القاهرة ـ ندى أبو شادي
من بحار فيروزية واضحة إلى مزارع البن والغابات السحابية في تشيريكي، كل ذلك يجعل من بنما الاستوائية الوجهة المثالية على طول أيام السنة، بنما سيتي هي مدينة تمزج بين التاريخ والحداثة، وبين الحضارة اللاتينية والتطور العالمي المذهل.
وتتأجج المشاعر الكاريبية المثلجة على شواطئ سلسلة من الجزر المهجورة في المحيط الهادئ، حيث يبدأ عالم آخر عند حافة الماء الملون بالشعاب المرجانية "قوس قزح" في بوكاس ديل تورو.
تتنوع الأنشطة البحرية في بنما ولا تتوقف عند الإبحار في أراضي السكان الأصليين من جونا يالا التي تتزين بالجزر البكر، إلى جانب الغوص مع أسماك القرش المخيفة والحيتان اللطيفة بمساعدة أحدث التقنيات والأجهزة العالمية. وتمتلك بنما تنوعاً طبيعياً مميزاً ومجموعة من المناظر البانورامية المبهرة، أما الحدائق الخلابة فتنتشر بالقرب من العاصمة وقد تكون محمية كويبا "Coiba" الوطنية من أجملها، حيث تستريح الطيور المهاجرة من الشمال فيها لتزيد من رونق الحديقة وأهميتها.
وبسبب الشواطئ المذهلة وناطحات السحاب المتلألئة يطلق على المدينة اسم ميامي اللاتينية، تتميز مدينة بنما بتنوعها الثقافي وتطورها وحداثتها. وبمرور الوقت، تبلورت الهوية البنمية في مواجهة عظيمة بين الأعراق والثقافات، حيث وجد الإسبان، والأمريكيون الهنود، والأفارقة، وعصابات جزر الأنتيل الأفريقية وغيرهم في بنما البيئة الأفضل للانسجام والتسامح الذي من شأنه أن يعزز معنى الحياة وقيمها.
يتفوق التراث اللاتيني خاصة في منطقتي أزويرو وكوكليه حيث يتم تقدير التقاليد والثقافة بشكل كبير، ولقد تم توارث الإرث الأفريقي في رقصات الكونغو المبهرجة، وهي تقاليد استقرت في مقاطعة كولون، في حين أن الشعوب الأصلية تبقي جذورها على قيد الحياة. ولقد كانت بنما أول بلد في أمريكا الوسطى تقوم ببناء مترو للأنفاق، وتم مؤخراً تجديد حي كاسكو التاريخي الرائع الذي تخترقه قناة ضخمة للمياه.
ولا يمكن زيارة بنما وتفويت فرصة استكشاف الحصون الإسبانية المهيبة على ساحل البحر الكاريبي أو معرفة قصة الزورق المخبأ في عمق أراضي السكان الأصليين، كما تمتلك بنما الكثير من الغابات الرائعة التي تخبئ بين أشجارها الشاهقة الأنواع المتختلفة والنادرة من الحيوانات المرحة، بالإضافة إلى سياحة المغامرات في الغابات المطيرة حيث يستطيع الزوار السباحة إلى جانب السلاحف البحرية الكبيرة.
وتأخذك الطريق إلى دارين "Darién" في مغامرة إلى العالم المفقود، حيث تصل المسارات الجميلة في أكثر المناطق الحيوية على وجه الأرض إلى الشلالات الشاهقة بالقرب من مرتفعات سانتا في حيث تعيش سبع مجموعات من السكان الأصليين التي ترحب بالسياح وتعرفهم على تقاليدها.
تعد مدينة بنما الحديثة الوجهة الأولى للأعمال والاجتماعات، كما أنها مدينة تنبض بالحياة من دون توقف. وتحتوي على مطاعم راقية وكبيرة وأحياء سكنية جذابة بالإضافة إلى ميتروبوليتان بارك التي تضم الغابة المطيرة الوحيدة في العالم التي تقع داخل حدود المدينة، كما أنها أكثر المدن أماناً في المنطقة. ويمكن للسياح استكشاف الساحات المرصوفة بالحصى والكاتدرائيات التاريخية في المدينة القديمة التي ترتبط حجارتها بفنادق البوتيك ذات الإطلالات المنهارة في عالم القراصنة.
أرسل تعليقك