مدينة صلالة المحاطة بجبال ظفار مزيج الطاقة الإيجابية
آخر تحديث GMT18:20:00
 العرب اليوم -

مدينة صلالة المحاطة بجبال ظفار مزيج الطاقة الإيجابية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مدينة صلالة المحاطة بجبال ظفار مزيج الطاقة الإيجابية

مدينة صلالة
ظفار - العرب اليوم

لا يمكن تصور طريقة يمكن بواسطتها التخلص من مزيج الطاقة الإيجابية الذي تنتجه مدينة صلالة المحاطة بجبال ظفار عند زائرها خصوصا إذا كان قرأ وسمع لكنه لم يشاهد بأم العين كما يقول محسن دلال الشاعر الفلسطيني الذي يصر على التوقف في صلالة بين الحين والآخر للتزود بالوقود النفسي. حاستان فقط تشتعلان بمجرد مصافحة الغيوم وتساقط رذاذها في جبال ظفار العمانية .. اللمس والشم.
سرعان ما يشتم الزائر رائحة الأرض كما هي بدون مزوقات أو ماكياجات أو مساحيق وبدون بشر وعند الصعود أكثر تتفاعل حاسة اللمس فيتساقط رذاذ الغيوم فعلا لا قولا ويرتطم بالوجه أو الكف أو الذراع.
يحصل ذلك لإن القيادة السياسية العليا والمرجعية قررت الإمتثال لأقصى تعليمات البيئة صرامة عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الغابات الساحرة فوق جبال ظفار في صحن بحر العرب حتى بات وكأن كل أحجار المكان عبارة عن محمية خاصة.
حتى اللون الأسود الذي يحيط بالبيوت المتناثرة هنا وهناك بسبب الهطول الكثيف للمطر لم يتصرف أهل المكان لإزالته أو تبييضه. فعلى هذه الجبال «كل شيء طبيعي والقرار أن يبقى كذلك»…هذا ما يقوله المسؤول الإعلامي النشط جدا للبلدية سالم النجار لـ «القدس العربي» وهو يصطحبها للجولة الأولى في بعض الجبال المحيطة بمدينة صلالة.
يمكن تلمس السؤال في أحرف كل أبناء المكان الحريصين على التوسع في إجتذاب السياح بدون المجازفة في التكوين الطبيعي، فالمسافة الفاصلة حساسة للغاية ومفتوحة على كل النهايات بين «التلوث» الذي يسببه التوسع بالأستثمار السياحي وبين الحاجة الملحة للحفاظ على الخصوصية وتجنب إيذائها.
بوضوح شديد لا يريد العمانيون سياحة منطلقة وجامحة وتخلع الثوب المحافظ، بل يسعون للحفاظ على هوية التقاليد والتراث مع التوسع في الجذب السياحي وتقديم حلول ناجحة للسياحة العائلية مع الإصرار على عدم التسرع والقفز في الهواء قبل تأسيس البنية التحتية اللازمة من فنادق ومساحات وخدمات.
في رئاسة البلدية يتحدث المختصون عن وجود 17 فندقا في مدينة صلالة بالكاد تكفي لنحو نصف مليون سائح من داخل السلطنة ودول الجوار.
لكن المزيد من الفنادق والشقق الفندقية يجري تأسيسها في إستثمارات محسوبة على بوصلة التنمية المحلية خصوصا وان صلالة هي المدينة الثانية بعد مسقط من حيث الجغرافيا والكثافة السكانية والأهمية.

بين السياسة والثقافة

يرحب أهالي صلالة بالضيوف بكرم وحرارة لكنهم متوجسون من الإحتمالات التي تثيرها سيناريوهات التلوث السياحي، فلا البيئة ولا المجتمع ولا الروح العمانية تحتمل توسعات أفقية وعمودية في نشاطات سياحية منفلتة مفتوحة على كل الأجناس، والتحدي الرئيسي كما يقول المسؤولون هو النجاح في تقديم النموذج العماني في التطوير والحداثة والتسامح والسلام والإعتدال في كل شيء.
على هذا الأساس يمكن القول بأن سلطنة عمان تشبه بعضها البعض في كل الملامح رغم التنوع والتعدد الهائل في الموروث الفني الشعبي وفي الإيقاع الموسيقي الذي ظهر في حفل ختام مهرجان صلالة حيث رقصة البداوة وإيقاع الصحراء ثم رقصة الزنوج بجانبها حلقة الهجانة بدون تكلف.
المزاج العماني السياسي يشبه شقيقه الثقافي والإجتماعي، فالإبتسامة والحديث البطيء والإصغاء وتجنب الإنفعال من ملامح الشخصية العمانية.
وهي أيضا من ملامح القرار والإتجاه السياسي العماني في المنطقة والإقليم وعلى هذا الأساس يمكن فهم مضمون رسالة عمدة صلالة وظفار سالم بن بخيت وهو يؤكد أن السلطنة حباها ألله بقيادة حكيمة وهي مرتاحة لنفسها ولا تتدخل في شأن أحد وترى أن على الآخرين أن لا يتدخلوا في شؤونها.
هنا يستذكر العمانيون محطات سياسية مهمة تعكس طبيعتهم غير العدائية وغير المتسرعة فالسلطنة أبقت على العلاقات مع مصر في عهد أنور السادات بعد كامب ديفيد والمقاطعة العربية التي لم تلتزم بها مسقط والسلطنة وقفت مع صدام حسين في الحرب مع إيران، وأول جيش عربي هب لنجدة العراق هو الجيش العماني وعندما حصل الخطأ وإحتل صدام حسين الكويت وقفت عمان فورا مع الكويت وحاربت معها.
السلطنة بهذا المعنى تتبع سياسة الوضوح والبساطة – يشرح بن بخيت- وتجنب المراوغة ولا مجال للمزاودة عليها عروبيا وقوميا وعلاقتها بالجوار جيدة وإيجابية ومنتجة والهدف منها خدمة قضايا الحقوق العربية.

مهرجان صلالة

مسألتان لا يمكن إسقاطهما من الحسابات عندما يتعلق الأمر بمهرجان صلالة الشعبي للثقافة والفنون.
الأولى هي قدرة أهل المكان ومنظمي المهرجان العجيبة على التحدث بلسان واحد ليس فقط عندما يتعلق الأمر برسائل الترحيب بالضيف بل أيضا عندما يتعلق الأمر بالوقوف خلف شعار أقترحه عمدة صلالة …وهو «حب عمان يجمعنا».
رقصات متنوعة تعكس البيئة والأهازيج والتفاعل مع موجات البحر وهواء الصحراء العليل كان أكثرها إثارة للإنتباه رقصة الزنوج الطويلة فيما كان الجمهور في حفل إختتام المهرجان يتراقص على أنغام أغنية تعكس تلك الروح العمانية الغامضة وهي تقول»بالصداقة تجنبنا المكيدة».
قبل ذلك مزج المنظمون بين الترفيه الإجتماعي الشعبي المحافظ وبين الفقرات الفنية والثقافية حيث معارض للتراث وأخرى للصور وتمارين ميدانية على إيقاع الطبل والأناشيد الوطنية وكرنفال من السعادة والحركة مصمم لإرضاء العائلات وليس الأفراد إضافة لمسرحيات كوميدية ونشاطات نقدية وثقافية.

ثقافة لكن سياحية

صلالة لا تتحدث عن نفسها إلا عبر الكل السلطاني العماني…هذا ما قاله عمدتها ردا على إستفسار عن إحتمالية تغيير المعادلة في صلالة وظفار بإتجاه الإستثمار السياحي الذي يلتهم الجماليات ويعيد إنتاج المكان بصورة سلبية. العمدة وافق على إستنتاج «القدس العربي» بأن الخريطة السياحية مستقبلا لصلالة وجوارها الخلاب ينبغي أن يبقى بريئا ونقيا كما هو الآن مشيرا الى أن أجهزة بلديته وجميع المؤسسات معنية بالإمتناع حتى عن «خدش» غصن شجرة أو حبة تراب في جبال ظفار بصرف النظر عن الرغبة في الترويج والتوسع في إجتذاب السياح.
بلدية صلالة تمنع التوسع في بناء المساكن في جبال ظفار المجاورة ذات الطبيعة الخلابة وتحصره فقط في أهل القرى الجبلية وفي أضيق نطاق ممكن حفاظا على نقاء المنطقة وحتى لا تلتهم الحجارة الأعشاب.
مرافق عماني ابلغ «القدس العربي» بالسر وراء منع التوسع العقاري في جبال وأودية ظفار فلو سمح بذلك لهاجم السعوديون والإماراتيون وغيرهم المكان وأقاموا مشاريعهم الخاصة مما يعني أن المكان سيتغير وقد لا يعود ظفاريا أو صلاليا.
بالنسبة للعمدة، سلطنة عمان لا تختلف عن طبيعة أرضها وجبالها فهي ناعمة، ودودة، حانية ومليئة بالطاقة الإيجابية لكنها حاسمة وحازمة ولديها مخالب عندما يتعلق الأمر بأي محاولة للمساس بثوابتها أو بمصالحها العليا، يفضل مسؤول عماني ترديد العبارة التالية «نحن لا نعبث مع أو بأحد لا في السياسة ولا الإقتصاد ولا السياحة ولدينا خصوصيتنا السلطانية الوطنية ونتوقع أن لا يحاول أحد العبث معنا».
إقتراح العمدة المثقف على الجميع أن لا يجربوا سلطة عمان عبر الإساءة إليها فهي تحترم الجميع ووقفت دوما مع أمتها وفي صمت.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة صلالة المحاطة بجبال ظفار مزيج الطاقة الإيجابية مدينة صلالة المحاطة بجبال ظفار مزيج الطاقة الإيجابية



GMT 12:46 2024 الخميس ,08 آب / أغسطس

جزيرة العشاق اليونانية أكثر الجزر جمالاً

GMT 00:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

أفضل الأماكن السياحية في جزر الباهاما

GMT 00:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

جزيرة العشاق اليونانية من أكثر الجزر جمالاً

GMT 08:05 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

جزيرة بارادايس وجهة مثالية لعُشاق الشواطئ

GMT 17:02 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

جُزر العشاق لقَضاء عُطلة رومانسية

GMT 01:45 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أجمل شواطئ مصر لعطلة شاطئية ممتعة

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab