القاهرة – العرب اليوم
يجب أن تعلم الفتاة أن فترة الخطوبة مهمة جداً وأنها ليس مجرد فترة للرومانسية ولتبادل الهدايا.
صحيح أن هذه الفترة تتميز بالرغبة في إثبات الحب والمشاعر الرقيقة للطرف الآخر، وتتميز كذلك بتمني الإنتهاء سريعا من إعداد وتجهيز عش الزوجية ، وينهمك الطرفان في تدبير الأمور المالية ، والبحث المستمر عن متطلبات المنزل والمقتنيات الثمينة ، دون أن نهتم بفهم الشخص الذي سنعيش معه بقية عمرنا .
إن الهدف من فترة الخطوبة هي التعرف على شريك الحياة والتعمق في شخصيته قبل الزواج . فعليكِ أيتها العروس الاستفادة من هذه الفترة لفهم شخصية شريك حياتك ، لأن الاشياء التي سوف تضايقك فيه اليوم سوف تضايقك حتى بعد خمسين سنة من زواجكما، وليس من السهل تغيير هذه الأمور.
إليك بعض الأمور التي قد تساعدك في فهم شريك حياتك وتسهل عليكِ تقبلــه:
أولا: إسأليه لماذا يريد الإرتباط بكِ ، وما الأسباب التي دفعته لذلك. إذا كانت إجابته أنه يريد أن ينجب أطفالاً ،أو إن كان جوابه أنه مقدم على الزواج بسبب الوحدة ، أو أنه يسعى للاستقلال عن عائلته ،أو أنه يسعى للرخاء المادي، فإن تلك الأسباب لا تعد كافية للزواج. حاولي أن تتعرفي على توقعاته من الزواج ، والأهداف المشتركة التي يرغب أن تحققاها معًا.
ثانيا : قومي بمساعدة عائلتك بالإستفسار عن عائلته ، وكيف يتعامل مع أهله أمه وأبيه وأخواته ، كيف يعامل النساء ، هل هناك إحترام وألفة بينه وبينهم ، تأكدي لأنكِ وحدك التي ستشاركينه رحلة الحياة. تعرفي علي أخلاقه وطباعه من خلال اللقاءات الأسرية المتبادلة .
ثالثا :حاولي التعرف على عادات عائلته وعن درجة انفتاحها ونظرتها لجميع ما يهمك من أمور. ومن أهم الأمور التي يجب أن تكوني علي علم بها هي : هل يريد العيش في منزل العائلة أو في منزل منفصل لأن الكثير من المشاكل تبدأ من هذه النقطة. اسأليه أيضاً عن أولوياته في حياته وعن مفهومه عن تكوين أسرة.
رابعا : تعرفي منه هل هو ملتزم دينيا أو يتعصب في مثل هذه الأمور ، أو غير ملتزم ، من المهم جدًّا التكلم بصراحة وانفتاح لأنك قد تكتشفين بعد فترة أنك غير قادرة على التعامل معه لمجرد اختلاف في المعتقد أو وجهة النظر فيما يتعلق بالدين؛ فمثلاً قد تكونين تمارسين طقوس العبادة ويكون هو غير ملتزم بأي ديانة أو العكس. هذا الأمر قد لا يبدو في البداية موضوع خلاف،والسبب بسيط وهو أنك تحبينه جداً ولا ترين إلا نقاط الاتفاق بينكما.
خامسا :الأطفال موضوع مهم وحساس بنفس الوقت يجب عليكِ أن تستفسري عن عدد الأطفال الذين يرغب بإنجابهم ، وهل من الضروري إنجاب الأطفال في السنة الأولى من الزواج. وما هي الطريقة التي سوف تعتمدونها في تربيتهم ؟ اعرفي أكثر عن مدى الحرية التي سيسمح بها في المنزل .
سادسا : الكرم وهو يأتي بعد الإحترام ، هل خطيبك كريم بحكمة ، أم بخيل ؟ وكيفية التوافق بينكما في هذه الأمور المادية ، هل سيسمح لكِ بالعمل بعد الزواج ؟ كيف سنفقان علي المنزل وماهي النسبة التي ستتحملينها ؟ بعض الأزواج يسوف في هذه الأمور ثم تكتشف الفتاة بعد ذلك أنه يستغلها أو يريد منعها من العمل .
أيا كان الاتفاق فالأمور لابد أن تكونا متوافقين عليها حتي لايحدث خلاف بعد الزواج في مسائل هامة وحيوية.
سابعا : ناقشي مع شريك المستقبل موضوع إتخاذ القرار وسيكون بيدِ من؟ هل سيقوم هو باتخاذ القرارات الحاسمة في الحياة وحده أم أنها ستكون ثمرة نقاش مشترك بينكما؟ هل بإمكانكما أن تديرا نوعًا من الحوار الجدي دون أن ينتهي الموضوع بمشكلة؟ هل سيسمح لأي أحد كوالديه بالتدخل في قرارات تخصكما؟ وهل يحق لوالديكما التدخل في حياتكما الخاصة؟
إجعلي إتخاذ القرارات الحاسمة بيد الزوج بعد نقاشكما الهاديء، وبعد إقتناع كل منكما ، حتي يتحمل المسئولية كرجل ، وحتي لايركن إلي تحميل الكثير من الأعباء علي عاتقك ، فالمهام بعد الزواج ستكون كثيرة خاصة إذا كنتِ تعملين ، وتحتاجين للتركيز الكبير بعملك .
ثامنا : الاتفاق علي تقسيم المهام بينكما وأن تكون بمبادرة من الرجل ، حتي يمكن أن تلتقطي أنفاسك ، وحتي لايتهمك الزوج بإهماله وإهمال مظهرك ، وهذا حال كثير من الزيجات .
- هذه الأمور وغيرها الكثير هي الأساس لعلاقة صحيحة بين أي شخصين يفكران بالارتباط، لذلك خصصي بعض الوقت أثناء فترة الخطبة لمناقشة مثل هذه المواضيع ، ولا تحاولي الحصول على سعادة مؤقتة ، فمعرفتك بزوج المستقبل قد تعني سعادة تدوم طوال حياتك الزوجية.
أرسل تعليقك