بيروت ـ أنور ضو
أطلقتْ "جمعية غدي" في سياق أنشطتها البيئية، المُقرَّرة للعام الدراسي الجاري، (2013 – 2014)، حملة لزرع الأرز، على صعيد مشتلها الزراعي التربوي، الذي أنشئ بالشراكة مع وزارة البيئة في العام 2002، وبالتعاون مع "مدرسة النهضة الوطنية–دير الشير"، في بلدة بمكين، في قضاء عاليه، شملت كخطوة أُولى الكثير من المدارس الرسمية والخاصة في جبل لبنان، على أن تشمل لاحقًا المدارس في مختلف المناطق اللبنانية.
وكان طلاب المدارس أحضروا "أكواز" الصنوبر من محمية أرز الشوف، التي تعتبر شريكة في هذا النشاط، وعملوا على استخراج البذار منها، وفق طرق علمية لكي تصبح صالحة للزرع، بينما تولوا أيضًا تهيئة أكياس النايلون والأوعية البلاستيكية، فضلًا عن تحضير التراب، وتسميدهن وتنظيفه من الشوائب.
وأثنى رئيس الجمعية، المربي فادي غانم، قبيل انطلاق الحملة، على "ما بذله الطلاب من جهود أتاحت الشروع في الزرع اليوم"، مشيرًا إلى أننا "طرحنا أخيرًا مع وزير البيئة ضرورة تعميم تجربة المشاتل الزراعية في المدارس على غرار مشتلنا الذي ينتج سنويًّا آلاف الأغراس، ويرفد بها المؤسسات التربوية والجمعيات الأهلية في مختلف المناطق اللبنانية".
ولفت غانم، إلى أن "وزير البيئة أبدى اهتمامًا، وطلب منا إعداد ملف كامل عن مشتلنا للنظر في إمكانية تعميم التجربة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم العالي"، موضحًا "أننا نحضر للقاء وزير التربية ووضع تجربتنا بتصرفه".
ورأى أن "التحديات التي تواجهنا على مستوى تراجع الأحراج تفترض ملاقاتها بعيدًا من التدريس النمطي الذي يكاد يقتصر على إحياء يوم الشجرة".
وتابع غانم، "تجربتنا كما ترون قائمة على عمل التلامذة، فهم يحضرون التراب والأوعية والأكياس ويهيئون البذار ويزرعون، ويتابعون ما زرعوا، ومعظم التلامذة أهدوا أغراس الأرز والصنوبر لأمهاتهم، ومنهم من أخذ غرسته وزرعها قرب بيته"، لافتًا إلى "أننا في تلك الروحية لا يمكن لهذا التلميذ أن يقطع شجرة في المستقبل".
وأوضح أن "المشتل شرع أبوابه منذ سنوات عدة للمؤسسات التربوية الكافة في لبنان"، لافتًا إلى أن "هذا النشاط اليوم هو امتداد لأنشطتنا المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات".
وأضاف غانم، "يقوم التلامذة بفتح "الأكواز" بطريقة معينة، واستخراج الأوراق التي تحمل البذور الجيدة، وتكون كل بذرة ملتصقة بورقة رقيقة، ومن يضعون البذور المنتقاة في أوعية خاصة ويقومون برش التربة الرملية فوقها، ومن ثم توضع في البراد على درجة حرارة ما دون الصفر للاحتفاظ بالرطوبة لفترة تمتد شهرًا أو أكثر، في تلك الفترة تكون البذرة أصبحت جاهزة للزرع بعد تصمّغها، ومن ثم نبدأ زراعتها في أوعية صغيرة للعام الواحد، ومن بعدها نقوم بنقلها إلى وعاء أكبر أو زرعها في الأرض مباشرة إذا توفرت سبل العناية".
يذكر أن عددًا من التلامذة عرضوا تجربتهم ومساهمتهم في تأمين أغراس لحملات التشجير في المناطق اللبنانية كافة.
أرسل تعليقك