو الأمر الذي أحبط الفريق الإنجليزي، وساهم في رفع معنويات لاعبي الفريق الإسباني الذين استغلوا الأمر جيداً، وسجلوا هدفين بعد ذلك. وبالتالي، انتهى موسم ليفربول بطريقة لم يكن يتوقعها أحد.
وقد أثبتت الخسارة أمام أتلتيكو مدريد أنه لا يوجد شيء مضمون في عالم كرة القدم، لكن الشيء المؤكد أيضاً أن هذه الخسارة لا تعني النهاية بالنسبة لليفربول.
فمن المؤكد كذلك أن ليفربول قد قدم موسماً جيداً للغاية، وأنه يشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب انتهاء الموسم بهذه الطريقة، وخروجه من دوري أبطال أوروبا الذي وصل إلى المباراة النهائية له خلال آخر عامين، وفاز بلقبه الموسم الماضي.
وسوف يحتفل ليفربول بفوزه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة منذ 30 عاماً، لكنه يدرك في الوقت نفسه أنه كان قادراً تماماً على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، خاصة أن النسخة الحالية أضعف من المعتاد بسبب هبوط مستوى كثير من الأندية الكبرى.
لقد أثبتت مباراة ليفربول أمام أتلتيكو مدريد أنه يمكن لأي فريق أن يلعب مباراة رائعة للغاية، ويخسر في نهاية المطاف، وأنه يمكن لفريق رائع يمتلك مديراً فنياً من الطراز العالمي، ويتبع فلسفة فعالة، أن يخسر، لأن هذه هي كرة القدم، ولا يمكن لأي فريق مهما كانت قوته أن يحقق الفوز دائماً.
وقد أثبتت هذه المباراة أيضاً أنه يمكن لفريق أن يعتمد على النواحي الدفاعية بشكل كامل، ورغم ذلك ترى الحظ يقف بجانبه، ويساعده على التأهل للدور التالي، وأعني بذلك أتلتيكو مدريد بكل تأكيد.
وفي الإطار نفسه، يجب أن نشير إلى أن قاعدة احتساب الهدف الذي يحرزه الفريق خارج ملعبه بهدفين، في حال التعادل، هي قاعدة ظالمة تعسفية يجب إلغائها.
ومن الممكن أيضاً أن نحتفل بالمستوى الرائع الذي وصل إليه ليفربول، وبذكاء النادي الكبير في استغلال موارده، مع التشكيك في الهياكل المالية التي تسمح لأحد الأندية في الدوري الإنجليزي الممتاز بالحصول على أكثر من 95 نقطة في الموسم. ومن الممكن أيضاً أن نرى مرحلة خروج المغلوب في دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم تضم مجموعة من الأندية التي لم تفز من قبل بلقب البطولة.
وهذه هي النقطة التي تجعل النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا أسهل كثيراً من السنوات الماضية. فباستثناء نادي بايرن ميونيخ الألماني -الذي سيلعب أيضاً من دون مهاجمه المصاب روبرت ليفاندوفسكي لأسبوعين أو 3 أسابيع أخرى- لا يقدم أي ناد من الأندية الكبرى مستويات جيدة.
وبالتالي، يعني ذلك أن النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا قد تكون الأضعف خلال عقد من الزمان على الأقل، فالأندية العملاقة لم تعد بالقوة نفسها التي كانت عليها خلال المواسم السابقة. وقد يتمكن باريس سان جيرمان أو مانشستر سيتي، أو أي نادٍ آخر، من الفوز باللقب لأول مرة في تاريخه هذا الموسم، وهو الأمر الذي قد يعني فوز فريق لم يسبق له الحصول على لقب البطولة من قبل، لأول مرة منذ حصول تشيلسي على اللقب.
لقد أصبحت الخيارات متاحة أمام جميع الأندية، بما في ذلك الأندية التي لم يسبق لها الحصول على اللقب، بالشكل الذي حدث في موسم 2003-2004، عندما فاز بورتو البرتغالي، بقيادة جوزيه مورينيو، بلقب البطولة.
وفي بداية الموسم، كان جمهور ليفربول يرغب في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، الغائب عن الريدز منذ 30 عاماً كاملة، على حساب أي شيء آخر، وتحت أي ظرف من الظروف.
ولا يزال من الممكن حصول ليفربول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بعدد قياسي من النقاط، إذ إن فوز الفريق في 6 مباريات من المباريات التسع الأخيرة يعني حصوله على 100 نقطة، ومعادلة الرقم القياسي المسجل باسم مانشستر سيتي في موسم 2017-2018. ومع ذلك، لن يكون لدى الفريق أي شيء آخر يلعب من أجله خلال الشهرين الأخيرين من الموسم. إننا لا نقلل من حجم الإنجاز الذي حققه الفريق، أو تفوقه الساحق على المستوى المحلي، لكن الحقيقة هي أن موسم الفريق سوف ينتهي بشكل غريب للغاية، بعدما خرج من جميع المسابقات الأخرى، ولم يعد أمامه سوى المباريات المتبقية من الدوري الإنجليزي الممتاز.
ولا يمكن إنكار الحقيقة الواضحة وضوح الشمس، المتمثلة في أن مستوى ليفربول قد تراجع كثيراً خلال الفترة الأخيرة، ليس فقط منذ العودة من فترة التوقف الشتوية، ولكن منذ بداية العام الجديد، رغم أن الفريق كان يواصل تحقيق الانتصارات. لكن يجب الإشارة إلى أنه ربما كان من المستحيل أن يواصل الفريق تقديم المستويات الاستثنائية نفسها التي كان يقدمها منذ الخريف الماضي حتى نهاية الموسم الحالي.
ومع ذلك، فقد قدم ليفربول مستويات رائعة للغاية أمام أتلتيكو مدريد، خاصة خلال الشوط الثاني، لا تقل بأي حال من الأحوال عن المستوى المميز الذي كان يقدمه منذ الفوز على ليستر سيتي، حيث تميز أداء الفريق بالسرعة الشديدة، والقدرة على اختراق دفاعات الفريق الإسباني، وخلق كثير من الفرص المحققة، وهي الأمور التي كان يقدمها الفريق عندما كان في قمة مستواه.
وعندما نتطرق للخوض في تفاصيل تلك المباراة، يتعين علينا أن نشير إلى أن ظهيري الجنب -روبرتسون وألكسندر أرنولد- كانا أقل في النواحي الدفاعية، لكنهما على أي حال كانا يتسمان بالمرونة والسرعة.
وقدم أوبلاك، حارس مرمى أتلتيكو مدريد، أداءً استثنائياً، لكن لا يجب أن ننسى الكرة التي سددها أندي روبرتسون برأسه بكل قوة، والتي اصطدمت في العارضة، والفرصتين اللتين أهدرهما روبرتو فيرمينو بشكل غريب أمام المرمى، ناهيك بالطبع من الخطأ القاتل الذي ارتكبه أدريان، والذي أثبت للجميع أن غياب أليسون بيكر كان مؤثراً للغاية، وربما كان السبب الرئيسي في خروج الفريق من دوري أبطال أوروبا.
ومع ذلك، فإن إلقاء اللوم بالكامل على أدريان سيكون ظلماً وتضليلاً، لأن مثل هذه المباريات في الأدوار الإقصائية تتوقف نتيجتها إلى حد كبير على نتيجة المباراة الأولى، وهي المباراة التي خسرها ليفربول بهدف دون رد، وهو الأمر الذي عقد حسابات الريدز كثيراً، وقلل من فرص تأهلهم، بسبب احتمال تسجيل الفريق الإسباني لهدف خارج ملعبه، يحتسب بهدفين في حالة التعادل، وفقاً للقاعدة المعمول بها حالياً.
لقد قدم ليفربول ما هو مطلوب منه تماماً، وربما أكثر، على ملعب «آنفيلد»، لكن الهزيمة التي منى بها في مدريد هي التي حسمت الأمور إلى حد كبير منذ البداية.وعلى أي حال، فهذه هي طبيعة الأدوار الإقصائية التي كثيراً ما تشهد خسارة الفرق الجيدة، حتى عندما تلعب بشكل جيد. لكن هذا لا ينفي حقيقة أن الفريق الحالي لليفربول هو واحد من أفضل الفرق في العالم، وأن هذا الموسم هو أحد المواسم التي لا تنسى في تاريخ ليفربول.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
إيقاف دوري أبطال أوروبا و"اليورباليغ" رسميًا بسبب "كورونا"
المدير الفني لايبزيغ الألماني يدخل تاريخ دوري أبطال أوروبا من أوسع الأبواب
أرسل تعليقك