تلوث المياه في باكستان يحصد عشرات آلاف الضحايا
آخر تحديث GMT16:12:05
 العرب اليوم -

تلوث المياه في باكستان يحصد عشرات آلاف الضحايا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تلوث المياه في باكستان يحصد عشرات آلاف الضحايا

تلوث المياه في باكستان
اسلام اباد ـ العرب اليوم

 تئن كنزا البالغة 15 يوما من الالم على سرير المستشفى في اسلام اباد وهي تعاني من الاسهال والتهاب في الدم.. فالمياه في باكستان إضافة الى ندرتها، تصل الى مستويات تلوث مأسوية وتحصد عشرات الاف الضحايا.

تتحرك كنزا المقمطة بغطاء ملون، ببطء لتشبه بذلك دمية حية صغيرة. وتبدي والدتها سرتاج استغرابها لهذا الوضع اذ تقول "في كل مرة أعطيها عبوة الرضاعة أعمد إلى غلي الماء".

والمقصود هنا "مياه القناة" في حي فايز آباد في العاصمة الباكستانية التي تشرب منها يوميا على رغم الأوساخ التي تعج بها الجداول التي تجتاز المدينة.

وبحسب الأمم المتحدة والسلطات الباكستانية، يعود 30 % الى 40 % من الأمراض والوفيات في البلاد إلى سوء نوعية المياه. 

ويؤكد الأستاذ الجامعي جويد اكرم عميد كلية الطب في اسلام آباد أن تلوث المياه يمثل "المشكلة الأولى على صعيد الصحة العامة". 

وفي كل عام، يموت 53 الف طفل باكستاني جراء الإسهال بعد استهلاك مياه غير صالحة للشرب وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف). 

وتنتشر في البلاد أمراض عدة متصلة بهذه الأزمة كالتيفوئيد والكوليرا والزحار والتهاب الكبد. 

وفي لاهور التي تعد 11 مليون نسمة، استحال نهر رافي الذي يمد المدينة بالمياه إلى مكب لمخلفات مئات المصانع الواقعة عند منبع هذا المجرى المائي. 

وبينت دراسات عدة وجود معادن ثقيلة في خراشيم الأسماك بحسب سهيل علي نقوي المسؤول عن برنامج المياه في الصندوق العالمي للطبيعة. 

هذه الأسماك يستهلكها السكان المحليون في وقت لاحق. كذلك يستخدم نهر رافي لري المحاصيل الزراعية في المناطق المجاورة، الغنية بدورها بالمبيدات الحشرية

- حاجات كبيرة - 

وثمة حاجة لاستثمارات طائلة في خدمات الصرف الصحي، بحسب البنك الدولي الذي أشارت تقديراته في العام 2012 إلى أن كلفة هذا التلوث تبلغ 5,7 مليارات دولار سنويا أي ما يقرب من 4 % من اجمالي الناتج المحلي في باكستان. 

وتعاني البلاد نقصا فادحا في البنى التحتية. ففي بلد "لا تشكل البيئة جزءا من الأجندة السياسية"، يسجل "غياب شبه كامل لمصانع معالجة المياه المبتذلة" بحسب عمران خالد الباحث في المعهد السياسي للتنمية المستدامة. 

ولا وجود لأي من هذه المرافق في لاهور. 

ويتساءل "يمكن المقتدرين شراء المياه في عبوات. لكن ماذا عن الباقين؟"

ففي كراتشي التي يعيش فيها 15 مليون نسمة، تسد شبكات مافيوية النقص المتأتي من تردي الشبكة المحلية للمياه التي غالبا ما تكون مقطوعة، اذ تبيع هذا السائل النفيس بأسعار باهظة باستخدام شاحنات صهاريج.

وأرغم القضاء في منتصف كانون الأول/ديسمبر ولاية السند وعاصمتها كراتشي على تقديم خطتها بحلول كانون الثاني/يناير بما يسمح "لجميع السكان" بشرب مياه شفة نظيفة، وذلك بعد محاكمة على خلفية اتهامات بنقص الكفاءة والفساد.

وفي مواجهة السخط الشعبي العارم، أعلنت ولايتا السند والبنجاب اللتان تضمان أكثر من نصف سكان البلاد اتخاذهما تدابير لتحسين نوعية المياه.

ولا تعاني المياه من التلوث فحسب بل باتت نادرة أيضا. فبحسب كل التقديرات الرسمية في باكستان التي سجل عدد سكانها ازديادا بواقع خمس مرات منذ 1960 ليصل إلى 207 ملايين نسمة، ستصل البلاد بحلول سنة 2025 إلى حالة "شح مطلق" مع أقل من 500 متر مكعب متوافرة من المياه لكل باكستاني، أي اقل بثلاث مرات من النسبة المسجلة في الصومال حاليا وفق منظمة فاو.

- "نقص في التربية" -

وفي ظل التبعات السلبية للتغير المناخي على باكستان التي تسجل ذوبانا للجليد في مجلداتها الضخمة في جبال هملايا وتشهد رياحا موسمية وفيضانات، لا تضم البلاد سوى ثلاثة أحواض رئيسية للتخزين في مقابل أكثر من الف في جنوب افريقيا وكندا بحسب بشير احمد من المركز الوطني للبحوث بشأن الزراعة.

من هنا لا يمكن حفظ أي فائض مائي لاعادة استخدامه خلال موسم الجفاف وفق أحمد الذي يندد ب"النقص في الرؤية السياسية".

وفي وقت تستحوذ الزراعة على 90 % من المياه المستخدمة في البلاد وفق الاحصائيات الرسمية، تعاني شبكة الري الضخمة المشيدة خلال مرحلة الاستعمار البريطاني مشكلات كبيرة تؤدي الى تعطيل الامدادات أو عرقلتها. كما أن بعض المحاصيل الزراعية تقام بشكل مناف للمنطق أحيانا.

ويقول أحمد "ثمة اهمال يطاول الأراضي في الشمال حيث كميات المتساقطات كبيرة للتركيز على تلك المروية في الجنوب. يُزرع الأرز أو قصب السكر في المناطق الجافة حيث الحرارة تراوح بين 45 درجة و50 ما يتطلب كميات هائلة من المياه".

ويحذر محمد أشرف رئيس مجلس البحوث الباكستاني بشأن الموارد المائية، وهي هيئة عامة، من أن "أزمة تلوح في الأفق. في المدن، يتراجع مستوى المياه يوما بعد آخر".

ويوضح أنه بفعل عدم انتظام الأمطار، تسحب المضخات في نقاط أكثر عمقا في المياه الجوفية حيث التركيز بالزرنيخ يكون أعلى طبيعيا. ويتعرض ما بين 50 و60 مليون باكستاني للتسمم بحسب دراسة دولية كشفت نتائجها في آب/اغسطس 2017.

وبفعل النقص في التوعية أو غياب الإحساس البيئي، يبقى الهدر سيد الموقف. ففي اسلام آباد، تبذر المياه لري طرق الاسفلت بهدف ازالة الغبار، كما ان السيارات تغسل يوميا وتسقى المساحات العشبية بسخاء مفرط. 

ويندد محمد اشرف بما يصفه "نقص التربية" محذرا من وضع "خطير".

ويقول "نحن نملك منازلنا لا الأنهر. لذا نرمي فيها أوساخنا".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلوث المياه في باكستان يحصد عشرات آلاف الضحايا تلوث المياه في باكستان يحصد عشرات آلاف الضحايا



GMT 01:14 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يصل إلى كوبا كعاصفة من الفئة الثالثة

GMT 02:01 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

فالنسيا تجدد التحذيرات من عواصف رعدية وأمطار غزيرة

GMT 01:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب شمال اليونان

GMT 04:04 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع ضحايا الفيضانات في إسبانيا إلى 95 قتيلا

GMT 03:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعصار أوسكار يصل إلى اليابسة في شرق كوبا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وصول اثنين من الباندا العملاقة إلى حديقة الحيوان في واشنطن

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
 العرب اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 15:26 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
 العرب اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab