فروم في 2017 من قمة الإنجاز الرياضي إلى هاوية فضائح المنشطات
آخر تحديث GMT12:58:47
 العرب اليوم -

على الرغم من إعلانه أنه يعالج من مرض الربو بالسالبوتامول

فروم في 2017 من قمة الإنجاز الرياضي إلى هاوية فضائح المنشطات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فروم في 2017 من قمة الإنجاز الرياضي إلى هاوية فضائح المنشطات

الدراج البريطاني كريستيان فروم
القاهرة - محمد عبد الحميد

على الرغم من دخوله إلى تاريخ رياضة الدراجات عقب فوزه هذا العام بسباقي فرنسا "تور دو فرانس" وإسبانيا "لا فويلتا"، تحول الدراج البريطاني كريستيان فروم إلى شخص مشتبه فيه بعد أن سقط في اختبار للكشف عن مادة السالبوتامول المنشطة.

وفاز فروم في 2017 برابع ألقابه في "تور دو فرانس"، وهو الثالث على التوالي له في السباق ذاته، كما حقق فوزًا مهمًا أخر عندما توج في أيلول/سبتمبر الماضي بسباق "لا فويلتا"، وهو أول سباق كبير يفوز به بعد السباق الفرنسي.

ووضعت هذه الثنائية التاريخية فروم على قدم المساواة مع النجوم الكبار في عالم الدراجات مثل جاك أنكيتيل و بيرنار إينو، الوحيدين اللذين نجحا حتى العام الجاري في حصد لقبي السباقين الكبيرين في 1963 و1978 على الترتيب، ليؤكد سطوته على هذه الرياضة في العقد الثاني من هذا القرن.

ولكن نجاح فروم اصطدم بشبهة تعاطي المنشطات، حيث أعلن الاتحاد الدولي للدراجات في الأسبوع الماضي أن فروم سقط في اختبار للكشف عن مادة السالبوتامول المنشطة في السابع من أيلول/سبتمبر، أي بعد ثلاثة أيام فقط من فوزه بسباق إسبانيا، ومن المعروف أن فروم/32 عامًا/ يعاني من مرض الربو ويتناول السالبوتامول من أجل مكافحة هذا المرض، ولكن شبهة تناوله لهذه المادة كمنشط تفجرت بعد أن كشفت الاختبارات تجاوز نسبة هذه المادة في عينات التحاليل القدر المسموح به لاستخدامها كعلاج.

وتسمح الهيئات والاتحادات الرياضية المختلفة للرياضين بتناول بعض المواد المحرمة كنوع من العلاج في إطار القدر المسموح به في لوائحها، لكن تحاليل عينات البول الخاصة بالبطل العالمي ونجم فريق "سكاي" للدراجات رصدت وجود ألفين نانوجرام من مادة السالبوتامول في كل ميليغرام من السائل، في حين أن الحد المسموح به هو ألف نانوغرام فقط، أي نصف الكمية التي ظهرت في التحاليل.

ومن المقرر أن يعتبر الاتحاد الدولي للدراجات هذه الواقعة حالة منشطات واضحة، إلا إذا أثبت فروم ما يناقض هذا، أي يتعين على الدراج البريطاني أن يثبت أن الكمية التي يستخدمها من هذه المادة ضرورية من أجل العلاج، ورفض الدراج البريطاني الاتهامات الموجهة له من خلال بيان أصدره فريقه "سكاي"، حيث قال "الجميع يعرف أنني أعاني من الربو وأدرك جيدًا ما هي اللوائح، استخدم بخاخ لاتفادى الأعراض في إطار الحد المسموح به وأعرف جيدًا أنهم سيخضعونني للاختبار يوميًا طالما أضع رداء البطل". 

وتابع فروم قائلا "أراعي موقفي كرائد في رياضتي، الاتحاد الدولي للدراجات لديه كل الحق لإخضاع النتائج للتحليل، وسأمده بالمعلومات التي يحتاجها بمعاونة الفريق"، وقبل أن يسقط فروم، الذي كانت تأمل رياضة الدراجات أن تطوي من خلاله أعوام حالكة مليئة بقضايا المنشطات، بين براثن الشبهات والاتهامات، نجح هذا الدراج البريطاني في التتويج باللقب الرابع له في "تور دو فرانس".

ولم يتحقق هذا الانتصار الثمين بفضل تدخل السلطات كما حدث في مونت فينتو عام 2013 أو بالفوز بشكل كاسح بسباقات "عكس عقارب الساعة"، ولكن بفضل مجهود شخصي رائع، وتمكن فروم، الذي لم يفز بأي مرحلة خلال السباق، من التقدم في مساره من دون إهدار للوقت أو ارتكاب أخطاء، ليحقق مع نهاية السباق في مارسيليا أفضل زمن ويتوج باللقب. 

ووصل فروم إلى المرحلة النهائية متقدمًا بـ 23 ثانية عن الفرنسي رومان بارديه و29 ثانية عن الكولومبي ريغوبيرتو أوران، الوحيدين اللذين كان بمقدوروهما تهديد حلم فروم في التتويج باللقب الرابع له في تاريخه في السباق الفرنسي، وقدم فروم في ذلك أداءً مبهرًا وسجل أفضل ثالث زمن واحتفى بلقبه التاريخي على شواطئ مارسيليا المطلة على البحر المتوسط، ولكن لسباق إسبانيا مع فروم قصة مختلفة اكتنفتها صعوبات أكثر من تلك التي واجهته في "تور دو فرانس".

وحل فروم ثلاث مرات في المركز الثاني في السباق الإسباني، كما سبق له وأن انسحب منه مرة واحدة في 2015، وجاء العام 2017 يحمل البشرى للدراج البريطاني ويمنحه الأمل في الفوز بالسباق الذي كان عصيًا عليه خلال السنوات الماضية، ففي ظل غياب الكولومبي نايرو كوينتانا الذي فاز عليه في العام السابق، لم يكن أمام فروم منافس قوي سوى الإيطالي فينسينزو نيبالي، هذا بالإضافة إلى تراجع مستوى الدراج الإسباني البرتو كونتادور الذي فاز عليه في 2014 في إحدى مراحل السباق، مما يعني أن كل شيء كان مهيئًا لظهور البطل الجديد، ولم يفوت الدراج البريطاني الفرصة على نفسه، وعلى النقيض مما حدث معه في "تور دو فرانس"، بسط فروم سيطرته على "لا فويلتا" منذ البداية.

وارتدى فروم قميص القائد باللون الأحمر وفاز بمرحلتين حافظ خلالهما على تفوقه الكبير على نيبالي ليتقدم عليه في التصنيف النهائي بدقيقتين و15 ثانية، وكان سقوطه في المرحلة الثانية عشرة ومعاناته في صعود طريق "لوس موتشاتشوس" الجبلي الوعر هي اللحظات الأكثر صعوبة التي واجهت فروم في طريقه للفوز بهذا السباق وتحقيق إنجاز تاريخي. 

ولكن توارى هذا الإنجاز الكبير إلى الظل بعد تفجر فضيحة المنشطات الأخيرة، فبعيدًا عن الألقاب أصبحت سمعة فروم مهددة بشكل كبير كونه يعد النقطة الفاصلة في تاريخ رياضة الدراجات بين حقبة الدراج الأميركي لانس ارمسترونغ صاحب فضيحة المنشطات الشهيرة وحقبة لا تعرف إلا الرياضيين الشرفاء، ولذلك يتعين على الدراج البريطاني أن يثبت خلال الفترة المقبلة أنه بالفعل يستحق هذا الموقع الريادي التاريخي في رياضة الدراجات.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فروم في 2017 من قمة الإنجاز الرياضي إلى هاوية فضائح المنشطات فروم في 2017 من قمة الإنجاز الرياضي إلى هاوية فضائح المنشطات



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة
 العرب اليوم - كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 20:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منتخب الكويت يتعادل مع عمان في افتتاح خليجي 26

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:46 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab