تصور نفسك وأنت تتناول طعامك المفضل، وتجعل ذكرياتك جديرة بتجربة سينمائية رائعة.
من زخارف غريبة، وديكور مدهش، وملصقات لممثلين مفضلين، إلى مراجع أفلام جنونية، وأطباق مستوحاة من بوليوود. ومن تبني الأفلام الهندية في وضعياتها الإعلانية، وإطلاق حوارات الأفلام أو أغانيها على أسماء مكونات قائمة الطعام، فإن المطاعم التي تحمل بصمة بوليوود صارت أكثر انتشاراً وشيوعاً في الداخل الهندي.
افتتح بريانك سوخيا مطعم «لايت كاميرا أكشن»، وهو مطعم تراثي بأجواء بوليوود لكل هواة السينما، تعيش فيه أجواء بوليوود السينمائية: فيه منصة التصوير ثلاثية القوائم التي يستخدمها المخرجون، والكاميرات، وموسيقى بوليوود التي تعتبر في مجموعها من مكونات التسويق الرئيسية في المطعم الجديد.
لذا، يمكن القول إن مطعم «لايت كاميرا أكشن» مكان ممتع، وغريب، مع لوحات وأعمال فنية، وعروض ذات حوارات شعبية من أجواء بوليوود الحقيقية، على غرار عبارة «ميرا باس ما هاي» (والدتي بجانبي) من فيلم «ديوار» إنتاج عام 1975، وأكثر من ذلك بكثير.
يقول سوخيا: «نحن الهنود نحب نكهات أفلامنا. أردت منح كل محبي الطعام والموسيقى تجربة جديدة، بحيث تكون لدينا ليالٍ موسيقية يومية».هل أنت طفل «بوليوودي» على غرار أغلب الهنود؟ هل تنام في أجواء الأفلام، وتتناول مذاقات الأفلام، وتمارس أي عمل آخر بإيحاء من الأفلام؟
إذا كانت الإجابة: نعم، فيمكنك الآن أن تذهب بالفعل لتنعم بمذاق بوليوود. ولا مزاح هنا.
مقهى «مومباي ماتينيه» متخم بروعة بوليوود التسعينات. فجدرانه المزدانة بمختلف ملصقات الأفلام مليئة بالحقائق، والمقتطفات من الممثلين والممثلات المختلفين، وقائمة الأطباق المصممة على غرار لوحة الريجيسير التي تجعل التجربة أكثر لطفاً وطلاوة.
بمزيجه المميز من الطعام والأفلام، فإن مقهى «مومباي ماتينيه» عبارة عن دعوة لرواده لكي يعيشوا أفضل أيام حياتهم؛ حيث المفروشات غير التقليدية مع حافظات المناديل المصنوعة من عُلب أشرطة الكاسيت القديمة، وتُقدم إليك الفواتير في بكرات الأشرطة. أسقف المقهى مُغطاة بأسطوانات التسجيلات القديمة. وأعيد تصميم وتجديد الجدران على طراز ملصقات الأفلام القديمة. ومن هنا، فإن أي شخص يهتم بمثل هذه الثقافة السينمائية يعتبر مطعم «مومباي ماتينيه» يبدو مثيراً للدهشة، وربما الذهول.
يقع «بوليوود كافيه» في مدينة نويدا على مشارف العاصمة دلهي، وهو من بنات أفكار الزوجين براتيك وسيب جامبهير. وفي ذكرهما لتفاصيل التفكير وراء هذا المفهوم، يقولان: «نشأت فكرة المقهى المستوحى من أجواء بوليوود خلال أيام دراستنا الجامعية نفسها، عندما كنا -شأننا شأن غيرنا من الشباب- نقضي كثيراً من الوقت في مشاهدة الأفلام وتناول الطعام في المطاعم. كنا دائماً نتصور دمج الاثنين معاً في كيان واحد، والفكرة هي منح رعاتنا مكاناً للاسترخاء، وتذكر بعض أفضل أيام حياتهم».
لا يعتبر مقهى «مومباي ماتينيه» مخصصاً للشباب فحسب، وإنما هو لكبار السن أيضاً، ممن يمكنهم تذوق الأطعمة الرائعة في هذه المطعم. يقدم المقهى مجموعة كبيرة من الأطباق الشهية، ولكن من بين الأطباق التي لا ينبغي تفويتها هناك: المعكرونة بالصلصة البيضاء، والفطر المحشو، ولحم «الضأن روغان جوش».على نحو مماثل، ملصقات بوليوود النابضة بالحيوية، والديكورات غير المألوفة، والأضواء الساطعة، والأهم من ذلك الطعام الرائع، يجعل مطعم «غارام دارام»، في قلب العاصمة دلهي، المكان مثالياً لحفلات العشاء العائلية، والتئام أفراد الأسرة؛ إذ يحتوي المطعم على أفلام وحوارات للممثل المخضرم دارميندرا، ويتخذ منها تيمة رئيسية لأجوائه.
يقول أومانغ تيواري: «بطل بوليوود المخضرم دارميندرا لا يزال المفضل لدى الجميع. وكان كالحاكم على أفئدة عشاقه منذ أيام شبابه، وكذا أفلامه، وحواراته، وأغانيه الأسطورية. ومع وضع هذا في الاعتبار، فقد فكرنا في منح الأولوية لأول مطعم مستوحى منه ومن أعماله. لقد قدم لنا آراءه في تصاميم المطعم الداخلية، من خلال إعلامنا بأفلامه وحواراته المفضلة. ومن ثم صار مطعم (غارام دارام) موئلاً لأولئك الذين يتمتعون بأبسط عناصر الحياة، من الطعام الرائع والموسيقى الجيدة».
بعد ضجة أحدثها في دلهي عن طريق تقديم الطعام الفاخر، والخدمة المذهلة، والمكان الرائع الذي يمكنك زيارته رفقة أجدادك وأطفالك، افتتح فرع آخر من مطعم «غارام دارام» في هاريانا، مع قدرة استيعابية تبلغ 1200 شخص.
يحتوي المكان على عديد من الأركان الغريبة التي تجعلك تقع في غرامه، مع مدخل غريب لأكبر دبابة، ذلك الذي يُعيد ذكريات مشهد دارميندرا المفضل للدبابة من فيلمه الكلاسيكي «شولاي» إنتاج 1975، إذ يستطيع المكان استثارة الحنين لأفلام الممثل دارميندرا في قلوب الرواد.
وبما أن هذه المطاعم لا تقدم للعملاء طعاماً فحسب، وإنما تجربة يمكنهم الاعتزاز بها، فإنها تجذب عدداً كبيراً من الرواد. كما تجذب المطاعم الواقعة داخل أو بالقرب من دار السينما، الزبائن الذين يخرجون لمشاهدة الأفلام فقط.
مقهى وبار «فيلمي كافيه» الذي تبلغ مساحته نحو 1500 قدم مربع، هو بالتأكيد من أكثر المقاهي جاذبية وترفيهاً للزوار في دلهي. وللمقهى قسمان مختلفان مخصصان لبوليوود وهوليوود. مع جدران متخمة بملصقات أفلام بوليوود وهوليوود الشهيرة، رفقة الحوارات ومقتنيات غريبة، مثل «راديو بي كي» الخاص بأمير خان، وخوذة الحرب من فيلم «300»، وما إلى ذلك، فالمكان يحتوي على قسمين منفصلين، أحدهما مخصص للسينما الهندية والآخر لنظيرتها الأميركية.
لكل منهما أثاثه وديكوراته المختلفة، فضلاً عن شيء واحد مشترك، ألا وهو جوهر بوليوود وهوليود على التوالي؛ حيث تتزين الجدران بالشخصيات، والأفلام، وحوارات الأفلام وشخصياتها المفضلة.
يعرض ركن بوليوود بالمقهى نماذج من أمثال فيلم «هوم آبكي هاين كاون» 1994، وفيلم «قيامات سي قيامات تاك» 1988، وفيلم «شولاي» سالف الذكر، وفيلم «ديلوالي دولهانيا لي جاينغي» 1995، وفيلم «أنداز أبنا أبنا» 1994، وما إلى ذلك على أحد جوانب المقهى. وعلى الجانب الآخر شاهدنا بعض الحوارات الرائعة التي أثارت الحنين للماضي الجميل؛ حتى أن الذاكرة تتوه بك إلى غياهب النسيان بمجرد أن تقرأ تلك العبارة: «باسانتي إن كوتون كي سامني مات ناشنا تو أول إز ويل»، كلنا لدينا ذكريات رائعة متعلقة بهذه الحوارات.
حسناً، سوف يشعر أي شخص بالإلهام من هذا المكان الرائع. فهي ليست جدران مجردة، وإنما تتناثر أسفلها وسادات غريبة تضم شخصيات وحوارات أخرى.
أما ركن هوليوود فيمتلئ بذكريات «العميل 007»، وأفلام: «كازينو رويال»، و«داي أناذر داي»، و«فروم راشا ويذ لوف»، ناهيكم عن أفلام البطل آرنولد شوارزنيجر.
كان لركن هوليوود في المقهى أرائك ذهبية ضخمة وراقية، بينما تميز ركن بوليوود بأثاث أبيض وأزرق نابض بالحياة.
يقول بوفان سينغ، مؤسس المقهى: «بما أن الطبخ هو شغفي الوحيد، أردت أن افتتح مطعماً غريباً لجميع سكان دلهي. ولا أفضل من افتتاح مقهى وحانة لهما الطابع نفسه من بوليوود وهوليوود على حد سواء، في واحد من أقدم المباني في (كانوت بلايس)، وإلى جوار دار العرض السينمائي الضخمة».
ليس هذا فحسب، ففي مومباي، افتتح مؤخراً أحد محبي الفنان سلمان خان مطعماً باسم «بهايجانز»، وهو مخصص لعشاق هذا الممثل.
ويحتوي المطعم على أفلام سلمان خان وملصقاته على جميع الجدران، كما يحتوي على قائمة طعام مختلفة تماماً، مثل: «إنداز أبنا» (أسلوبي الخاص)، و«تشيكن توسي غريت هو» (الدجاج الرائع)، و«نمبر وان فيش»، بأسماء أفلامه.
ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد، فقد شهد عديد من الأماكن الأخرى مثل مومباي وحيدر آباد إنشاء مطاعم ذات طابع بوليوودي واضح.
فهناك مطعم «هيتشكي» في مومباي بطابعه البوليوودي المثالي الذي يقدم «الثالي» الطبق الهندي الرئيسي في المطعم، والمستوحى من فيلم «غوغو توسي غريت هو» 2008، (غوغو كم أنت عظيم). وتتعلق التيمة الرئيسية هنا بالتوق والحنين إلى الماضي.
أما البنود الأخرى على قائمة المطعم فهي على أسماء بعض مشاهير بوليوود: «بانيرتي بوتير ماسالا»، و«شاروخان»، و«عاليا باهات صلاد»، و«سلمان بان»، و«بريانكا كوبرا تشوتني»، و«كوفي ويذ غارام»، و«أنوبام خير (بودينغ)»، و«شيكنا رانوت ماسالا».
يقول أرجون راج خير، صاحب العلامة التجارية لمطعم «هيتشكي»: «هناك في قلب المطعم، تنغمس بوليوود في حالة من الحنين العذب الجميل. إنها مصدر إلهامنا وقوتنا الدافعة. ومع (غوغو توسي غريت هو)، نرفع نخب الكؤوس إلى غوغو دائم الحياة، وأحد أروع أشرار السينما الهندية قاطبة».
مطعم «إيتمور 70 مم»، هو مطعم فاخر ولذيذ ينتشر على مساحة 70 متراً، مع نسق بوليوودي ظاهر في حيدر آباد. ويتحدث تصميمه الداخلي كثيراً عن تطور الأفلام الهندية عبر العقود الماضية. وسوف تجعلك ملصقات الأفلام الشهيرة تشعر كأنك جالس في ستوديو تصوير تلك الأفلام. وسوف تجلب الخطوط المفردة الفكاهية حول الطعام هناك ابتسامة هادئة على وجهك.
تجهز الجزء الداخلي من المطعم بملصقات الأفلام الهندية من عصور بوليوود المختلفة، تلك التي تجعلك تشعر بالحنين إلى ذكريات أبطالك من الممثلين والممثلات المفضلين من ماضي بوليوود الجميل. وتعد زيارة إلى مطعم «إيتمور 70 مم» في حيدر آباد مثل ركوب آلة الزمن للعودة إلى أيام أفلام بوليوود السبعينات والثمانينات: «بوبي»، و«دون»، و«ديوار»، و«كولاي»، و«عمار بريم»، و«جايد»، وغيرها من أفلام بوليوود الخالدة.
بدأ مطعم «باربيكيو نيشن» حملة قائمة ومهرجان الطعام التي يغلب عليها طابع بوليوود، عبر تنظيم «مهرجان بوليوود للشواء»، وإطلاق موكتيلات بوليوود الخاصة. ويقول أوداي مينونن، صاحب العلامة التجارية للمطعم الجديد: «يُعد (غريل سي) احتفالاً بأفلام بوليوود التي ابتكرت بعض الشخصيات التي لا تنسى على مر السنين، والحوارات التي صارت فولكلورية، والأغاني التي نترنم بها بعد عقود من إصدارها. ومن المؤكد أن قائمة المشروبات والأنشطة الخاصة بنا، ذات الطابع البوليوودي الخاص، سوف تثير براعم الذوق والإحساس والإبداع لدى ضيوفنا».
دخلت سلسلة مطاعم «برغر كينغ» العالمية -التي درست العقلية الهندية لمدة 3 سنوات تقريباً- السوق الهندية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، عن طريق لوحات الإعلانات الضخمة التي استتبعت إصدار أغنية بوليوود الشهيرة: «تو تشيزي بادي هاي ماست» (أنت عظيم)، و«برغر كا كينغ كاون» (من هو ملك البرغر؟) وأكثر من ذلك بكثير.
غير أن ذلك لا يوقف الصناعة عند هذا المُقام، فهوس المطاعم والمقاهي المستوحاة من بوليوود لا ينقطع أبداً.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك