استؤنفت الأعمال الإنشائية في "سد برادون" بريف اللاذقية الشمالي، غربي سوريا، وذلك بعد توقف طويل عن العمل استمر منذ سيطرة التنظيمات الإرهابية المسلحة على المنطقة عام 2012. ويعد هذا السد الضخم الذي صممته شركة "سوف إنترفود" الروسية، أحد أهم المشاريع المائية في المناطق الساحلية السورية، نظرا لدوره في تأمين مخازين ضخمة لقطاعي الري ومياه الشرب.مدير الموارد المائية في محافظة اللاذقية، المهندس فراس حيدر، قال لـ"سبوتنيك": تتم حالياً متابعة إنشاء "سد برادون"، وذلك بعد الانتهاء من الأعمال الفنية المرتبطة بمعالجة التخريب الناجم عن الاعتداءات الإرهابية في موقع السد، وتوقف الأعمال فيه لمدة طويلة، لتبدأ معها عمليات الردم الغضاري بعد إجراء الاختبارات والدراسات الفنية اللازمة وإنجازها.
وبين حيدر أن شركة "سوف إنترفود" الروسية هي التي صممت مشروع "سد برادون"، واصفاً التعاون مع الجانب الروسي فيما يتعلق بموضوع السدود بالتعاون الطويل والمميز، حيث واكب الخبراء والاستشاريون الروس، الذين كانوا حريصين دائماً على الوجود في موقع إنشاء السد، العمل لمتابعة سيره وتقديم الخدمات الاستشارية للتحقق من الشروط الفنية عبر التنفيذ، وذلك حتى توقف العمل عام 2012.
وتقوم كل من مديرية الموارد المائية والمؤسسة العامة للإسكان العسكري، بتنفيذ "سد برادون" الذي يعد أهم مشاريع وزارة الموارد المائية في الساحل، لدوره في تأمين تخزين إضافي للتوسع بمشاريع الري، وتأمين مياه الشرب عبر سد 16 تشرين، بالإضافة لكونه يتيح 100 مليون متر مكعب لتزويد السد بها، وإمكانية إرواء 7500 هكتار منه عبر شبكات غير منفذة حتى تاريخه، ناهيك عن إقامة أي منشأة لتأمين مياه الشرب للمناطق المحيطة بالسد.
وأضاف حيدر: انتهينا من مرحلة تقييم ردميات السد، وتأكدنا من سلامة الطبقات المكتومة، وحاليا نقوم بقشط طبقة تعرضت للظروف الجوية خلال السنوات الطويلة التي توقف بها العمل عند دخول التنظيمات الإرهابية إلى المنطقة عام 2012، مؤكدا الانتهاء من بعض المرافق الأساسية في السد الذي يتوقع الانتهاء من تنفيذه خلال عامين من تاريخه.
وتقدّر تكلفة الأعمال المتبقية لبناء السد بنحو 10 مليارات ليرة، وفق تقديرات أولية.
وتابع حيدر: في 2016، بعد تحرير المنطقة في عملية عسكرية للجيش السوري بدعم كبير من القوات الجوية الروسية، تم حصر وتقييم الأضرار الناجمة عن سرقة وتخريب التنظيمات الإرهابية، التي عمدت إلى تدمير المنظومة الميكانيكية والكهربائية ومنظومات القياس والمراقبة في موقع السد والأبنية الإدارية.
وفي كانون الأول 2012، اجتاحت التنظيمات الإرهابية منطقة "سد برادون" بريف اللاذقية الشمالي، وارتكبت مجازر بشعة بحق سكان المنطقة، ليتم بعد ذلك، تخصيص المنطقة لإقامة مستوطنات للمسلحين الصينيين والألبان في تنظيمي (الحزب الإسلامي التركستاني) و(جماعة الألبان)، إلى جانب مسلحين أتراك من جماعة (الذئاب الرمادية)، يدينون جميعا بالولاء للقومية العثمانية.ونهبت التنظيمات الإرهابية محتويات المشروع بالكامل، إضافة إلى سرقة أكثر من 105 آليات معظمها آليات ثقيلة، وتم تقدير حجم الخسائر (وفق أسعار عام 2016) بنحو 7.5 مليارات ليرة.
وبيّن حيدر أن أكبر تخريب إرهابي واجه التنفيذ هو قطع الكابلات لمنظومة المراقبة للسد وهي منظومة حسّاسات مؤلفة من 29 جهازا، مزروعة في السد من الأسفل للأعلى مهمتها قياس الضغط والتسرب والانتفاخ، موضحاً أنه تم إجراء عملية تقييم للحساسات وقد تم التعاون مع الجهة المنفذة للتعاقد مع جهة لتوريد كابلات لإعادة وصلها.
بدوره، بيّن مدير مؤسسة الإسكان العسكرية في اللاذقية المهندس يوسف عدرا لـ "سبوتنيك" أنه تمت العودة لاستكمال إنجاز مشروع السد عام 2018، وهو عبارة عن سد ركامي يتألف من نواة غضارية مركزية ووجه خلفي وأمامي من المواد الحصوية، وقد بلغت نسبة التنفيذ حتى تاريخه 81,6%، متوقعاً الانتهاء من تنفيذه عام 2023.
وحسب عدرا، تركزت الأعمال في السد بعد غياب سنوات لدخول الإرهابيين إلى منطقة السد، على إعادة البنية التحتية التي يقوم إنشاء السد على أساسها حيث تم تجهيز الكسارة، الشبكة الكهربائية، مولدة باستطاعة 5000 ك.ف.أ بجهود وخبرات كوادر المؤسسة، إضافة إلى المخبر الفني وإعادة المكاتب الإدارية إلى وضعها السابق.
ولفت عدرا إلى إعادة البنية التحتية للسد تتزامن مع إجراء الاختبارات اللازمة في بنية السد على النواة الغضارية بمواكبة من شركة الدراسات الهندسية، وذلك للتأكد من مواصفاتها بعد أن تركت لفترة طويلة، مشيراً إلى قشط متر وربع من النواة ووضع سن غضاري على طول محور النواة، مؤكداً أنه مع إنجاز هذه الأعمال تنطلق معها أعمال الردم الغضاري في جسم السد.
وعن ماهية الأعمال المتبقية لإنجاز السد، أشار عدرا إلى اعمال الردميات التي يقتصر العمل فيها على فصل الصيف، وذلك لأن الردم الغضاري لا يمكن تنفيذه أثناء الأمطار، بالإضافة لإنتاج الفلاتر التي توضع في المنطقة الفاصلة بين الغضار ورمل السد الذي يمثل الوجهين الأمامي والخلفي للسد.
من جهته، بيّن رئيس جهاز الإشراف في "سد برادون" المهندس حسن محمود أن السد هو السد الأول في سوريا الذي يتم تنفيذه بتقنية جديدة وهي خلط الغضار بالحصويات التي تعتبر فنياً أفضل من الغضار الصافي.
"سد برادون" هو سد ركامي يتألف من نواة غضارية مركزية مؤلف من وجهين أمامي وخلفي من المواد الحصوية، ويصل حجم التخزين في السد إلى 140 مليون متر مكعب وارتفاعه 72 متراً وطول جسم السد 806 متراً.
قد يهمك ايضا
سورية تشهد حدثا فلكياً نادراً نتيجة مرور الأرض ببقايا مذنب
سوريا تصدر بيانا بشأن حادث بحر عمان
أرسل تعليقك