موسم الإصطياف في جيجل مزيج من المشاعر و الأحاسيس
آخر تحديث GMT23:42:14
 العرب اليوم -

موسم الإصطياف في جيجل مزيج من المشاعر و الأحاسيس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - موسم الإصطياف في جيجل مزيج من المشاعر و الأحاسيس

موسم الإصطياف في جيجل
جيجل ـ واج

يعد الكورنيش الجيجلي الذي يوصف بأنه بطاقة بريدية طبيعية أعجوبة حقيقية بالنظر لكهوفه المعروفة المتواجدة ببلدية زيامة منصورية بغرب الولاية التي تفرض على زوارها التوقف عندها لا محالة.

وعند كل متر تقريبا يثير جمال المكان إعجاب الزائر و يتيح له الفرصة لاكتشاف مختلف المناظر الفاتنة. ففي جيجل لا يعد البحر وحده مصدر جذب للمصطافين و ذلك لكونها تزخر أيضا بمجموعة كبيرة من المواقع التي تشكل هي الأخرى أهم مصادر الإثارة التي لا يمكن تجنبها.

ويعد السحر الذي يمارسه المكان على الزوار أحد أهم الخصائص المميزة لهذه المنطقة الفردوسية التي تدعو زائريها إلى رحلة استجمامية ممتعة تستحق أن تترسخ في الأذهان.

و تضحى هذه المنطقة  بفضل شواطئها ذات الرمال الناعمة و الذهبية و خلجانها المتعددة و سواحلها و منعطفاتها و جبالها المخضرة المتواجدة قبالة البحر الأزرق الذي يتمايل بفعل تلاطم الأمواج  جنة فردوس تدعو زوارها إلى التأمل و التفكير.

وباعتباره منطقة سياحية معروفة بجمال شواطئها  يحصي الساحل الجيجلي الممتد على 120 كلم من السواحل حوالي 50 شاطئا من بينها 23 شاطئا محروسا و مسموحا للسباحة إلا أن الشواطئ التي يتردد عليها المصطافون بأعداد كبيرة هي كتامة و الخليج الصغير و المنارة الكبرى و برج بليدة و الصخر الأسود و صخر البلح و العوانة و زيامة منصورية و بني بلعيد.

كما لا يفوت الزوار الذين تطأ أقدامهم جيجل فرصة زيارة المواقع الطبيعية و السياحية المعروفة بهذه المنطقة خلال فترة إقامتهم بها.

ومن جهة أخرى لا تزال الكهوف العجيبة الأسطورية بزيامة منصورية تثير وبشكل دائم فضول آلاف الزوار. و تعد هذه الكهوف التي اكتشفت خلال فتح الطريق الوطني رقم 43 باتجاه بجاية في 1917 ذات جمال استثنائي و روعة نادرة  حيث تضم هذه الكهوف الواقعة على بعد 35 كلم غرب جيجل على المنحدرات الصخرية عددا كبيرا من الهوابط و الصواعد ذات أشكال منحوتة بطريقة غريبة.

كما تعد كهوف "غار الباز"  حيث يجري في الوقت الحالي بناء جسر من أجل تخفيف الازدحام عن حركة السير بهذا المحور من الطريق  متحفا لفترة ما قبل التاريخ حيث ارتبط اسمها بالشكل الذي نحت به بشكل طبيعي الصخر المتواجد بداخلها و الذي يشبه طائر الباز(العقاب باللغة العربية).

كما يفتتن كل زائر يمر عبر الطريق الوطني رقم 43 (بجاية-جيجل) بالمنارة الكبرى (رأس العافية) التي تحرس بكل حرص شاطئا شعبيا يتوافد عليه عدد كبير من المصطافين  حيث يبقى هذا الصرح الذي يكتسي البياض منذ فجر التاريخ في حالة تأهب من أجل تحذير السفن المارة بالمنطقة أو الإعلان للطائرات المحلقة أثناء الليل بأنها فوق ولاية جيجل.

ويعد هذا المبنى الذي شيد من طرف صاقل للحجارة يدعى شارل سالفا في 1865 جزءا من تراث جيجل العتيقة باعتباره عنصرا آخر يميز التراث المحلي مثل التمثال البرونزي ل"الصياد الذي بصدد إصلاح شبكة صيده" المصنوع من طرف النحات المعمر  غوغليولمي.

ويدل هذا التمثال  الذي أطلق السكان المحليين عليه اسم "الكوجادور" للدلالة على مرقع شبكات الصيد  على الطابع الذي تمتاز به هذه المدينة التي تعد أصلا مدينة للصيادين.

وفيما يتعلق بالمواقع و المؤهلات السياحية تفتخر جيجل بأنها تزخر بمواقع ساحرة تشكل مصدر اعتزازها  حيث أن ساحلها و مناطقها الريفية التي تمتزج مع الغابات الشاسعة ذات المؤهلات المتعددة و المتنوعة و البحيرات الطبيعية و حظيرة تازة وحديقة الحيوانات كيسير و جزرها الصغيرة أو حتى منابعها مثل عين المشاكي التي لم تكشف بعد عن جميع أسرارها تشكل "تحالفا مثاليا" بين البحر و الأرض و اقترانا بين الطبيعة و التاريخ  و أيضا سيرة ذاتية رائعة تفتح لهذه المنطقة الطريق على مصراعيه من أجل ترقية و تنمية السياحة المستدامة.

وبفضل حظيرة تازة التي تتربع على مساحة 3807 هكتارات مع وجود فتحة مباشرة على البحر الأبيض المتوسط بالخليج المتواجد غرب الولاية  تعد جيجل المنطقة المفضلة للقرد ماغو أو حتى الطائر كاسر الجوز القبائلي.

وتضم هذه الحظيرة التي تندرج ضمن شبكة اليونسكو العالمية لمحميات المحيط الحيوي  أنظمة إيكولوجية بحرية و أرضية أحصيت بها عدة أنواع نباتية محمية من طرف القانون.

وفي كل موسم اصطياف تجذب ولاية جيجل ملايين الزوار حيث تم إحصاء ما لا يقل عن 7 ملايين مصطاف خلال موسم الاصطياف الحالي و ذلك حسب عملية إحصاء مؤقتة تم ضبطها في منتصف شهر أغسطس من طرف مصالح الحماية المدنية  فيما استقطبت الولاية خلال موسم لاصطياف لسنة 2009 أكثر من 5 ملايين سائح متجاوزة حتى ولاية بجاية المجاورة.

فبولاية جيجل حيث تخطو السياحة "أولى خطواتها" في مجال السياحة الجماعية و الشعبية  يمكن القول بأن طاقات الإيواء لا تزال قليلة حيث أن حوالي 20 فندقا غير مصنف لحد الساعة يوفر طاقات استقبال محدودة مقارنة بعدد الزوار و السياح الذين يحطون الرحال بالمنطقة خلال موسم الاصطياف.

وكشف اللجوء إلى الأفراد الذين يقومون بتأجير سكناتهم و طوابق من فيلاتهم أو بكل بساطة فيلات مجهزة بالأمور الضرورية من أجل الاصطياف نجاعته بالرغم من الارتفاع المستمر للأسعار في كل موسم اصطياف.

وتعد هذه البانوراما منذ سنة 2000 إلى يومنا دليل مستقبل سياحي زاهر لولاية جيجل التي تمكنت من استعادة مجدها السابق بعد استتباب السلم و الأمن و عودة الهدوء  حسب ما أعرب عنه مصطافون التقت بهم "وأج" بجيجل.

في حين فإن سياحة الجبال في الوقت الحالي في الانتشار  حيث أن جميع المناطق الواقعة بالأعالي و بالمناطق الجبلية التي ظلت لعقود خاوية على عروشها استعادت روادها و ذلك دائما بفضل عودة الهدوء و الأمن بهذه المناطق حيث أنه منذ عدة سنوات كان من المستحيل المغامرة بالتوجه إلى هذه المناطق.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسم الإصطياف في جيجل مزيج من المشاعر و الأحاسيس موسم الإصطياف في جيجل مزيج من المشاعر و الأحاسيس



GMT 12:46 2024 الخميس ,08 آب / أغسطس

جزيرة العشاق اليونانية أكثر الجزر جمالاً

GMT 00:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

أفضل الأماكن السياحية في جزر الباهاما

GMT 00:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

جزيرة العشاق اليونانية من أكثر الجزر جمالاً

GMT 08:05 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

جزيرة بارادايس وجهة مثالية لعُشاق الشواطئ

GMT 17:02 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

جُزر العشاق لقَضاء عُطلة رومانسية

GMT 01:45 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أجمل شواطئ مصر لعطلة شاطئية ممتعة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
 العرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 18:59 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعيّن بوهلر مبعوثا لشؤون الرهائن
 العرب اليوم - ترامب يعيّن بوهلر مبعوثا لشؤون الرهائن

GMT 14:49 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
 العرب اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 08:36 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نقل عدوى لبنان إلى العراق

GMT 06:33 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ثلاث دوائر

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

منة شلبي توجّه رسالة شكر لجمهور السعودية بعد نجاح مسرحيتها

GMT 06:46 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد

GMT 07:12 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا وراء موقف واشنطن في حلب؟

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 23:47 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا يعين الأميركية جيل إليس رئيس تنفيذى لكرة القدم

GMT 01:25 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وفاة 143 شخصًا بمرض غامض في الكونغو خلال أسبوعين

GMT 10:21 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

"أرامكو" السعودية توقع اتفاقية مع شركتين لاستخلاص الكربون
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab