هونغ كونغ ـ مازن الأسدي
تتميز قرية "تاي أون" في هونغ كونغ، بأنها جنة المأكولات البحرية، حيث الصفوف الطويلة من السلال الحمراء اللامعة التي تحتوي على أنواع شتى من الطعام مثل الجمبري، خيار البحر، سمك الماو والمحار، والسمك المجفف من مختلف الأنواع الذي يتدلى من السقف من خطافات عُلق بها، ومئات الحاويات الزجاجية المملوءة بمعجون الجمبري من الذي تشتهر به المنطقة، مما جعلها تتصدر قائمة مراكز صناعة هذه الأطعمة، ورشحها إلى أن تكون ضمن أكبر الأدلة السياحية العالمية .
وتعد "تاي أون" أقدم قرية صيادين في هونغ كونغ، والمعقل الأول لعائلات الصيادين من قبائل "التانكا"، الذين توارثوا المهنة من قديم الأزل ولا تزال الأجيال الجديدة منهم تحافظ على أسرارها وتقاليدها حتى الآن، وتستعد لتسليمها للأجيال القادمة أيضًا.
وإذا ما تحدثنا عن الأطعمة البحرية، فلابد لنا من ذكر تاي أون، لأنها ببساطة تتصدر قائمة مراكز صناعة هذه الأطعمة، لما تقدمه من وجبات مميزة وخاصة جدًا، حيث يتوافر للقرية أنواع من الأسماك والكائنات البحرية القابلة للأكل لا تتوافر لغيرها من قرى الصيد في العالم مثل جمبري الماتنز، كما ينفرد الطهاة في القرية بوصفات سرية لا يعرفها غيرهم، من أهم سماتها المزج بين المأكولات البحرية وغيرها من المأكولات، وأشهر هذه الأصناف التي لا يمكن أن تصادفها في مكان آخر جمبري الماتن بجلد الخنزير.
هذا ولا تقتصر تاي أون على كونها قرية صيد أو مركزًا للمأكولات البحرية فقط، حيث كانت في يوم من الأيام أهم نقطة يدخل عبرها المهاجرون الغير شرعيين إلى هونغ كونغ من الصين، هذا ولم تتوقف عند هذا الحد حيث انفردت بتقديم مطبخ عالمي جديد للمأكولات البحرية، لتدفع الاتجاه السائد نفسه في البلاد، حيث تعتبر المواد الغذائية هي العمود الفقري لاقتصاد هونغ كونغ، مما دعا إلى أن تقوم القرية الصغيرة بالمشاركة في النمو من خلال ما تقدمه من منتجات غذائية تنفرد بها عن جميع أنحاء العالم مثل مرقة السلحفاة البحرية، لتبدأ تاي أون في تطوير واحد من أشهر المطابخ العالمية.
وكان لهذا الصيت الذائع للقرية مردودًا إيجابيًا على نشاط المطاعم في هونغ كونغ بأكملها، حيث شجعت سمعتها الطيبة في الطهو وإعداد المأكولات البحرية على إكساب مطاعم المدينة قدرًا كبيرًا من الشهرة، التي أدت إلى رواج تلك المطاعم ووصولها إلى العالمية، لتُضمن أكبر الأدلة السياحية العالمية حيث ذهب دليل ميشلان السياحي إلى هونغ كونغ لتسجيل أشهر مطاعمها، حتى يتسنى للسائحين التعرف عليها ومحاولة الدخول في تجربة جديدة مع أطعمتها الصينية المميزة جدًا.
ويُعتبر مطعم مينج كورت بلانجهام بلايس، أول المطاعم المسجلة في دليل ميشلان، وهو الفندق الذي يوجد له فرع آخر في لندن، ويتميز بالمحافظة على التقاليد الصينية العتيقة في تناول الطعام، حيث تستخدم أواني الخزف في تناول الشاي، والطاولات الدوارة التي تسمح للجميع في اقتسام ما عليها من أطعمة بسهولة بالغة، وسط تلألأ الأضواء المتقطعة أثناء الجلوس على المقاعد المريحة بنفسجية اللون.
أرسل تعليقك