بعدما حفلت فعاليات دور الثمانية بالمفاجآت والحماس والندية ، تتطلع الفرق المتأهلة للمربع الذهبي في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بترقب شديد قرعة الدور قبل النهائي والتي تجرى غدا الجمعة.
وأسفرت فعاليات دور الثمانية للبطولة عن سقوط اثنين من أقوى المرشحين للمنافسة على اللقب وهما برشلونة الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي كما ودع يوفنتوس الإيطالي البطولة من هذا الدور علما بأنه وصل لنهائي البطولة في الموسم الماضي.
وأفلت ريال مدريد الإسباني بصعوبة بالغة من مفاجآت دور الثمانية ورافق بايرن ميونخ الألماني وروما الإيطالي وليفربول الإنجليزي إلى المربع الذهبي.
وأسفرت فعاليات دور الثمانية أيضا عن عدة نقاط جديرة بالاحترام والمناقشة قبل قرعة المربع الذهبي غدا.
ولم يكن غريبا أن يشق الريال طريقه إلى المربع الذهبي في رحلة الدفاع عن اللقب كما لم تكن عودة بايرن ، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب الدوري الألماني (بوندسليجا) ، إلى المربع الذهبي لدوري الأبطال أمرا غريبا.
فيما كان بلوغ روما وليفربول إلى هذا الدور مفاجأة كبيرة في ظل وصولهما على حساب اثنين من أبرز المرشحين للقب وهما برشلونة ومانشستر سيتي اللذين يقتربان من حسم اللقب في بطولتي الدوري الإسباني والإنجليزي على الترتيب.
وسبق لليفربول وروما أن التقيا في نهائي البطولة عام 1984 عندما فاز ليفربول على روما في عقر داره بالاستاد الأولمبي للعاصمة الإيطالية.
كما يشهد تاريخ دوري الأبطال على العديد من الصولات والجولات للريال وبايرن وليفربول الذين يجمعون فيما بينهم 22 لقبا سابقا للبطولة بواقع 12 لقبا للريال وخمسة ألقاب لكل من بايرن وليفربول.
وكان روما هو صاحب المفاجأة الأكبر في دور الثمانية حيث خسر 1 / 4 على ملعب برشلونة ذهابا وساد الاعتقاد لدى معظم المتابعين للبطولة بأن المواجهة حسمت تماما ولكن الفريق الإيطالي باغت ضيفه الكتالوني في مباراة الإياب بروما أمس الأول وخطف فوزا حاسما 3 / صفر لينتزع بطاقة التأهل للمربع الذهبي.
وجاء تأهل ليفربول بجدارة وبشكل مثير للغاية أيضا حيث فاز على مانشستر سيتي 5 / 1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
وكان الريال قريبا من السقوط أيضا في دور الثمانية رغم فوزه 3 / صفر على يوفنتوس في عقر داره ذهابا حيث قدم يوفنتوس 3 / صفر في مباراة الإياب أمس الأربعاء على ملعب الريال قبل أن يحرز البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم الريال هدف الإنقاذ في الوقت القاتل من ضربة جزاء مثيرة للجدل في الوقت بدل الضائع للمباراة ليقود الريال إلى المربع الذهبي بالفوز 4 / 3 في مجموع المباراتين.
ويخوض الريال فعاليات المربع الذهبي للموسم الثامن على التوالي ويطمح إلى الفوز باللقب للموسم الثالث على التوالي فيما يخوض بايرن المربع الذهبي للبطولة للمرة السادسة في آخر سبعة مواسم.
وكانت المرة الوحيدة في هذه المواسم السبعة التي ودع فيها بايرن قبل المربع الذهبي عندما سقط أمام الريال في دور الثمانية للبطولة بالموسم الماضي.
ويأمل الفريقان الآن ألا توقعهما القرعة سويا في المربع الذهبي وأن يستكملا الطريق إلى النهائي الذي يقام في العاصمة الأوكرانية كييف يوم 26 أيار/مايو المقبل.
ولكن يوب هاينكس المدير الفني لبايرن أكد أن المواجهة مع أي فريق في المربع الذهبي ستكون في غاية الصعوبة.
وقال هاينكس : "هناك ثلاثة منافسين محتملين وجميعهم يتمتعون بأعلى المستويات" مشيرا إلى أنه لا يفضل أي فريق على الآخرين.
وقال توماس مولر نجم بايرن : "نتائج دور الثمانية كانت مجنونة. لم يعد هناك فريق مرشح بقوة على الآخرين في الأدوار النهائية لدوري الأبطال".
وأحرز بايرن أحدث ألقابه الخمسة في تاريخ مشاركاته بدوري الأبطال عام 2013 بعد التغلب على بوروسيا دورتموند في نهائي ألماني خالص.
وكان هذا الفوز لبايرن بقيادة هاينكس بالذات والذي عاد في تشرين أول/أكتوبر الماضي لقيادة الفريق في ولاية رابعة له مع النادي البافاري فيما كان مدرب دورتموند فذ 2013 هو يورجن كلوب الذي يتولى تدريب ليفربول حاليا والذي قاد الفريق للمربع الذهبي للمرة الأولى في آخر عقد من الزمان.
ولكن كلوب لا يستطيع بالتأكيد أن يضع ليفربول على قدم المساوة مع بايرن والريال فيما يتعلق بترشيحات الفوز باللقب أو بقدرة الفريق على الفوز على أي منافس في المربع الذهبي للبطولة التي أحرز أحدث ألقابه الخمسة فيها عام 2005 .
كما سيكون على كلوب وفريقه توخي الحذر في مواجهة روما الذي قلب الطاولة ببراعة على برشلونة.
وإذا أوقعت القرعة روما في مواجهة ليفربول بالمربع الذهبي ، ستكون مواجهة ذات طابع خاص بالنسبة للنجم المصري الدولي محمد صلاح لاعب ليفربول الذي سجل 39 هدفا للفريق حتى الآن في مختلف المسابقات هذا الموسم بعدما انتقل إليه في صيف 2017 قادما من روما.
وجاء تأهل روما إلى المربع الذهبي ليمنح الكرة الإيطالية نصيبا في المربع الذهبي لدوري الأبطال هذا الموسم بعدما تسببت ضربة جزاء في حسم مواجهة الأمس لصالح الريال في مواجهة يوفنتوس.
ومع احتساب الحكم الإنجليزي مايكل أوليفر لضربة الجزاء ، لم يستطع المخضرم جانلويجي بوفون حارس مرمى يوفنتوس السيطرة على نفسه واعترض على قرار الحكم الذي قد يحرم يوفنتوس من الوصول بالمباراة إلى الوقت الإضافي فلم يتردد الحكم في طرد الحارس المخضرم.
وبالفعل ، سجل رونالدو هدف الإنقاذ من ضربة الجزاء ليمنع وصول المباراة إلى الوقت الإضافي.
ولم يخفف بوفون /40 عاما/ من انتقاداته بعد انتهاء المباراة التي قد تصبح الأخيرة له في تاريخ دوري الأبطال.
وقال بوفون : "الفريق بذل كل ما بوسعه... ولكن ما من إنسان يستطيع أن يدمر أحلام فريق بهذا الشكل بعد مباراة شهدت عودة وانتفاضة بهذه القوة والروعة".
وأبدى الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني للريال بعض التعاطف مع بوفون الذي نال بطاقة حمراء في مباراة الوداع له ببطولة دوري الأبطال علما بأنها كانت أول حالة طرد لبوفون في تاريخ مشاركاته بالبطولة.
ويأتي تعاطف زيدان لأنه مر بنفس الموقف من قبل حيث ودع النجم السابق مسيرته الرياضية بالطرد أيضا في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2006 بألمانيا وذلك بعدما "نطح" صدر اللاعب الإيطالي ماركو ماتيراتسي عندما كان بوفون حارسا لمرمى المنتخب الإيطالي (الآزوري) في هذه المباراة أمام المنتخب الفرنسي.
وقال زيدان : "لا أعتقد أن بوفون استحق الطرد بهذه الطريقة ، ولكن لا تراجع في هذا الأمر الآن".
أرسل تعليقك