لندن ـ ماريا طبراني
تعتبر مورشيوس من أهم المقاصد السياحية التي تستحق قطع مسافات طويلة للوصول إليها، وذلك لما تتمتع به من مقومات تجعل السائح بصدد الدخول في تجربة سفر جديدة ومثيرة ومريحة في الوقت نفسه. إذ تتوافر في مورشيوس المزارات السياحية الحافلة بالآثار القديمة. كما يستمتع السائحون بالمعابد العتيقة في الوقت الذي توفر لهم هذه المنطقة خدمات سياحية فاخرة.
يُضاف إلى كل ذلك المذاق الخاص جدًا والذي يتسم بالطابع المالديفي، إذ يعكس قدرًا كبيرًا من التنوع يستمتع به الزوار من جميع أنحاء العالم. وتستقبل السائح تلك الوجوه البشوشة الدافئة التي تشبه إلى حدٍ كبير مناخ هذا البلد الذي لا تنقطع عنه الشمس طوال أيام السنة. ويجد السائح ضالته في شواطىء الرمال البيضاء مترامية الأطراف، ويزيد من متعته أنه ينزل في فيلا تجعله في مواجهة المياه الهادئة التي لا يمكن الدخول في أعماقها، إلا بعد قطع مسافة طويلة من الشاطىء، إذ لا يتجاوز ارتفاع المياة الخصر إلا بعد أن يسير الشخص أكثر من 100متر من الشاطىء.
ويعتبر فندق كونستانت لو برنس موريس، هو الوجهة الأساسية لكل محبي الرفاهية من زوار مورشيوس، لاسيما بعد ما تم تجديده لاستقبال النزلاء في ثوبه الجديد. وأول ما يتمتع به هذا الفندق هو الموقع المتميز، إذ يقع على بعد 45 دقيقة من العاصمة بورت لويس، وساعة من المطار. كما يُعد هذا الفندق هو الأفضل على الإطلاق على تلك الجزيرة، وفقًا لبعض المسوح التي تضمنت المنشآت السياحية في مورشيوس.
ويقع الفندق على مساحة 60 آكرا، ويطل على البحر مباشرةً، كما أن له شاطىء خاص وهبته له الطبيعة من خلال قناة مستقلة متفرعة من المحيط الهندي الذي تطل عليه الجزيرة، وهي البحيرة المحمية بسياج من الشعاب المرجانية الموجودة على طول طرف البحيرة من جهة المحيط.
وتتميز مورشيوس خارج الفندق، بالفيلات الشاطئية المستقلة المطلة مباشرةً على البحر، والتي تجعل السائح وجهًا لوجه مع الرمال البيضاء النادرة والمياه الصافية. ولكل واحدة من تلك الفيلات حوض سباحة منفصل وتراس مستقل، مما يجعلها مثالية للأزواج في شهر العسل، لما توفره من خصوصية لهم في هذا الوقت المميز من حياتهم. لذلك يعج الشاطىء هناك بحديثي الزواج الباحثين عن أفضل مكان لقضاء شهر العسل.
ولمزيد من الرفاهية، لدينا السباحة والتدليك، وهما من الفنون التي تتميز بهما مورشيوس، إذ يقوم أشخاص بتدليك السائحين لمنحهم المزيد من راحة الجسد وصفاء الذهن، وهو ما تكتمل به المتعة والإثارة في زيارة مورشيوس.
وبدلًا من استئجار سيارة وتحمل تكلفة إضافية، يمكنك التنقل مجانًا والحصول على متعة إضافية وأنت تستكشف الجزيرة بأكملها سيرًا على الأقدام، إذ يمكن قطع المسافة من وسط الجزيرة إلى العاصمة عبر حقول قصب السكر الذي استقدمه الهولنديون إلى مورشيوس العام 1598 بعدما اكتشف البرتغاليون الجزيرة العام 1507. ويعتبر قصب السكر شاهدًا على تاريخ مورشيوس، إذ استولى الفرنسيون على الجزيرة العام 1710 وعملوا على تنمية هذه الزراعة في البلاد، لتقع الجزيرة بعدها بقرن كامل تحت سيطرة بريطانيا التي ألغت العبودية، وسمحت للفرنسيين بزراعة قصب السكر، مستعينين في ذلك بعمال زراعيين من الهند ومدغشقر. واستمر الوضع على ذلك المنوال حتى نالت الجزيرة استقلالها عن بريطانيا العام 1968، إلا أنها استمرت تحت حكم ملكة إنكلترا حتى العام 1992 عندما قررت مورشيوس أن تكون دولة مستقلة بشكل كامل.
وهناك أيضًا السوق في مورشيوس، وهو ساحة كبيرة تتوسط بعض الشوارع الرئيسية، وعلى أحد جوانب هذا السوق مقر حكومة البلاد الكائن في مبنى يرجع تصميمه الجميل إلى العصر الفيكتوري. وتتوافر في السوق سلع كثيرة ومتنوعة، وتُباع بأسعار خاصة قابلة للتفاوض، مما يجعل السوق تعج بالزبائن، وتصدر ضجيجًا عاليًا طوال الوقت، بسبب عمليات البيع والشراء التي تتسمر من دون انقطاع معظم اليوم.
أرسل تعليقك