أيام قليلة ويعود الدوري الإنجليزي من جديد إلى النور بعد 3 أشهر من التوقف بسبب أزمة فيروس كورونا، حيث ستكون البداية في السابع عشر من الشهر الجاري. تغير المشهد كثيرا منذ مارس، الأندية رحبت بعودة لاعبيها الذين أصيبوا بالفيروس، وأتيحت الفرصة لأخرى من أجل إعادة تجميع صفوفها، وكان على ليفربول أن يتصالح مع فكرة احتفاله بأقل قدر ممكن في ما لو فاز باللقب. وهناك العديد من الفائزين والخاسرين بعد خروج الفرق من الحجر والإغلاق الذي فرضته السلطات طيلة فترة التوقف.
شفاء نجوم توتنهام ويونايتد
عندما رأينا البرتغالي جوزيه مورينيو لآخر مرة في أرض الملعب، اعترف مدرب توتنهام وقتها بأنه يتمنى لو أنه يمكنه الانتقال مباشرة إلى الموسم المقبل. في ذلك الوقت، كان الفريق اللندني قد فشل بتحقيق الفوز في آخر ست مباريات له في جميع المسابقات، ما أدى إلى خروجه من دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي، وتراجعه بفارق سبع نقاط عن المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل. ومع ذلك، لم يستفد أي مدرب من فترة التوقف التي دامت لثلاثة أشهر أكثر من مورينيو، حيث سيعود لصفوف توتنهام صاحب المركز الثامن (برصيد 41 نقطة)، قائده وهدافه هاري كين ونجمه الكوري الجنوبي سون هيونج-مين والهولندي ستيفن بيرجوين والأرجنتيني إريك لاميلا والفرنسي موسى سيسوكو بعد استعادتهم لياقتهم البدنية.
وينبغي أن يشكل ذلك الدفعة المثالية للفريق في السباق نحو التأهل لدوري أبطال أوروبا، خاصة مع مباراة أولى حاسمة مع عودة المنافسات ضد أحد منافسيه على بلوغ نفس الهدف مانشستر يونايتد. وكان يونايتد صاحب المركز الخامس (45 نقطة) بفارق أربع نقاط عن توتنهام، محبطا من توقف المنافسات كونه كان في فترة مميزة وقتها إذ حقق ثمانية انتصارات وثلاثة تعادلات في اخر 11 مباراة، عدا عن كونه قطع ثلاثة أرباع المسافة نحو الدور ربع النهائي للدوري الأوروبي بفوزه خارج أرضه على لاسك النمسوي بخماسية نظيفة في ذهاب ثمن النهائي.
وكان لتعاقد الشياطين الحمر في فترة الانتقالات الشتوية مع البرتغالي برونو فرنانديز الوافد الجيد على الفريق، إذ ساهم بشكل فعال في رفع مستوى يونايتد في المباريات التسع التي خاضها في جميع المسابقات. والأهم من ذلك هو عودة مهاجم منتخب إنجلترا ماركوس راشفورد من الإصابة وكذلك لاعب الوسط الفرنسي بول بوجبا، لاسيما أن الخصم التالي بعد توتنهام سيكون منافسا آخر لديها الأهداف نفسها، وهو شيفيلد يونايتد صاحب المركز السابع (43 نقطة).
صراع الفرق المهددة
ركزت الأندية المعنية بصراع الهروب من الهبوط إلى الدرجة الأولى (تشامبيونشيب) على مسألة الحفاظ على الذات، مع تحذيرات متكررة بخصوص الصحة المالية على المدى الطويل. واتفقت الأندية التي تواجه خطر مغادرة الـبريميرليج، على نقاط عدة كالجدال حول كيفية انهاء الموسم في حالة ما إذا كان لا بد من إلغائه، الشكوى من احتمال اللعب في ملاعب محايدة، والتذمر أنه من المبكر استئناف الموسم في ظل كوفيد-19. سيكون برايتون أحد الفرق المهددة بالهبوط (المركز الخامس عشر برصيد 29 نقطة) تحت ضغط هائل، بعد أن عارض بصوت عال جدا اللعب على ملاعب محايدة.
وفشل برايتون منذ بدء 2020 في تحقيق أي فوز في عشر مباريات خاضها ضمن جميع المسابقات، وسيكون عليه مواجهة أربعة فرق كبيرة في مبارياته التسع المتبقية في البطولة، وهي: آرسنال، مانشستر يونايتد، ليفربول ومانشستر سيتي. كذلك كان واتفورد من بين المنتقدين لاقتراح إقامة المباريات في الملاعب المحايدة، ومهمته لا تبدو سهلة للبقاء في الدوري الممتاز إذ يحتل المركز السابع عشر برصيد 27 نقطة بالتساوي مع بورنموث صاحب أول مراكز الهبوط.
وسيواجه واتفورد مباريات صعبة في الأمتار الأخيرة من الموسم ضد ليستر سيتي وتشلسي ومانشستر سيتي وآرسنال، لكن الحظ أسعفه إلى حد ما لأنه يلعب في المقابل على أرضه مباريات ضد فرق في متناوله مثل ساوثمبتون، نوريتش سيتي ونيوكاسل يونايتد. بدوره يبدو أستون فيلا وصيف القاع، الذي عانى من أربع هزائم متتالية في الدوري قبل التعليق، قد استفاد من إيقاف المنافسات لإعادة تجميع صفوفه في وقت كان فيه يواجه خطر الانهيار. فيما يأمل بورنموث الثامن عشر أن تشكل العودة انطلاقة جديدة له تخرجه من معمعة الهبوط.
لقب ليفربول المنتظر
بدلا من الاحتفال بلقب وشيك طال انتظاره لمدة ثلاثين عاما مع المشجعين بصخب، سيكون على ليفربول الاكتفاء برفع كأس بطولة إنجلترا في ملعب فارغ نتيجة ما يفرضه بروتوكول العودة. ويتصدر ليفربول ترتيب البطولة بفارق 25 نقطة أمام مطارده المباشر مانشستر سيتي، ويحتاج إلى فوزين من مبارياته التسع المتبقية لإحراز لقبه الأول منذ ثلاثة عقود والتاسع عشر في تاريخه، بغض النظر عن نتائج رجال المدرب الإسباني بيب جوارديولا في المراحل المتبقية. لكنه قد يتوّج باللقب في حال تغلبه على إيفرتون في دربي ميرسيسايد في أولى مباريات الاستئناف وخسارة سيتي مباراته المؤجلة من المرحلة الثامنة والعشرين أمام ضيفه آرسنال والمقررة الأربعاء. وقد يضطر ليفربول إلى تأخير موكبه الاحتفالي مع كأس البطولة حتى العام المقبل بسبب قواعد التباعد الاجتماعي، ما يعتبر ضربة أخرى.
لا عجب أن مهاجم أرسنال السابق الن سميث، الذي فاز باللقب على ملعب أنفيلد مع الجانرز في المرحلة الأخيرة من موسم 1988-1989، قال (إذا توّج ليفربول في نهاية المطاف، فسوف يكون ذلك محبط كثيرا. لا يسعني سوى الشعور بالاسف حيال (السنغالي) ساديو ماني، و(المصري) محمد صلاح و(الهولندي) فرجيل فان دايك، ولكل من يستحق كل الاشادة على هذا المجهود الرائع).
قد يهمك ايضـــًا :
أندية الدوري الإنجليزي توافق على "بروتوكولات أيام المباريات"
خسائر مالية ضخمة لأندية الدوري الإنجليزي قبل أزمة كورونا
أرسل تعليقك