جزيرة جربة في البحر الأبيض المتوسط أهم المقاصد السياحية
آخر تحديث GMT19:42:40
 العرب اليوم -

جزيرة "جربة" في البحر الأبيض المتوسط أهم المقاصد السياحية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جزيرة "جربة" في البحر الأبيض المتوسط أهم المقاصد السياحية

جزيرة "جربة"
القاهرة - العرب اليوم

تقع جزيرة جربة في قلب البحر الأبيض المتوسط، واستطاعت على مدى التاريخ أن تسحر سكانها وزائريها بطقسها الرائع وأجوائها الجميلة، وتمتلك شواطئ من الرمل الناعم، تحيط بها أشجار النخيل. وأصبحت جزيرة جربة بفضل مطارها الدولي أحد أهمّ المقاصد السياحيّة في المتوسّط، لما تزخر به من فنادق فخمة وبنية سياحية متطوّرة، ومنذ بضع سنوات، انطلقت في الجزيرة عديد المراكز، للمعالجة بمياه البحر، وهي تقدم خدمات طبية متميزة، يزيد عددها عن 15 مركزًا.

ويربط طريق يعود إلى العصر الروماني جزيرة جربة بجرجيس، وهذه المدينة الواقعة في قلب غابات النخيل، تتميّز بمحطة سياحية مهمة، وهي شهيرة بشواطئها الذهبية من دون أن ننسى الحفاوة المتميزة وما تزخر به من معمار أصيل. وأهل جربة على معمارها على نمطه البسيط الفريد على الرغم من تطور الحياة الحضارية، كما حافظوا على سمة التعايش والتنوّع في الدين والعرق، لتكون بذلك واجهة سياحية فريدة وقبلة الحجيج اليهود، فبمناخها المعتدل الرائع وأجوائها الجميلة وشواطئها الرملية الناعمة وتضاريسها المنبسطة، ونخلها الباسق وشجر زيتونها الممتدّ على كامل أرجائها، استطاعت "جزيرة الصيّادين جربة" سحر سكانها الأصلين وزائريها الأجانب على حدّ السواء.

وتتميز جربة بشواطئها الذهبية وتربتها الرملية، وبهندسة معمارية فريدة، زاوجت بين الأصالة والحداثة، فالتركيبة المعمارية التقليدية التي تقوم على ما يطلق عليه اسم "الحوش" وهو عبارة عن منزل منطوي على ذاته يتّجه نحو الدّاخل، تمّ طلاء أرضه بالكلس، فيه منازل لا يمكن أن يتجاوز عرضها مترين ونصف (غرفة)، وبها فتحات تهوية يجمعها فناء واحد، ذي نوافذ منخفضة تحمي الغُرف من الحرارة والضوء، ويحيط به أشجار النخيل والزيتون.

وتوجد في جربة، 300  مسجد يطغى عليها اللون الأبيض، معظمها يتميز ببساطة معمارها وصغر مساحتها، وتواضع زينتها ونقشها، وتغيب عنها الزخارف المعتادة، منها عشرين مسجدًا تحت الأرض، تم تشييدها من خلال الحفر والنقش في أوائل القرن الثاني عشر ميلاديًا، موزعة على مختلف مناطق الجزيرة، وهي مثال عن تمازج الحضارة البربرية، التي سكنت البلاد منذ القدم بالحضارة الإسلامية التي طوّرت الجزيرة، بهندستها الفريدة من نوعها.

ومن هذه المساجد نجد "مسجد الوطا"، الذي يقع في المنطقة الريفية داخل غابة من الزيتون بين منطقة "سدويكش" والطريق الرومانية القديمة، على بعد 10 كيلومترات عن مدخل الجزيرة، ويتكون من فضاء خارجي وآخر داخلي، على عمق ثلاثة أمتار تحت الأرض، وبه مدرج، وفي الفضاء الخارجي للمسجد، توجد قبتان ويرتكز المعلم في الداخل على أعمدة وأقواس، وله محرابان؛ الأول كان يستعمله الإمام والثاني كان يستخدم في تدريس القرآن الكريم، في ذلك الوقت، وهناك أيضا جامع فضلون، ويقع بأطراف منطقة خزرون في الشمال الشرقيّ للجزيرة، ويقال إن تاريخه يعود للقرن الرّابع عشر ميلادي، ويتكوّن من وحدات عدة، منها بيت الصّلاة، الرّحبة، الكتّاب والملحقات الدّاخليّة، الميضأة، المخبزة، وطاحونة الحبوب. واستخدمت هذه المساجد في القديم كحصون دفاعية للاحتماء من خطر القراصنة والحملات العسكرية، لمعاضدة الأبراج، حيث يتم من خلالها إبلاغ الأهالي بالخطر القادم إلى الجزيرة، ليأخذوا حذرهم فتضيء منارات الحصون والجوامع، لبعضها متبادلة إشعارات الإنذار والتحذير من الخطر القادم، حسب عديد المؤرخين.

وعرفت جزيرة جربة باستقبالها واحتضانها للأقليات الدينية والعرقية، فكانت لهم ملاذًا آمنًا، فإلى جانب السكّان المسلمين الذي يعتنقون المذهب المالكي والإباضي، نسبة إلى أحد مؤسسيه عبد الله بن أباض الموري التميمي، يوجد في جربة حوالي 2000 يهودي من السكّان الأصليين لها، عاشوا في الجزيرة منذ الاف السنين. وفي شهر أيار/مايو من كل سنة، يقصد الاف اليهود من أنحاء العالم، "معبد الغريبة"، في جربة لأداء طقوس "زيارة الغريبة"، أو ما يعرف بـ "حج اليهود"، على مدى يومين. ويعدّ "معبد الغريبة"، الذي توجد فيه، بحسب الأسطورة، واحدة من أقدم نسخ التوراة في تونس، الكنيس اليهودي الأكبر والأقدم في أفريقيا ويعود تاريخه إلى قرابة 2600 عام، وتزعم بعض الروايات التاريخية أن امرأة يهودية قدمت إلى جربة واستقر بها الحال في مكان كنيس الغريبة الآن، وعرفت هذه المرأة بالكرامات فأقيم لها هذا المقام عند الممات، كما سمي الكنيس "الغريبة " نسبة إليها.

 ويتميز المجتمع الجربي بعادات وتقاليد طغى عليها الطابع العربي الإسلامي، ففي الأكل مثلا، تمثل الشرمولة والسمك المقلي الأكلة الرئيسية يوم عيد الفطر لسكّان جربة، والشرمولة هي عبارة عن مرق البصل والطماطم والفلفل الأحمر والزيت والملح. أما السمك فيقلى بالكركم والكمون والملح قبل العيد بيوم واحد. وتؤكل شرمولة جربة بخبز أصفر اللون، يسمى كسرة يصنع من الفارينة، وفي سائر الأيّام يكون الكسكسي المصنوع من القمح الصّلب، الّذي يتمّ طهيه بالبخار في وعاء ذي قعر مثقّب موضوع فوق قدر، يحوي مرق متكوّن من زيت الزّيتون والبصل والملح والهريسة، وبعض التّوابل والخضر، طعامهم الرئيسي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزيرة جربة في البحر الأبيض المتوسط أهم المقاصد السياحية جزيرة جربة في البحر الأبيض المتوسط أهم المقاصد السياحية



GMT 12:46 2024 الخميس ,08 آب / أغسطس

جزيرة العشاق اليونانية أكثر الجزر جمالاً

GMT 00:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

أفضل الأماكن السياحية في جزر الباهاما

GMT 00:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

جزيرة العشاق اليونانية من أكثر الجزر جمالاً

GMT 08:05 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

جزيرة بارادايس وجهة مثالية لعُشاق الشواطئ

GMT 17:02 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

جُزر العشاق لقَضاء عُطلة رومانسية

GMT 01:45 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أجمل شواطئ مصر لعطلة شاطئية ممتعة

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab