القاهرة ـ محمد عبد الحميد
انتخب سيباستيان كو (مواليد 29 أيلول/سبتمبر 1956) الأربعاء في بكين رئيسًا جديدًا للاتحاد الدولي لألعاب القوى، ودخل تاريخ رياضة أم الألعاب، من باب كونه أول عدّاء يملك ثلاثة أرقام قياسية عالمية في وقت واحد، هي 800 م والميل و1500 م، فضلًا عن ميدالياته الأولمبية.
وتلقى علومه وتربيته وفق التقاليد الإنكلو-ساكسونية في كنف والده المهندس الذي جعله يزاول سباقات العدو الريفي (الضاحية)، وفي عام 1978 اعتلى كو منصة الفوز للمرة الأولى دوليًا بحلوله ثالثًا في سباق 800 م ضمن بطولة أوروبا. لكن انطلاقته الحقيقية نحو المجد كانت عام 1979، حين حطم الرقم القياسي العالمي مسجلًا 4.42.1 د في 5 تموز/يوليو. وفي 17 منه حسّن رقم الميل مسجلًا 49.3 د. وأكمل موسمه الصيفي الرائع في آب/أغسطس بتحطيم الرقم العالمي ل1500 م (1.32.3 د)، وجاءت الأرقام القياسية الثلاثة في مدى 41 يومًا فقط، وفي عام 1981 سجل كو في ملعب كومونالي في مدينة فلورنسا الإيطالية رقمًا قياسيًا عالميًا في 800 م بلغ 73.41.1 د وظل صامدًا 16 سنة، حتى نسخة الدنماركي الكيني الأصل ويلسون كيبكيتير خلال لقاء كولونيا عام 1997 (11.41.1 د)، بعد عجزه عن الانضمام إلى المنتخب البريطاني لدورة سيول 1988 بسبب نزلة برد وأعلن كو اعتزاله، وكرس نفسه لحياته الزوجية والعائلية في موازاة اهتمامه بالسياسة.
انتخب نائبًا عن حزب المحافظين في مجلس العموم البريطاني عن دائرة فالموث وكامبورن، وبعد خسارته الانتخابات في دورة 1997 عمل مستشارًا شخصيًا لزعيم حزب المحافظين آنذاك وليام هيغ الذي أزيح عن زعامة الحزب لاحقًا.
وأظهر كو براعة في إدارة أعماله وصار العدّاء الأكبر دخلًا بين عدائي المسافات المتوسطة، ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب لورد. ويعود له الفضل الأكبر في فوز لندن باستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية للمرة الثالثة، بعدما تولى رئاسة لجنة الترشح وأعاد حظوظ العاصمة البريطانية من بعيد، ثم ترأس اللجنة المنظمة للألعاب.
واعتبر كو أن من أولوياته إجراء تعديلات على روزنامة ألعاب القوى وجعل اللعبة أكثر جذبًا للشبان وقال في هذا الصدد "بالنسبة إلى كثيرين من عائلة ألعاب القوى، تفتقد روزنامة الألعاب إلى الابتكار والخيال لبناء إثارة وجلب اهتمام أكبر من أنصارها".
وأضاف "يجب أن ننفذ مشاريع جديدة ونقدمها في أفضل طريقة ممكنة إلى العالم في الملاعب وعلى الشاشة وأن نهتم أكثر بإطلاق برنامج "ألعاب القوى في الشوارع".
وأوضح "ألعاب القوى هي أم الألعاب في الدورات الأولمبية وتملك أكبر عدد من الاتحادات الوطنية (214 اتحادًا مقابل 209 للاتحاد الدولي لكرة القدم)، وبالتالي يجب أن نعيد الهيبة إليها ونضعها في المكان الصحيح".
أرسل تعليقك