رام اله ـ وفا
اصدر الجهاز المركزي للإحصاء وسلطة المياه، الخميس، بيانًا صحافيًا مشتركًا لمناسبة يوم المياه العالمي الذي يصادف السبت المقبل، جاء فيه أن ما يزيد عن ربع المياه المزودة للقطاع المنزلي يتم شراؤها من شركة المياه الإسرائيلية.
وورد في البيان أن إصداره جاء 'انطلاقا من أهمية المياه والطاقة في جميع مجالات الحياة الحيوية اللازمة للتنمية المستدامة والنمو الاقتصادي، ونظرا لأهمية القطاعين معا لأي مجتمع فقد أعلنت الأمم المتحدة أن شعار يوم المياه العالمي لعام 2014 الذي يصادف يوم 22 آذار من كل عام هو 'المياه والطاقة'، كما أورد أيضا:
ما يزيد عن ربع المياه المزودة للقطاع المنزلي يتم شراؤها من شركة المياه الإسرائيلية
أدى تطور الحياة في المجتمع الفلسطيني الى ازدياد الطلب على المياه لتحقيق اهداف التنمية المستدامة والتطور الاقتصادي إلا ان محدودية المصادر المائية المتاحة تقف كعائق كبير امام ذلك, حيث وصلت كمية المياه المتاحة 349.2 مليون م3 عام 2012, منها 56.6 مليون م3 يتم شراؤها من شركة المياه الاسرائيلية 'ميكروت' والتي تشكل ما نسبته 28% من المياه المزودة للقطاع المنزلي بالإضافة إلى 130 مليون متر مكعب ضخ جائر من الحوض الساحلي في قطاع غزة.
ولقد كان لتزايد اعداد السكان وثبات كمية المياه المتاحة حسب اتفاقية أوسلو اثرا ملحوظاً في التأثير على حصة الفرد الفلسطيني من المياه المستهلكة والتي وصلت إلى 76.4 لتر/فرد/يوم عام 2012 في الضفة الغربية بينما كانت 89.5 لتر/فرد/يوم في قطاع غزة مع الاخذ بعين الاعتبار ان ما يزيد عن 95% من مياه قطاع غزة لا تنطبق عليها معايير منظمة الصحة العالمية لمياه الشرب، وهي من حيث الكمية أقل من الحد الأدنى الذي توصي به المنظمة ذاتها وهو (100 لتر/فرد/يوم) كحد ادنى، وبناء على المعلومات المائية للعام 2012 فإن نسبة المياه التي يحصل عليها الفلسطينيون من مياه الأحواض الجوفية في الضفة الغربية لا تتجاوز 15%من مجموع المياه المستغلة منها, في حين يحصل الاحتلال الإسرائيلي على ما يزيد عن 85% من مياه الأحواض ذاتها، ناهيك عن أن الفلسطينيين محرومين من الوصول إلى مياههم في نهر الاردن منذ العام 1967.
48.8% من الأسر في فلسطين عام 2013 تعتبر المياه جيدة, وتتباين هذه النسبة بشكل كبير على مستوى المنطقة حيث بلغت 73.5% في الضفة الغربية مقابل 5.8% في قطاع غزة. إن تدني هذه النسبة في قطاع غزة يعزى إلى ارتفاع نسبة الملوحة في المياه بسبب تسرب المياه العادمة إلى المياه الجوفية, بالإضافة إلى عدم وجود ضبط لمياه الشرب من قبل الهيئات المحلية في قطاع غزة.
27% من الأسر في فلسطين عام 2013 تتوفر لديها خدمة الإمداد بالمياه بشكل يومي, في حين بلغت نسبة الأسر التي تتوفر لها خدمة الإمداد بالمياه من 3-4 أيام اسبوعيا على مستوى فلسطين 51.3%.
تعتبر اسرائيل المصدر الرئيسي للكهرباء في فلسطين، حيث تم استيراد 4,702 جيجاواط.ساعة من اسرائيل بما نسبته 88.7% من الطاقة الكهربائية المشتراة في فلسطين والبالغة 5,301 جيجاواط.ساعة وذلك للعام 2012، أما باقي كمية الكهرباء فيتم شراؤها من الشركة الفلسطينية للكهرباء بما نسبته 7.4% حيث يتم توليدها محليا في قطاع غزة، ويتم استيراد 2.3% من مصر، بالإضافة الى 1.6% من الاردن، أما فيما يتعلق بالمشتقات النفطية المستوردة في فلسطين فيتم استيرادها بشكل كلي من إسرائيل، الأمر الذي يضع فلسطين في مصاف الدول الأعلى ثمناً لأسعار الوقود والطاقة.
حوالي ثلثي الأسر الفلسطينية تعتمد على السخانات الشمسية للحصول على المياه الساخنة في فلسطين
بينت نتائج مسح الطاقة المنزلي (تموز, 2013) الذي نفذه الجهاز أن حوالي 62% من الأسر الفلسطينية تستخدم السخانات الشمسية للحصول على المياه الساخنة، وبالتالي توفر أكثر من 600 جيجاواط.ساعة تقدر قيمتها بأكثر من 100 مليون دولار سنويا حسب سلطة الطاقة، مما يضع دولة فلسطين في مقدمة الدول المستخدمة لهذه الطاقة المتجددة، مع ملاحظة تناقص نسبة الأسر التي تستخدم السخانات الشمسية في فلسطين من 72% في العام 2001، إلى 62% في عام 2013، كما أن حوالي 32% من الأسر تعتمد على الطاقة الكهربائية كمصدر رئيسي لتسخين المياه وفقا لبيانات الطاقة 2013.
تعتبر كمية الفاقد من المياه من أهم المشاكل التي يعاني منها قطاع المياه في فلسطين, حيث وصلت كمية الفاقد من المياه عام 2012 حوالي 77.3 مليون م3، وعليه فإن الحكومة الفلسطينية تعمل جاهدة على تقليل الفاقد عبر تأهيل الشبكات ومحاربة التعديات في شبكات مياه الشرب العامة مما يحد من كمية فقدان المياه ويوفر الطاقة المستخدمة في ضخ هذه الكميات من المياه.
كما تقوم الحكومة الفلسطينية بالبحث عن مصادر بديلة للمياه لتخفيف العبء على المصادر المائية المتاحة للشرب, ومن أحد الحلول التي يمكن من خلالها تخفيف العبء على مصادر المياه العذبة زيادة الاعتماد على المياه العادمة المعالجة واستخدامها لري المزروعات حيث تبلغ كمية المياه المستخدمة للأغراض الزراعية حوالي 111.5 مليون م3 سنوياً، كما يمكن استخدام هذه المياه في عمليات التبريد التي تحتاجها محطات توليد الطاقة إلا أن عملية معالجة وتحلية المياه العادمة بحاجة إلى كميات كبيرة من الطاقة التي في معظمها مستوردة من إسرائيل العالية التكلفة مما يزيد الأمر صعوبة، لذا يجب السعي الحقيقي للبحث عن مصادر متجددة للطاقة كطاقة الرياح وتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية الضوئية والتي لا تتطلب كمية مياه للحصول عليها. وأن هناك خطط لإنشاء محطات تحلية في قطاع غزة لتنتج حوالي 38 مليون متر مكعب من المياه المحلاة وهذه المحطات ستحتاج لأكثر من 35 ميجاواط حسب سلطة الطاقة، في حين وأن احتياجات قطاع غزة من الطاقة الكهربائية لقطاع المياه والصرف الصحي تبلغ 85 ميجاواط حتى العام 2018، بما فيها مشروع إنشاء محطة التحلية الاستراتيجي والذي سينتج 55 مليون متر مكعب من المياه المحلاة وذلك في الوقت الذي يعاني منه قطاع غزة حاليا من نقص حاد في إمدادات الطاقة الكهربائية.
أرسل تعليقك