تونس ـ العرب اليوم
كشف اتحاد الفلاحة والصيد البحري في القيروان وسط تونس، عن رصد بؤر جديدة للحشرة القرمزية. ووفق رئيس الاتحاد مولدي الرمضاني، تم رصد الحشرة بعمادتي أولاد عاشور والقطيطير من معتمدية بوحجلة، وبمنطقة الجواودة من معتمدية الشبيكة.
وقال الرمضاني في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، إن عملية المداواة بدأت فورا مع الشروع في حفر خنادق لردم غرسات التين الشوكي المصابة للحد من انتشار الآفة.
وأشار الرمضاني حسبما نقلت صحيفة "الشروق التونسية" إلى أنه تم خلال الأسبوع الماضي اكتشاف بؤرة بمنطقة الجواودة القوازين بمعتمدية الشبيكة، وتم التدخل سريعا على مسافة حوالي 100 متر لمداواة وقلع وردم التين الشوكي المصاب.
الحشرة القرمزية.. خطر داهم يهدد التين الشوكي في تونس
تعتبر الحشرة القشرية القرمزية Dactylopius opuntua من الآفات الخطيرة بالنسبة إلى غرسات التين الشوكي، إذ تلحق أضرارا بليغة بهذا النبات لكونها تمتص نسغ أو عصارة النبتة فتظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع شيئا فشيئا.
تؤدي في النهاية إلى سقوط اللوح المصاب وموت الجذع في حالة شدة الإصابة.
تنتشر هذه الآفة بسرعة كبيرة حيث يقوم الريح بحملها من مكان إلى آخر.
يمكن أن تنتقل هذه الحشرات عبر التصاقها بالآلات الزراعية والشاحنات وأصواف الأغنام والأعلاف القادمة من المناطق الموبوءة.
طريقة الإصابة وصعوبة المكافحة
الخبير في المعهد الوطني للعلوم الفلاحية بجامعة قرطاج الدكتور بوزيد نصراوي، كان قد قال في تصريح سابق لموقع "دوت الخليج" إن الحشرة القرمزية، وهي من نصفيات الأجنحة "تصيب التين الشوكي على مستوى سطح الألواح، عادة في شكل مستوطنات متفرقة ومختلفة الأحجام، مستقرة حول المنطقة السفلى للشوك، وتتسبب في الأضرار دائما الأنثى واليرقات التي تبدو أجسامها بيضاوية أو مستديرة الشكل، ذات لون أرجواني داكن يتحول إلى أحمر فاتح حين يتم سحقها، وهذا اللون هو لون مادة القرمز التي تتميز به الحشرة".
وأوضح نصراوي: "تفرز الأنثى واليرقات خيوطا شمعية بيضاء تحميها كغطاء وتمكنها من التنقل من لوح إلى لوح. وعند الإصابة، تظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع شيئا فشيئا وتؤدي في النهاية إلى سقوط اللوح المصاب وموت الجذع وإلى 100 في المئة من الخسائر في حالة الإصابة الشديدة".
وكشف الخبير الزراعي أن "مكافحة الحشرة القرمزية عملية شاقة نظرا إلى صعوبة الولوج داخل مزارع التين الشوكي التي عادة ما توجد في أراض هامشية غير منبسطة وتمتد على مساحات شاسعة، وحسب تجربة المغرب الأقصى الحالية بإحاطة ودعم من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، تعتمد هذه المكافحة مبدئيا على الطريقة الكيميائية في انتظار تطوير طرق أخرى بيولوجية وزراعية والبحث على أصناف مقاومة أو على الأقل متحملة للآفة".
وتابع: "يجب على المصالح المختصة بوزارة الفلاحة الاستعداد بشريا وماديا وماليا لهذا التهديد الخطير، لأن انتشار مثل هذه الآفات والأمراض ينتقل بسهولة بين الدول المتجاورة، الموضوع خطير جدا باعتبار الأهمية القصوى لزراعة التين الشوكي لدى جانب كبير من الفلاحين وارتباط موارد رزق الكثير من سكان الريف بهذه الزراعة التي توفر غذاء للإنسان والحيوان، فضلا عن إمكانية تحويلها وتصنيعها".
قد يهمك ايضا
تونس تعمق آلام مواطنيها بزيادة جديدة لأسعار الوقود
الحكومة التونسية واتحاد الشغل يوقعان اتفاقا لإطلاق حزمة إصلاحات اقتصادية
أرسل تعليقك