لبنان التربة مهددّة بالتلوث والتصحر وتشريعات بيئية لا تحميها
آخر تحديث GMT11:51:09
 العرب اليوم -

لبنان: التربة مهددّة بالتلوث والتصحر وتشريعات بيئية لا تحميها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - لبنان: التربة مهددّة بالتلوث والتصحر وتشريعات بيئية لا تحميها

بيروت ـ وكالات

للبيئة عنوانها للحفاظ عليها فكيف اذا كانت التربة التي تعتبر ركنا اساسيا " في حماية السلامة الصحية ؟ فهل تساءل احد منّا اذا كانت التربة تخضع للتشريعات البيئية للحفاظ عليها ؟ طبعا" لا، لأنها لا تخطر في بال احد بسـبـب نقص في التوعية و افتـقار الاحـكـام التي تعنى بالتـربة وعـدم تنـظـيم عمـلية ضـبط التعـديات الحاصـلة بالرغـم من وجـود النـصوص المتـعلقة بانجراف التربة وتدهـور نوعـيتـها، وأن قـانـون حـماية البيئـة 444 ـ 2002 لم يـول هـذا الموضـوع الاهـمـية الـلازمـة، وتم التـطرق اليـه بصـورة موجزة دون البحث في اثـار انجراف التربة التي تلوث في غالب الاحيان النظر، خصوصاً في فصل الشتاء حيث تمتلئ الشوارع والطرقات بالرمال والحصى التي تجرفها السيول فضلاً عن تلوث مجاري المياه وتدهور نوعيتها ما يؤدي الى تصحر الارض على المدى البعيد بسبب فقدان الغطاء الترابي الملائم لنمو الاشجار والنباتات. ان مخـاطر تلوث التربة تشـكل تهـديداً رئيـسياً للسلامة والصـحة خصـوصاً في المناطق السكنية الخبير البيئي الدكتور ولسون رزق لأنها تساهم بتلويث مجـاري الميـاه السـطحية نتيجة سيلان مياه الشتاء، وتؤدي في ما بعد الى تلويث المياه الجوفية من خلال تسرب الملوثات الى جوف الارض، وتمنع الغطاء النباتي من النمو مما يؤدي على المدى البعيد الى تفاقم مشكلة التصحر التي بدأت تظهر في لبنان تدريجياً. و اضاف:" انه من خلال مراجعة النصوص التشريعية البيئية لا سيما تلك المتعلقة بالتربة، يتبين بشكل واضح وجود ثغرات اساسية لان معظم القوانين والانظمة اللبنانية المتعلقة بموضوع حماية التربة من الانجراف والتلوث غير كافية وناقصة مما أضعف من سلطتها وشتت اهدافها.كل ذلك لأن لبنان ليس من البلدان الصناعية باعتبار أن الصناعة هي المصدر الرئيسي لتلوث التربة، ومن جهة أخرى لأن التكاليف التي تترتب على ادارة التربة باهظة بغياب التخطيط وانشار الفوضى." اما في ما يتعلق بمشكلة انجراف التربة فقد اقتصرت التعاريف في القانون الوضعي اللبناني على ما وضعته الاتفاقيات الدولية فغابت خصوصيتها ووصفها لوضع لبنان بشكل خاص ودقيق. خصوصا" من ناحية التخطيط، المعايير والشروط البيئية فالنصوص لم تعالج موضوع انجراف التربة بشكل مباشر بل من خلال نصوص مبعثرة تنظم القطاعات والانشطة التي قد تسبب بانجراف التربة لمنع قطع الاشجار وتنظيم رعي الماعز والبناء، المقالع والكسارات والزراعة. كما ان هذه النصوص وزعت المهام على وزارات عديدة دون تحديد الاستراتيجية الملائمة لتطبيق الاهداف المراد بلوغها، خلافاً للنصوص والانظمة الاوروبية. بالمقابل توقف الدكتور رزق حول موضوع التراخيص التي لحظت بعض الآليات خطوات تساهم في حماية التربة من الانجراف لكنها في معظمها غير مكتملة وبحاجة الى ارشادات للتطبيق.خصوصا" في ما يتلعق بتراخيص البناء ووجوب استبدال الاشجار المقطوعة كما في قضية المقالع والكسارات التي يتوجب اعادة تأهيل الموقع وتشجيره. إلا أن هذه الخطوات ليست كافية مقارنة بالنصوص الاميركية التي وضعت آليات تراخيص خاصة بقطع الشجر قبل الموافقة على تراخيص اية مشاريع. وتابع قائلا :" كل ذلك في ظل غياب المعايير والشروط غابت آليات المراقبة بشكل عام، باستثناء لحظ ادوار كل من وزارتي البيئة والزراعة في المحافظة على الثروات الحرجية والاشجار." من الملاحظ ان النصوص التشريعية الخاصة افتقرت بموضوع تلوث التربة الى تعريف مصادر التلوث، انواع التلوث والملوثات واهملت هذه التشريعات تعريف محاذير تلوث التربة والتأثير على الانظمة البيئية.أما بالنسبة للتخطيط البيئي، فافتقرت النصوص إلى مخططات لقمع ومكافحة تلوث التربة بما في ذلك وضع خطة تقييمية ومعالجة المواقع الملوثة بالاضافة الى وضع استراتيجيات للادارة العامة للمخاطر الناتجة عن تلوث التربة. عدا ان مـعايـيـر تصـنيف المواقـع الملـوثة لم تحـدد ولا ايضا" في معايير للتنظيف مما احدث خللاً في عملية ضبط تلوث التربة كما انه غابت معظم نصوص الحوافز البيئية والمساعدات المالية المتعلقة بدعم النشاطات الصديقة للبيئة في معظم القطاعات الملوثة واكتفت التشريعات بذكر رسوم التلوث الناتج عن طمر النفايات ورميها في الطبيعة وهذه الرسوم لا تستوفي الشروط البيئية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان التربة مهددّة بالتلوث والتصحر وتشريعات بيئية لا تحميها لبنان التربة مهددّة بالتلوث والتصحر وتشريعات بيئية لا تحميها



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab