رحلة الغوص من أخطر المهن التي عرفها الإنسان الكويتي
آخر تحديث GMT17:23:04
 العرب اليوم -

رحلة الغوص من أخطر المهن التي عرفها الإنسان الكويتي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رحلة الغوص من أخطر المهن التي عرفها الإنسان الكويتي

رحلة نحو مجهول البحر وقاع الخليج بحثا عن الرزق
الكويت ـ كونا

امتهن اهل الكويت قديما (الغوص على اللؤلؤ) في رحلة نحو مجهول البحر وقاع الخليج بحثا عن الرزق حينها تسلح الانسان الكويتي بارادة العازم وصبر المقتدر مكنه من التفوق في "اخطر المهن" لتوفير عيشه ومواجهة متطلبات حياة ذلك الزمان.
ورغم مشقة المهنة الا ان ركوب البحر كان الوسيلة التي تؤمن حياة الانسان الكويتي لانها مصدر الرزق الوحيد الذي عرفه اهل الكويت عن طريق المحصول الذي يجنونه من اللؤلؤ طوال فترة الرحلة والتي تمتد الى اربعة شهور.
وخلال تلك الرحلة الطويلة يتعزز لروادها مهارات الصبر وقوة التحمل والطاعة لاوامر (النوخذة) وهو قائد السفينة كما يكتسبون فضائل جديدة كالتعاون والتآخي بين البحارة.
ومعظم اهل الكويت الاوائل ركبوا البحر وغاصوا في اعماقه يجمعون المحار على أمل العثور على حبات اللؤلؤ بمختلف احجامه الا ان الغاية في (دانة) او (قماشة).
وكان اللؤلؤ (الدر الذي يستخرج من داخل المحار) عصب الاقتصاد الكويتي آنذاك اذ تختلف في الاحجام والشكل فالكبير منها يسمى دانة أو حصباة أو جوهرة والصغير منها يسمى قماشة (تلفظ القاف جيما قاهرية) ومن أشهرها دانة عمر الياقوت وجوهرة بن مدعج.
ولم تكن رحلة الغوص التي ينظمها النادي البحري الرياضي سنويا بتلك الرحلة العادية بل كانت تحقيقا للرغبة السامية من سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح الذي اعطى توجيهاته للنادي في تنظيم رحلة الغوص بهدف احياء ذكرى الاباء والاجداد وتعريف الشباب الكويتي بالمهنة الصعبة التي مارسها اباؤهم واجدادهم في ظل ظروف صعبة ووسائل بدائية.
واعرب عدد من النواخذة المشاركين في رحلة الغوص التي ينظمها النادي البحري سنويا عن الشعور بالفخر والاعتزاز بهذه المشاركة لعدة اسباب ابرزها الرعاية السامية لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.
واتفق هؤلاء في تصريحات متفرقة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان رحلة الغوص تترجم مدى اهتمام سموه بالشباب وبالتراث البحري الى جانب كونها تجسد التراث التليد الذي تركه الرعيل الاول من الاباء والاجداد والتضحيات التي بذلوها من أجل بناء هذا الوطن.
واكدوا ان مشاركتهم في الرحلة تحاكي قصة الرعيل الاول الذين عانوا مشقة الحياة وشغف المعيشة وواجهوا التحديات والصعوبات واهوال البحر من اجل كسب الرزق الحلال ومن اجل الاستمرار في بناء وطنهم الكويت.
واضافوا ان الرعيل الاول تميزوا بروح التلاحم والتعاضد والتعاون والوقوف الى جانب بعضهم البعض في كل الاحوال مؤكدين ان ما شهدوه في هذه الرحلة هو صورة مصغرة للمعاناة التي عاناها الاباء والاجداد من الظروف الصعبة التي مرت عليهم اثناء رحلات الغوص.
بدورهم اكد النواخذة الشباب المشاركين في الرحلة انهم واجهوا صعوبات وتحديات عديدة خاصة فيما يتعلق بحالة الطقس الصعبة كالحرارة والرطوبة وظروف الدراسة لان الرحلة جاءت مباشرة بعد الانتهاء من العام الدراسي وهي الفترة التي يفترض ان يستمتعوا باجازتهم الدراسية واخذ قصد من الراحة بعد عام دراسي طويل.
وقال هؤلاء ان تفضيل المشاركة في الرحلة خارج اطار الاسرة "وارتباطات السفر والسياحة" جاء لرغبتهم الشديدة في الاعتماد على النفس في كافة الامور دون اتكال على احد فضلا عن تجربة مواجهة صعوبات التأقلم مع الوضع المناخي والبيئي.
ولعل رحلة الغوص الحالية التي شارك فيها 200 شابا موزعين على عشر سفن عززت في هؤلاء الصغار الكثير من السلوكيات والعادات الحسنة التي عاش عليها الاباء والاجداد من حيث تحمل المسؤولية والصبر واحترام النوخذة وطاعة الاوامر الى جانب تعزيز الجانب الديني في اداء الصلوات في وقتها والتحلي بالاخلاق الحميدة.
وفي الجانب اليومي الذي عاشه الشباب هناك سلوك يومي يبدأ مع طلوع الفجر حيث يؤدي الشباب صلاة الفجر وبعدها يتناول الافطار الذي يعتمد على الاكلات الخفيفة لتنطلق السفن مع بداية شروق الشمس الى المواقع الرئيسية للمحار مع صيحات النهام الذي يشدو بصوته الجميل بكلمات من التراث البحري لترفع من معنويات الشباب وتحمسهم في ممارسة الغوص.
وبعد الحصول على المحار بكميات كبيرة يفترش البحارة ظهر السفينة لتفريغ المحار والمضي بعملية فلق المحار للحصول على حبات اللؤلؤ وحين الانتهاء من فلق المحار يبدأ البحارة بعملية تنظيف السفينة وتنظيف ملابسهم وتنفيذ تعليمات (النوخذة) و(المجدمي).
ويتناول الجميع بعد ذلك وجبة الغداء على ظهر السفينة والمكونة من الرز وقليل من السمك في محاكاة لصورة عاشها الاباء والاجداد قديما.
وحول مشاركة الشباب في رحلة الغوص هذا العام ومن خلال تواجدهم في بندر الغوص في منطقة الخيران التي تبعد عن مدينة الكويت تقريبا 100 كيلو لم تكن هناك معوقات تمنعهم من استكمال مهامهم ومشاركتهم في الرحلة حتى نهايتها لانهم وجدوا النادي البحري الذي اشرف على تنظيم هذه الرحلة كل التسهيلات وتوفير كل الامكانيات المناسبة.
وتنتهي رحلة الغوص ال26 اليوم التي انطلقت يوم الخميس الماضي من النادي البحري وسط حضور جماهيري كبير من الاهالي وتسمى نهاية الرحلة ب(القفال) بعد اسبوع يراه كثيرون مدة مناسبة لتحقيق الغاية في رسم صورة حية عن ماضي مشرف وتجسيد حقيقي لمعاناة الاباء والاجداد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة الغوص من أخطر المهن التي عرفها الإنسان الكويتي رحلة الغوص من أخطر المهن التي عرفها الإنسان الكويتي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab