رام الله ـ الروسية
نجح فريق من خبراء زراعيين روس وصلوا للأراضي الفلسطينية مؤخراً، في علاج شجرة في مدينة أريحا يقدر عمرها بألفي عام.
الشجرة الأثرية من نوع الجميز التي تحظي بقدسية خاصة عند المسيحيين، تدهورت حالتها وباتت أوراقها تتساقط وتميل إلى الاصفرار، فيما تآكل جذعها الرئيسي، الأمر الذي كان يهدد بسقوطها.
يقول ايغور جورافليوف، مدير المتحف الروسي في أريحا، إن جزءا من مشكلة الشجرة كان بسبب تركها وعدم الاهتمام بها منذ بناء المتحف الروسي في العام 2010.
وأوضح جورافليوف أن الخبراء الروس قاموا بتغيير التربة وصمموا شبكة ري لوصول المياه لجذور الشجرة العميقة، وقاموا بتشكيل لجنة لمكافحة الحشرات والأمراض الموجودة في الشجرة.
وشكل وفد روسي من ثلاثة خبراء زراعيين برئاسة البروفسور في علم الأشجار إيفان كوليكوف، حيث باتوا ينظمون زيارات دورية للاطمئنان ومتابعة تطور الشجرة كل 6 أشهر.
ويرى مدير المتحف خلال حديثه مع "أنباء موسكو" أن الروس يعتبرون قطعة الأرض الموجودة فيها الشجرة من مسؤوليتهم بعد أن استطاعوا إعادة ملكيتها لروسيا الاتحادية.
وأكد مدير المتحف أن الخبراء نجحوا في علاج هذه الشجرة نتيجة متابعتها منذ 3 سنوات ومكافحة الأمراض، الأمر الذي أدى لتحسن كبير على الشجرة وأصبحت تطلق الأوراق الخضراء والثمر.
وعبر الروس عن فرحتهم لنجاحهم في علاج الشجرة، لكنهم ما زالوا متخوفين على مصيرها بسبب وجودها قرب شارع رئيسي في مدينة أريحا، وامتداد جذورها لهذا الشارع، مما يجعلها عرضة للتأثر بالغازات المنبعثة من السيارات.
وعن سر الشجرة يقول مدير المتحف الروسي إن "سيدنا المسيح عندما كان في أريحا التقى مع السكان المحليين عند هذه الشجرة وخصوصاً مع رئيس العشارين الذي أتى بالضرائب في عهد الرومان وكان اللقاء عند الشجرة وهذه القصة موجودة بالإنجيل".
وأشار مدير المتحف إلى أن الروس قاموا بشراء قطعة الأرض الموجودة عليها الشجرة عندما كان الأتراك في فلسطين عام 1883، حيث كان الحجاج الروس يأتون كثيراً إلى فلسطين في تلك الفترة وخاصة أريحا، لذلك تم شراء الأرض بسبب وجود الشجرة فيها لأنها من ناحية دينية لها قدسية خاصة عند المسيحيين.
وقال محمد جلايطةـ رئيس بلدية أريحا، إن الشجرة تعتبر من أهم المعالم السياحية والدينية الموجودة في مدينة أريحا، مؤكداً أن وجود المتحف الروسي في المكان نفسه أعطى اهتماما لهذه الشجرة.
وأضاف لقد أصبحت مزاراً سياحياً محلياً ودولياً، خاصة أن الشجرة تكتسب أهمية كبيرة لدى المسيحيين.
وشكر جلايطة الحكومة الروسية التي اهتمت وبشكل كبير بهذه الشجرة، وأرسلت وفداً من الخبراء لعلاجها، مشيراً إلى أن الشجرة تعاني من وجود آفات عليها، وتجويفات داخلية في الشجرة قد تكون بيئة للأمراض.
وبين أن الفريق يعالج الشجرة منذ أعوام وقام بحفر سبع حفرات للسماح بوصول المياه لجذور الشجرة بالإضافة إلى مكافحته للأمراض التي أصابتها.
أرسل تعليقك