الرياض - محمد صبحي
انتهى عمليًا موسم النصر، وأصبحت مبارياته المتبقية مجرد تحصيل حاصل، حيث يحتل الفريق المركز الرابع ويبتعد بفارق 15 نقطة عن الهلال المتصدر، قبل 5 جولات من النهاية، كما ودَّع الفريق كأس خادم الحرمين الشريفين من ربع النهائي بالخسارة أمام الباطن بهدف نظيف، وأصبح النصر يمثِّل لغزًا لعشاقه، وفُتح ملف النصر مع النجم الدولي "النصراوي" السابق، فهد الهريفي، ليشخِّص واقع النصر ويقدم الحلول لأزمته في هذا الحوار.
وقال عن أن النصر خارج الألقاب هذا الموسم إنه يجب أن يعلم الجميع أن كرة القدم منظومة متكاملة، تحقق النتائج الإيجابية إذا عملت هذه المنظومة بشكل متناغم ومنسجم، وللأسف النصر دفع الثمن غاليًا هذا الموسم بسبب تغيير الإدارة، وتغيير المدربين، فكان عدم الاستقرار هو السمة الأساسية وبالتالي غاب النجاح، وللأسف موسم النصر منذ البداية لم يمهد لتحقيق أي شيء، والأعذار جاهزة، ولابد من توافر النية الصادقة لتحقيق النجاح، خاصة بعد فتح المجال أمام الأندية للتعاقد مع 7 أجانب، فيفترض أن يكون 70% من قوام الفريق الأساسي جاهزًا عند المدرب، و على الرغم من ذلك أستطيع القول إن الفريق ليس سيئًا ولكنه كان في حاجة إلى تنظيم أكثر.
وأضاف عن تغيير أربعة مدربين في موسم واحد بأن هذا ما نتحدث عنه، وتولي 4 مدربين في موسم واحد رقم كبير جداً، وكفيل بأن يهدم أي استقرار كان الفريق في حاجة إليه، ومن هنا أوجه رسالة للعرب وللخليجيين بصفة خاصة أن المدرب يمثل 25% من منظومة كرة القدم، والجانب الإداري 10% فقط، وعلى سبيل المثال فإن الكثيرون يشيدون بالأوروجوياني كارينيو، ويرون أنه من أفضل المدربين، لكنه يتعثر مع الشباب الآن لعدم وجود العناصر المناسبة.
وتابع قائلاً :الجماهير عندنا عاطفية جدًا، وتبني أحاكمها على اللاعبين من منظور عاطفي بحت، وتنقل هذا التقييم للإدارات من خلال مطالبتها بالتعاقد أو الإبقاء على لاعب محدد، فمثلاً جماهير النصر تشيد بالبرازيلي برونو أوفيني وتصفه بأنه يمتلك روحاً قتالية، وتغض الطرف عن عيوبه الفنية في التمركز كمدافع، وأستطيع أن أقول لك إن برونو يتحمل مسؤولية نسبة كبيرة من الأهداف التي دخلت مرمى النصر، ويزيد من هذه المشكلة افتقار الأندية للمقيم الفني الحقيقي، الذي يستطيع أن يساعد الإدارة فنيا في اتخاذ قراراتها.
وقال عن تعاقدات الميركاتو : لم أستطع الحكم عليها بصورة جيدة، تكون ظروف الفريق في الدور الثاني من الدوري حالت دون إظهار إمكانيات النجوم الجدد بشكل جيد ، لكني متحفظ على صفقة اللاعب كبانانغا، لأني أعتقد أن النصر في حاجة ماسة فعلاً إلى مهاجم صندوق، يستطيع التعامل مع أنصاف الفرص.
وأضاف بشأن الاستغناء عن جوستافو كونتيروس :كنت ضد هذا القرار، خاصة وأن كونتيروس كان يقدم عملًا جيدًا، لكن النتائج لم تسعفه فضلاً عن عدم وجود البديل المناسب، لأن كيان مثل النصر أكبر من التعاقد مع مدرب لفئة الأولمبي، وهو الكرواتي كورنسلاف يوريسيتش، الذي لم يستطع النجاح في كأس الخليج الأخيرة في الكويت مع المنتخب السعودي، وأنا شخصيًا كان لي عليه ملاحظات فنية كثيرة أثناء كأس الخليج، وبالتالي فهو ليس المدرب المناسب للنصر.
وختم قائلًا عن عودة النصر إلى عصره الذهبي: بداية النصر يملك كفاءات عديدة، ولابد أن تسند لها المهمة، لأن هؤلاء هم القادرون على انتشال الفريق، وما يحتاجه النصر مستقبلاً تغيير شامل للفكر الفني والإداري وسماسرة اختيار اللاعبين الأجانب، وتصفية للكثير من الأسماء.
أرسل تعليقك