الرياض - العرب اليوم
ثمة مشتركات تجمع بين ناديي الاتحاد وبروسيا دورتموند الألماني، منها أنهما عريقان في بلديهما، وضاربان بأطنابهما في عمق التاريخ، ويحملان من الألقاب المحلية والقارية ما يتوجهما ناديين عظيمين، ولديهما قاعدة جماهيرية عريضة؛ إذ يعد دورتموند الأعلى في معدلات الحضور الجماهيري في ألمانيا بل في أوروبا، ومثله الاتحاد في السعودية وآسيا، ويتشاركان في لونيهما “الأصفر والأسود”، ويقتربان في لقبيهما فهناك أسود، وهنا نمور، ويتشابهان حتى في واقعهما المالي؛ إذ مرّ النادي الألماني بأزمات مالية كادت تعصف به، وأصبح غير مرة على حافة الإفلاس، وكاد يسقط للدرجات الدنيا بمديونية ضخمة، ومثله اليوم يعيش الاتحاد.
في العام 2003 سار رجل عجوز متأبطاً يد نجله وهما يحملان لافتة كتب عليها “بروسيا ليس للبيع، النادي ملك لجماهيره”، احتجاحاً على قرار إدارة النادي ببيعه بعدما أغرقه طوفان الديون، وبات مهدداً بالهبوط، فسار خلفهما الآلاف في مسيرة حاشدة جابت شوارع مدينة دورتموند، فاستنهضت تلك التظاهرة إدارة النادي فتراجعت عن القرار بحلول سطحية.
الأزمة عادت من جديد بعد عامين أكثر عمقاً حتى اضطر النادي لبيع اسم ملعبه وأصوله، فكانت الكلمة مرة أخرى لجماهيره التي أخذت القرار بالتدافع لشراء عضوية النادي، وتذاكره الموسمية، وقمصانه وأوشحته، وواصلت الدعم والمؤازرة منذ ذلك العام وحتى اليوم، إذ يسجل نفسه الأعلى في معدلات الحضور الجماهيري متفوقاً على أكبر الأندية الأوروبية كبرشلونة وريال مدريد وبايرن ميونخ ومانشستر يونايتد.
قرار جماهير بروسيا رافقه قرار جريء من الإدارة واللاعبين إذ باعت عقود النجوم منهم واستعاضت عنهم بالشبان الذين تنازلوا عن جزء من عقودهم، ليعود “أسود الفيستيفال” في العام 2011 أبطالاً للدوري الألماني، ويحققوا الكأس في العام الذي يليه ويصلوا لنهائي “التشامبيون ليغ” بعده بعام.
الاتحاد اليوم هو الآخر يحتاج لقرار عاصف من جماهيره الممتدة بامتداد مساحة الوطن بعدما أدار الظهر عنه داعموه، وهي قادرة على معالجة الأزمة، كما فعلت جماهير دورتموند تماماً، وسيساعدها على ذلك أكثر اقتراب نهاية فترة تكليف الإدارة ويستوجب تسجيلها في عضوية النادي لانتخاب إدارة جديدة، ولو سمحت هيئة الرياضة بالتسجيل والتصويت والإيداع البنكي إلكترونيا لاستطاع النادي تحصيل مبلغ ضخم لن يقل عن 100 مليون ريال، فليس مستبعداً تسجيل 100 ألف مشترك بل وأكثر، بواقع ألف ريال لكل عضو، وربما فعلتها جماهير نادي الاتفاق قبل نحو عامين في تجربة أكثر تعقيداً، وقد جنى النادي منها نحو عشرة ملايين في رقم هو الأعلى سعودياً على الإطلاق، ولن ينافسها في ذلك غير مدرج “النمور” أوَ ليسوا هم صناع القرار؟!.
أرسل تعليقك